شهدت المملكة منذ فترة حوادث ساخنة وقعت في عدة مدن كان أبطالها خادمات دخلن عالم الجريمة باختطاف أبناء كفلائهم والهرب بهم إلى جهات غير معلومة، مما استدعى تدخل الجهات الأمنية التي سجلت إنجازا أمنيا بإعادة الأطفال لذويهم دون أن يصابوا بأذى فيما تم ضبط الخاطفات. وسجلت محافظة جدة عددا من الجرائم، منها قيام خادمتين بقتل مخدومتهما عن طريق خنقها بغطاء رأس ثم استولتا على كل ما تملك من أموال ومجوهرات، قبل أن تحبط الأجهزة الأمنية مخططهما وضبطتهما في أحد الأوكار في شمال جدة، وفي حادثة أخرى أقدمت خادمة إثيوبية على طعن مقيمة سودانية وقتلها وإصابة شقيقتها، قبل أن تقوم العاملة بطعن نفسها كذلك، في الوقت الذي شهد فيه حي النزلة بجدة تعمد خادمتين من الجنسية الإندونيسية صب القاذورات والأوساخ في شراب وطعام الأسرة التي تعملان لديها لعدة أشهر حتى داهمت الأسرة الأمراض ولم تكتشف أعمالهما إلا عن طريق الصدفة بعدما قامت ربة المنزل بتحليل عينة من الماء في أحد المعامل لتكتشف وجود ميكروبات داخله وتم ضبط الخادمتين وإحالتهما للنظام. فيما قامت خادمة في أبها بمحاولة قطع عنق طفل صغير غير أن جريمتها لم تكتمل بعد إنقاذه من قبل أسرته، كما أقدمت خادمة أثيوبية في تبوك على قتل طفل يبلغ من العمر 5 أعوام وذلك باستخدام عصا مكنسة لتقوم بلفه في سجادة صلاة وإخفائه داخل صندوق خشبي بعد كتم أنفاسه حتى توفي، وفي المدينة المنورة أقدمت خادمة آسيوية تجردت من إنسانيتها وتحولت إلى وحش بشري على قتل طفلة مكفولها في ربيعها الرابع بالساطور حتى فصلت رأسها عن جسدها. تلك الحوادث اعتبرتها بعض الأسر جرائم غريبة وهي مؤشر خطر يجب دراسته والاهتمام به، كونه يشير إلى وجود رغبات قاتلة وإجرامية لدى بعض الخادمات قد تحول حياة الأسر التي قامت باستقدامها إلى جحيم. وقالت مروة البلوي: «أصبحنا نطالع جرائم غريبة لم يسبق أن سمعنا بها، فقد تحولت الخادمة من عامل مساعد لربات المنازل إلى عامل لإحداث الجرائم، وأعتقد أننا بحاجة ملحة لمعاهد متخصصة تقوم بتعليم هذه العمالة ما يجب أن تقوم به وتعرفها بعاداتنا وموروثاتنا الثقافية والاجتماعية، كما يجب أن تحرص مكاتب الاستقدام خلال جلبها لتلك العمالة ويجب أن تشترط وجود صحيفة سوابق توضح ما إذا كان لدى تلك العاملة سوابق من عدمه». السيدة منى بنقش أشارت قائلة: «يجب أن يضاف للفحوصات المطلوبة للخادمة الفحص النفسي لكشف ما إذا كانت هذه الخادمة لديها مرض نفسي من عدمه، كما يجب الحرص منها ونعي أن تلك الخادمة قد تكون السبب في عدم استقرار الأسرة التي استقدمتها، كونها تتطلع على أسرارنا وتعيش بيننا وقد تكون السبب المباشر في تعليم النشء عادات وتقاليد لا نرغبها». وطالب الدكتور محمد إعجاز براشا أخصائي الطب النفسي، بضرورة إدخال الكشوفات النفسية ضمن الكشوفات التي يجب أن تقوم بها الخادمة قبل أن تحضر للعمل، وللأسف هناك اتكالية وعدم تحمل المسؤولية من قبل بعض الأمهات يتمثل في ترك الطفل مع الخادمة بغض النظر عن المدة، فالأمانة والمسؤولية التي أوكلها لها الله تحتم عليها أن تحمل ابنتها معها وترعاها ولا تتركها مع الخادمة، وإذا حتم عليها أن تتركها مع أحد فلا بد من تركها مع قريباتها كوالدتها أو والدة الزوج أو أختها أو أي أحد من الأقارب وإن لم يوجد فهناك في المستقبل دور رعاية وحضانة للأطفال صغار السن، مشددا على ضرورة تكثيف البرامج التوعوية في وسائل الإعلام بالمسؤولية الأسرية والأمانة الأخلاقية ودور الأب والأم وتوزيع المهام داخل الأسرة، بجانب تعويد الأطفال كل حسب سنه، على الاعتماد على النفس لتلاشي وجود هؤلاء الخدم في بيوتنا، وإخضاع الخدم والعاملين لدورات أخلاقية دينية اجتماعية وزرع القيم والمبادئ فيهم قبل وصولهم إلينا، لأن أغلب الخادمات يأتين من مجتمعات فقيرة وغير مثقفة مما يؤثر سلبا على شخصية الطفل وسلوكه وانفعالاته العاطفية والوجدانية واللغوية، مبينا أن الأثر النفسي للغربة على الخدم وتغير المكان والتحول الجغرافي والبعد عن الأهل والأقرباء والبيئة يؤثر في نفسياتهن، وهناك اختلافات في تحمل الضغوط النفسية تختلف من شخص لآخر. من جانبه، ذكر الناطق الإعلامي لشرطة منطقة مكة المكرمة المقدم الدكتور عاطي القرشي أن على مكاتب الاستقدام الوعي لمصلحة المجتمع، وذلك من خلال استقدام عمالة لا تحمل صحيفة سوابق وهو ما يجب التركيز عليه في المرحلة القادمة، داعيا مكاتب الاستقدام للاهتمام بهذا الجانب.