صراحة متابعات : حمل المفتي العام رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ العلماء وأهل الفكر مسؤولية التصدي للفكر المتشدد والتفكيري وأصحابه. وقال، في حوار إن الذين يكفرون الناس بلا حجة يشوهون سمعة الإسلام ويظهرون أن دين الإسلام دين الإرهاب وسفك الدماء وانتهاك الأعراض ونهب الأموال. ودعا المفتى العام العلماء إلى بيان الحق ودفع الشبهات والرد على الغلاة والجهلة الذين يريدون هدم الكيان وتشويه صورة الإسلام وتكسير دعائمه. وأضاف أن ما تمر به بلاد الشام والعراق واليمن وليبيا مؤلم يعتصر القلب لها حزنا، مشيرا إلى شرذمة قليلة ضلوا الطريق وتنكبوا السبيل وانحرفت أفكارهم وغسلت أدمغتهم وأثر على عقولهم، فكفروا العلماء والحكام وأجازوا لأنفسهم القتل والترويع واستباحة الدماء باسم الدين ونصرته، وانساق معهم شباب متحمسون استغل الغلاة حماسهم وحبهم لدينهم فأوردوهم المهالك. • هناك ظروف تعيشها الأمة الإسلامية في مختلف الأقطار والأمصار، حيث اختلت الأفهام وأدخل البعض في دين الله ما ليس فيه، وهناك أمور وأفكار راجت تخالف الشريعة، كيف يمكن التصدي لها؟ •• أكثر الأفكار خطرا تلك التي تسوق باسم الأديان؛ لأنها تكسبها قداسة تسترخص في سبيلها الأرواح وحينئذ ينتقل الناس ــ والعياذ بالله ــ من التفرق الذي يعصم منه الدين إلى التفرق في الدين نفسه، وهذا الذي حذرنا الله ــ عز وجل ــ منه في قوله (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون)، فالله تعالى في الآية يحذر المسلمين من أن يكونوا في دينهم، كما كان المشركون في دينهم وتفريق دين الإسلام هو تفريق أصوله بعد اجتماعها، وهو كل تفريق يفضي بأصحابه إلى تكفير بعضهم بعضا ومقاتلة بعضهم بعضا في الدين، وليس في الإسلام جناية أعظم عند الله تعالى بعد الكفر من تفريق الجماعة التي بها تأتلف القلوب وتجتمع الكلمة، كما في قوله تعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون)، وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه «يا أيها الناس عليكم بالطاعة والجماعة، فإنها حبل الله ــ عز وجل ــ الذي أمر به وما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة»، كما أن الفرقة والخلاف لا تكون إلا عن جهل وهوى، كما أن الجماعة والائتلاف لا تكون إلا عن علم وتقوى. باب للهيمنة • قلتم إن الفرقة والخلاف لا تكون إلا عن جهل وهوى.. كيف يكون هذا التفرق وما مصير الانسياق وراء دعاته؟ •• هذه من أهداف الأعداء، فهم يشعلون الفتن لتكون طريقا وبابا مفتوحا للهيمنة على بلاد الإسلام ووسيلة إلى التفرق والاختلاف، علينا بالاجتماع، ولنحذر من شؤم التفرق والاختلاف الذي يعد سببا عظيما من أسباب الذل والهوان وتسلط الأعداء علينا. • الأمة ميزت وخصت بخصائص معينة على باقي الأمم، فهل هذا ما دفع أعداءها إلى محاربتها وشن الحروب ضدها؟ •• بالتأكيد، الله تعالى فضل أمة محمد ــ صلى الله عليه وسلم ــ وخصها بخصائص لم تكن لمن قبلها. كما خصها بهذا الدين الذي أكمله وأتمه، قال تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)، واختار الله لهم أفضل الكتب وأشرفها كتاب الله العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، ونبينا محمد ــ صلى الله عليه وسلم ــ خاتم أنبياء الله ورسله. أمتنا تمر بمنعرج عظيم وخطير جدا، تحديات من أعداء الإسلام على اختلاف أصنافهم يعادون أهل السنة والجماعة يسعون لإيقاع الفتن بين المسلمين، والعداوة بين أفراد الأمة