هل سيأتي اليوم الذي يضع فيه الطلبة مناهجهم الدراسية حسب أهوائهم؟ فيختارون الأسهل والأكثر مرحا وسلاسة، ويتماشى مع متطلبات عصرهم؟! بعض الجامعات العالمية اختارت عدم انتظار ذلك الوقت، وقررت أن تدخل في مناهجها مواد شديدة الغرابة، تتلاءم مع العصر الحديث، فتخيل أن يكون أحد مقرراتك الدراسية قراءة أشهر رواية عالمية، التي حولت إلى سلسلة من الأفلام، فمن منا لا يعرف "هاري بوتر" وعالمه الخيالي الساحر، هذا ما قامت به جامعة أوهايو الأمريكية، حيث خصصت مقررا كاملا لدراسة هذه الرواية، وفرضت على الطلاب قراءتها بأجزائها السبعة وقراءة كل ما يكتب عنها من مقالات! هل تخيلتم كيف سيستقبل الطلاب هذه المادة، خصوصا محبي الخيال والفنتازيا؟! وتقدم جامعة تكساس لطلبتها مقررا بعنوان "اللغات المبتكرة: كلينجون وما بعدها" وكلينجون هذه إحدى اللغات التي استخدمتها الكائنات الموجودة في فيلم "ستار اريك" الشهير، التي ابتكرها عالم لغة يدعى "مارك أوكراند" عام 1992 ليتحدث بها الكلينجيون في الجزء الثالث من الفيلم، والممتع أن بإمكانك تعلم هذه اللغة، وما استعصى عليك من مفرداتها ستجد ترجمة له في "العم جوجل"! كنا نعتقد أن اللغات موجودة وليس علينا سوى تعلم مفرداتها، ولكن اليوم بإمكانك ابتكار لغتك الخاصة! ولا يهدف هذا المقرر إلى تعليم الطلاب تلك اللغة بل يستخدمونها لمناقشة الأفكار المتعلقة بالنظرية اللغوية بشكل عام، والتفاعل بين اللغة والمجتمع بشكل خاص، مثل لغة جيل الآيباد اليوم التي لا نكاد نفهمها، مما أثر في علاقتنا وتفاعلنا معهم والعكس. أما أغرب هذه المقررات وأكثرها إثارة للدهشة بداية من اسمه "بهجة النفايات"، وانتهاء بطريقة تدريسه، وهو مقرر على طلاب جامعة سانتا كلارا الأمريكية، حيث يتعين على الطلاب البحث في القمامة وتحري ما فيها وكأنهم علماء آثار يبحثون عن كنوز مفقودة، ويهدف هذا المقرر إلى تعليم الطلبة كيف تتعامل المجتمعات مع نفاياتها وبيئتها، فأنت مثلا تستطيع معرفة المستوى المعيشي وثقافة سكان منزل ما من نفاياتهم وطريقة تعاملهم معها ــ أجلكم الله. وجامعة كاليفورنيا حاولت تبسيط الفيزياء لطلبتها بتدريسها مقرر "علوم الأبطال الخارقين" مثل الرجل الوطواط والرجل العنكبوت وغيرهما، فمن خلال هؤلاء الأبطال وقواهم الخارقة يستطيع الطالب تعلم مبادئ الفيزياء الحقيقية. وفي جامعة فاندربيلت ما على الطالب سوى أن يشاهد في كل محاضرة حلقات من مسلسل "لوست" أو المفقودون، ثم تطرح للنقاش مستغلين ثراء المسلسل بالأحداث الغريبة والشخصيات المتنوعة، وموضوعاته التي تجمع بين العلم والدين والسياسة، فهل سيجد الطلاب مقررا أكثر من هذا إمتاعا؟!