×
محافظة المنطقة الشرقية

«عزاء الدالوة» يتواصل ووزراء وأعضاء شورى يشاركون

صورة الخبر

تشرب محمد المشرف حب الوطن منذ نعومة أظفاره، ورضع من ثدي الوطن حباً بنى عليه لحمه ودمه، فلبس بزة الحرس الوطني مذ كان شاباً ليجعل من ذلك الحب شاهداً حياً على هذا الحب الذي ترعرع ونشأ عليه بل وغذى عليه أبناءه. محمد (العريف في الحرس الوطني بالأحساء)، كان فجر كل يوم يرتدي تلك البزة مفاخراً بها ومعاهداً تراب هذا الوطن العظيم بأن يفتديه، وهذا ما حصل، حينما كان أول شهيد وقع مضجراً بدمائه مع إطلاق أولى رصاصات الغدر واللؤم، إلا أن في وفاته مشهداً لم ينتهِ فصله الأخير، فقد ظل محمد محتضناً ابنه وشكّل درعاً واقياً وظل منحنياً وممسكاً به حتى بعدما لفظ أنفاسه، اخترقت أكثر من عشرين رصاصة جسده، إلا أن يديه اللتين تدربتا في ميادين الشرف في الحرس الوطني وتعودتْ على الإمساك بسلاحها حتى آخر لحظة، ظلتا ممسكتين بالطفل حتى بعدما فاضت روحه إلى بارئها!.. رضا المشرف (شقيق الشهيد محمد) لم يخفِ حزنه وألمه الشديد لما حدث، إلا أنه كان متماسكاً ومبتهجاً بشهادة شقيقه ليكون ضمن شهداء الواجب جنباً إلى جنب مع من سقطوا في محافظة بريدة من الضباط والأفراد في ذات العملية الأمنية المتزامنة في قضية الدالوة. تحدث رضا عن شقيقه محمد ووصفه بأنه كان يتميز بالطيبة والحنان ومحبوباً لدى المجتمع، إلا أنه كشف في حديثه ل"الرياض" عن أن شقيقه خرج من الدنيا وهم لا يملك شيئاً مطلقاً، بل إنه ترك وراءه ديوناً كبيرة وقروضاً تصل إلى 380 ألف ريال تثقل كاهلهم، كما أنه لا يملك أرضاً ولا منزلاً لأطفاله ويسكن في شقة بالإيجار، وبين كيف أنه كان يعاني مادياً إلى درجة كبيرة، ولم يخفِ أنه الآن في حيرة كيف يسدد هذه المبالغ، وكيف يؤمن لأطفال أخيه مسكناً لهم؟! واستطرد، الناس حتماً ستطالب بحقوقها، كما أنه أسرته لن ترتاح إلا بعد أن تجد لها مقر سكن، وبعد تسديد الديون لتبرأ ذمة الشهيد، وأبدى ثقته في وقفة ولاة الأمر في فقيد الوطن لتوفير مسكن لأطفاله.