تهاجم البكتيريا المسببة لهذا المرض اغشية الدماغ وتتكاثر في السائل الدماغي داخل تلك الاغشية، وتشبه اعراض هذا المرض في البداية اعراض الرشح العادي، ثم يتبعها صداع وحمى تسمى الحمى المخية الشوكية وتشنج في عضلات الرقبة والظهر، يصاب الإنسان أحياناً في الحالات الشديدة بفقدان السمع وفقدان الوعي كمضاعفات للمرض في حالة إهماله. تشكل الحمى الشوكية حوالي نصف التهابات المكورات السحائية وحوالي 30% تسمم بالدم، الالتهاب الرئوي 10%. تتعدد اسباب الحمى الشوكية فمنها البكتيرية والفيروسية والطفيلية.. تعتبر الاسباب الفيروسية اكثر الانواع المسببة شيوعاً.. اما المسببات البكتيرية فهناك أكثر من نوع بكتيري يسبب التهاب السحايا، من أهمها بكتيريا تسمى Haemophilus influenzae وبكتيريا المكورات الرئوية pneumococcal، والمكورات السحائية meningococcal لدى الاطفال الاكبر سنا وبكتيريا Escherichia Listeria species , GBS عند المواليد الجدد. تحدث العدوى عن طريق استنشاق رذاذ الهواء الملوث بالبكتيريا، حيث تدخل بداية إلى الجهاز التنفسي وتتكاثر، ومن ثم تنتقل عن طريق الدم إلى الجهاز العصبي، وبالتحديد إلى اغشية الدماغ، وتفرز السموم هناك ومن الظواهر الملفتة لهذه البكتيريا أنه يسهل امتصاصها بوساطة كريات الدم البيضاء التي تتجمع عند الأغشية الملتهبة وتعيش البكتيريا في المسالك الأنفية والأغشية المخية ومنها تنتشر أثناء الحديث أو السعال، تظهر الاعراض عادة خلال اسبوع الى اسبوعين من وقت التعرض للبكتيريا. في الأطفال الصغار والمواليد الجدد تظهر الاعراض على هيئة: - بكاء أو أنين غير عادي. - تنفس سريع. - عصبية لمجرد اللمس. - التقيؤ (الاستفراغ). - رفض تناول الطعام. - بشرة شاحبة. - فقدان التوازن الحركي أو فتور الهمّة وعدم الاستجابة. - الإحساس بالنعاس المتكرر أو صعوبة الاستيقاظ من النوم. - ارتفاع درجة الحرارة مع برودة اليدين أو القدمين. - انتفاخ اليافوخ (وهو المنطقة الليّنة الموجودة في الجزء العلوي من رأس الطفل). - ظهور بقع أو طفح جلدي. - الخوف من رؤية الضوء. التشخيص والعلاج يمكن تحديد ذلك من القصة المرضية والفحص السريري وبعض الفحوصات المخبرية التي من اهمها بل هي حجر الزاوية في تشخيص مثل تلك الحالات وهي عمل عينة للسائل الشوكي خاصة لدى الاطفال الاقل من عمر سنة ونصف ممن حدث لديهم تشنجات مترافقة مع ارتفاع في درجة الحرارة لاسيما وان كان هذا التشنج هو الاول من نوعه في حياة الطفل. عمل عينة البزل القطني "ابرة صغيرة يتم تمريرها بين الفقرات السفلى للظهر حيث تصل الى التجويف الذي يملؤه السائل الشوكي لغرض الحصول على كمية بسيطة من هذا السائل وفحصه" هذا الاجراء يًعمل خلال 15 دقيقة تحت التعقيم وتحت مستوى الحبل الشوكي، لذا فإن احتمالية حدوث شلل كما يتناقلها البعض غير واردة اطلاقاً. يتم الحصول على النتيجة المبدئية خلال ساعة يطمئن بعدها الطبيب كما يطمئن الاهل على صحة طفلهم. وخلال ذلك يكون الطبيب قد بدأ باستعمال المضادات الحيوية عن طريق الوريد قبل ظهور النتائج خاصة اذا كان هناك ترجيح كبير للاصابة بالحمى الشوكية. يتم العلاج عادة بمضادين حيويين مركبين لضمان ان يغطيا جميع الاسباب البكتيرية المسببة المحتملة. في