ليشغلوهم بهذه الفتن عن مصالحهم وخيرات دينهم ودنياهم ليصدوهم عن سبيل الله وليجعلوهم أمة مشغولة دائما بخلافاتها ونزاعاتها وتفرقها، والله ــ جل وعلا ــ يقول لكم (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)، وأعود فأقول إن في التفرق ذلا وهوانا، وفي الاجتماع قوة وعزة، ونستشهد بقول الله ــ جل وعلا ــ في هذا الجانب: «يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين». هذا الأمر يوجب علينا ــ معشر المسلمين ــ أن نعود إلى رشدنا وأن نتمسك بكتاب ربنا وسنة نبينا ــ صلى الله عليه وسلم، أما هذه الجراح المؤلمة التي تمر ببلاد المسلمين في الشام والعراق واليمن وليبيا وغيرها، فهي والله محزنة آلام محزنة ومؤلمة يعتصر القلب لها ألما وحزنا بما يشاهده من هذه المواقف السيئة وحيرة الأمة إذا لم تهتد إلى رشدها. موقف مؤلم • ذكرتم ما تمر به الأمة من ويلات وحروب، لكن ما موقف أفرادها تجاه ما يحدث؟ •• ما يمر به العالم الإسلامي والعربي موقف مؤلم، محزن جدا، حيث هذه التفجيرات وهذه الصراعات المهلكة والمدمرة، دمرت البلاد، دمرت البنية التحتية، وزراعتها وخيراتها، وخربت أرضها، أفسدت بنيتها، فرقت شملها، شتت أبناءها، فعلى الجميع الاستيقاظ من غفلته والإنابة إلى ربه والاهتداء بهدي النبي ــ صلى الله عليه وسلم، وعلى الجميع أن يعلموا أنه لا خلاص لهم من هذه الفتن والمصائب إلا بالرجوع إلى الله، وتحكيم شرعه واتباع النبي ــ صلى الله عليه وسلم، وإلا فما دام المسلمون في هذا الاختلاف والبعد عن دين الله، فإن الله يقول (وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد). علماء الشريعة • يبرز في هذا الجانب دور مهم لعلماء الشريعة، ألا ترون ذلك، أين يكمن هذا الدور بالتحديد؟ •• علماء الشريعة في الأمة لهم منزلة عظيمة ورتبة كبيرة، فهم ورثة الأنبياء ومصابيح الدجى وضعهم الله أمناء يعلمون الناس شريعة الله ويرفعون عنهم الجهل والظلام ويبينون لهم طريق الحلال والحرام، فآثارهم محمودة وأفعالهم في الناس مشهودة، ويقول النبي ــ صلى الله عليه وسلم: «إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذ به أخذ بنصيب وافر»، ولعظم قدر أهل العلم ورفيع منزلتهم استشهد الله بهم على أجل مشهود، وهو توحيد الله، قال تعالى (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط). فهم أفضل الناس منزلة وعملهم من خير الأعمال، ففي الصحيحين عن معاوية بن أبي سفيان ــ رضي الله عنهما ــ أن النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ قال: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين»، وفي الترمذي أن النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ قال «الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وعالما ومتعلما». ومما سبق، فإن أمتنا اليوم أشد ما تكون في حاجة إلى العلم الصحيح المبني على الكتاب والسنة، وفي أشد ما تكون حاجة إلى العلماء الراسخين الذين يبينون الأمور إذا اختلطت، ويقمعون البدعة إذا ظهرت، ويبينون سبيل الرشاد ويحذرون من الفتن والشرور. وللعلماء الأجلاء أقول إن مجتمعنا المسلم أمانة في أعناقكم، فقوموا بما أوجب الله عليكم من بيان الحق ودفع الشبهات والرد على الغلاة والجهلة الذين يريدون هدم الكيان وتشويه صورة الإسلام والمسلمين وتكسير دعائمه، فإن أشد الناس حاجة إلى البيان هم فئة الشباب المتحمس لدين الله، والذي يحتاج الاحتواء والتوجيه فلينوا في أيديهم وافتحوا صدوركم لهم وبينوا لهم المنهج الصحيح والدين الحق وأهمية لزوم الجماعة وطاعة ولاة الأمور والرجوع إلى العلماء والأمراء في قضايا الأمة ومصيرها، قال تعالى: (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به). لقد سمع الجميع ــ وللأسف الشديد ــ ما تقوم به طائفة من الناس وشرذمة قليلة ممن ضلوا الطريق وتنكبوا السبيل وانحرفت أفكارهم وغسلت أدمغتهم وأثر على عقولهم، فكفروا العلماء والحكام وأجازوا لأنفسهم القتل والترويع واستباحة الدماء باسم الدين ونصرته، وانساق معهم شباب متحمسون استغل هؤلاء الغلاة حماسهم وحبهم لدينهم فأوردوهم المهالك وضلوا بهم السبيل، ومع الأسف فهم يعتقدون صواب أنفسهم وصحة طريقهم، فلعب الشيطان بأفكارهم حتى ظنوا أنهم بفعلهم هذا يصلحون ولا يفسدون، وقد قال تعالى (أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء)، فالواجب الحذر من هؤلاء والتحذير منهم، والوقوف مع ولاة الأمر في دفع شرهم حفظا لكيان الأمة واستبقاء لعزها ونصرها، وعلى المسلمين عموما أن يكونوا يدا واحدة وصفا واحدا ممن يأتي ليهدم وحدتهم ويخترق صفهم ويزعزع أمنهم. كلكم راعٍ • وهل الدور في التحذير من شرور هؤلاء ينحصر في العلماء، أم أن هناك جهات وأفرادا آخرين مسؤولين عن حماية الجيل وتحصينه ضد الأفكار المتطرفة وبيان شرور الغلاة المتطرفين؟ •• إضافة إلى واجب العلماء الكبير، فإن هناك دوراً وواجباً كبيراً على الآباء والأمهات بحسن التربية ومتابعة أبنائهم إلى أين يذهبون وبمن يختلطون، فإن النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ يقول: «فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»، ومن محاسن هذه البلاد المباركة وفضائلها قيامها بإنشاء الجامعات والكليات ورعايتها ودعمها للجمعيات العلمية والمراكز البحثية والمجامع الفقهية ليلتقي العلماء بعضهم ببعض يتبادلون الآراء ويعقدون اللقاءات والحلقات العلمية وينشرون الأبحاث والكتب النافعة والمفيدة، فهذه كلها مفيدة في بيان شرور المفسدين وأهل الضلال. إطلاق التكفير • هذه الجماعات المتطرفة انتهجت في أدائها وأفكارها التكفير تمهيدا لاستباحة الدماء، ويظهر هذا جليا في كثير من الوقائع الحاصلة في عالمنا هذه الأيام، كيف يمكن أن نرد ونوضح هذه النقطة؟ •• إذا كانت النصوص الشرعية تحرم سب المسلم وتحرم قذفه وتحرم السخرية به ولعنه، فكيف بإخراجه من دائرة الإسلام؟ هذا أعظم خطرا وأشد، ولذا جاءت النصوص من الكتاب والسنة تحرم إطلاق الكفر على المسلم بمجرد الظن والهوى بغير علم وتمنع من ذلك حتى يكون المسلم على بصيرة من دينه، ولا بد أن يبين للمسلم أضرار التكفير وأخطاره وضوابطه وكيف علاج هذه الظاهرة. نصوص الكتاب والسنة جاءت باحترام أعراض المسلمين واحترام دين المسلمين حتى يكون المسلم على بصيرة من أمره، قال ــ جل وعلا: (يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيرا)، فنهاهم أن يطلقوا الكفر على من تظاهر الإسلام حتى يأتي بحقيقة الأمر، ربما ــ حتى يتبين حقيقة الأمر، فإن من أعلن إسلامه وجب علينا قبول إسلامه والحكم عليه بالإسلام ظاهرا إلى أن يأتي ما يناقض ذلك، قال جل وعلا: (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا)، ورمي المسلم بالكفر من أعظم الأذى والإيلام له، قال ــ جل وعلا ــ محذرا لنا أن نحكم على الأمور بلا علم ولا بصيرة (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولـئك كان عنه مسؤولا)، وسنة محمد ــ صلى الله عليه وسلم