حال ظهور النتيجة سلبية "سليمة" قد يرى الطبيب خفض جرعة المضادات الحيوية والاكتفاء بمضاد حيوي واحد او خروج المريض على مضاد حيوي عن طريق الفم لعلاج أي التهاب في الجهاز التنفسي مرافق بعد استقرار حالة الطفل واعطاء التعليمات للوالدين بكيفية تجنب التشنجات الحرارية مع الطفل مستقبلاً. في حين يحتاج المريض الذي تثبت اصابته بالحمى الشوكية الى تلقي المضادات الحيوية عن طريق الوريد لفترة حسب نوع الميكروب المسبب لهذا المرض. يشار الى ان التشخيص والمعالجة المبكرة لهذا المرض تمنع بإذن الله حدوث أي مضاعفات محتملة وتحمي الجهاز العصبي للمصاب. الوقاية لقاحات الحمى الشوكية توفر حماية ضد معظم أنواع المكورات البكتيري السحائية المسببة لهذا المرض على الرغم من أنها لا تمنع جميع الحالات. هناك نوعان من اللقاحات التي تحمي من التهاب السحايا، لقاح المكورات السحائية متعدد السكريات MPSV4 وهو اللقاح المتوفر للبالغين ولمن هم أكبر من 55 سنة ولقاح المكورات السحائية المقارن MCV4 وهذا النوع يفضل لمن هم ما بين عمر تسعة اشهر وحتى عمر 55 سنة، كلا اللقاحين يوفر المناعة بإذن الله للانواع الاربعة من المكورات السحائية البكتيرية A, C, Y, W-135, لذا يطلق على هذا النوع اللقاح بالرباعي.. حوالي 10% من الناس يحملون تلك البكتيريا في الفم وداخل الانف بشكل طبيعي دون أن تظهر عليهم أي علامات مرضية، ولكن عندما تضعف المناعة وتستطيع تلك البكتيريا أن تخترق مسرى الدم تتسبب في حدوث أعراض المرض. ينتشر المرض بشكل أكبر بين الاطفال أكثر من البالغين ويتوفر اللقاح للاطفال الكبار من عمر 11 سنة الى 18 سنة كما يتوفر ايضا للاطفال الاكبر من 9 أشهر. فئات قليلة من الناس عليهم تجنب تلقي اللقاح أو تأجيل تناوله مثل الاشخاص الذين لديهم حساسية مفرطة من مكونات اللقاح، مَنْ يعاني من بعض الامراض الحادة فيفضل الانتظار ريثما يتم تحسن حالته، لقاح الحمى الشوكية قد يعطى للأم الحامل في حال الحاجة لذلك، النوع الثاني من لقاحات الحمى الشوكية MCV4 نسبياً يعتبر لقاحاً جديداً ولم يدرس بعناية على الحوامل كما هو الحال في اللقاح الاول متعدد السكريات MPSV4 لذا ينصح باستشارة الطبيب المعالج قبل تلقي اللقاح. ينصح المركز الامريكي للمراقبة والسيطرة على المرض "CDC" بإعطاء جرعتين من اللقاح المضاد للمكورات السحائية للاطفال من عمر 11 سنة وحتى عمر 18 سنة بينما يعطى الاطفال في هذا العمر المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة "الايدز" ثلاث جرعات من هذا اللقاح عند سن 11 سنة او 12 سنة بفارق شهرين بينهما في حين يتلقى الجرعة الثالثة عند عمر 16 سنة. ينصح بتلقي اللقاح للعاملين في المختبرات ممن يتعاملون بشكل روتيني مع مثل تلك الحالات، وللمسافرين الى اماكن قد تكون الاصابة فيها محتملة بشكل اكبر، اما نتيجة وجود حالات بالمنطقة المعنية او وجود بيئة مناسبة لانتقال ذلك المرض كما في حالات الازدحام. يكرر اللقاح كل سنتين الى ثلاث سنوات لمن هم في حاجة لتلقيه. تطرقنا الى لقاح المكورات السحائية نظرا لانتشارها في الاطفال الاكبر سنا والبالغين وخصوصاً في اماكن الازدحام، ولكن يوجد لقاحات لبكتيريا الانفلونزا ولقاحات للمكورات الرئوية أيضا.