ــ منعت المسلم من إطلاق الكفر بمجرد الهوى والظنون والتخرصات، وفي الصحيحين عن عبدالله بن عمر ــ رضي الله عنهما ــ أن النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ قال : «أيما امرئ قال لأخيه: يا كافر. فقد باء بها أحدهما. إن كان كما قال. وإلا رجعت عليه»، أي إذا قلت لإنسان يا كافر فإنه يبوء بها إما أنت أو هو، فإن كان ليس كذلك رجع ذلك الإثم عليك، فيخشى عليك من أن تكون كافرا بعد إسلامك، وعن أبي ذر ــ رضي الله عنه ــ قال رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم: «من دعا رجلا بالكفر أو قال يا عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه»، فإذا قلت لإنسان يا كافر أو قلت: يا عدو الله وليس كذلك هو مسلم من أولياء الله، فإن إثم ذلك يرجع إليك فيخشى عليك والعياذ بالله من أن تقع في الإثم العظيم، فإن لفظ عدو الله لا تطلق إلا على من خالف الإسلام؛ لأن المؤمن وإن قصر وإن أخل بشيء لكن لا يستحق أن يقال عدو الله، فإن العدو لله المناوئ لدينه المبغض لشريعته، واحذر من إطلاق هذا اللفظ بلا روية فإن ذلك إثم عظيم. آثار التكفير • لم كان التكفير أمرا خطيرا لهذه الدرجة، وما رابط هذا الأمر بجرائم القتل والتدمير وخلافها؟ •• هناك أخطار عظيمة تترتب على التكفير، فآثاره تضر بالفرد والجماعة المسلمة وعلى الإسلام عموما، فضرره على الفرد إذا حكم عليه بالكفر فمعناه أنه حكم عليه بردته والخلود في النار والتفريق بينه وبين امرأته ولم تجعل له ولاية على أولاده ولا الميراث بينهم ولا تصلي عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين ولا يكون التوارث بينه وبين أبنائه وزوجته؛ لأنه حكم عليه بالكفر فيترتب على هذا الحكم أمور كثيرة. ذلك خطر عظيم. ثم إنك إن واجهت هذا الشخص بالكفر من قبل أن تدعوه إلى الله تقنطه من رحمة الله وتجعله يصر ويعاند ولا يقبل منك ما تدعوه إليه. وأما ضرره على الجماعة المسلمة فإنه يشتت الكلمة ويفرق الصف ويغرس العداوة والبغضاء في النفوس ويخالف ما تدعو الشريعة إليه من التعاون والتناصر وإصلاح الأخطاء وتقويم ما اعوج من السلوك ويغلق باب التناصح والدعوة إلى الله بالتي هي أحسن، إذ الداعي إلى الله لا يهمه التكفير، وإنما مبدؤه الإصلاح والتبصير والترغيب في الإسلام وبيان محاسنه وفضائله ودعوة الناس إليه، هذا هو المطلوب منه أولا، أما أن يواجه الناس بالتكفير من قبل أن يبلغ حجة الله ويقيم عليهم الحجة، فهذا أمر خطير يترتب عليه مفاسد عظيمة. وأما ضرره على الإسلام عموما، فإن هؤلاء الذين يكفرون الناس بلا حجة يشوهون سمعة الإسلام ويظهرون أن دين الإسلام دين الإرهاب وسفك الدماء وانتهاك الأعراض ونهب الأموال ويشوهون صورة الإسلام بما يحدثونه من هذا، إذ هذه الكلمة تسبب لهم عدم احترام الدماء والأموال والأعراض، حيث حكموا بالكفر فرتبوا على هذا الكفر ما يقصدون وما يريدون وهذا أمر خطير، بل هذا مذهب الخوارج الذين حذرنا منهم نبينا ــ صلى الله عليه وسلم ــ إذ أخبرنا أننا نحقر صلاتنا عند صلاتهم وقراءتنا عند قراءتهم، ولكنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، وأنه ــ صلى الله عليه وسلم ــ قال: «لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد»، فهؤلاء مجتهدون في الصلاة والتلاوة والتهجد، لكن ضاقت صدورهم من سعة رحمة الله وفضله، فكفروا المسلمين بمجرد الخطأ ورتبوا على هذا أمورا عظيمة سلوا سيوفهم على أهل الإسلام وأمسكوا عن أهل الأوثان، فما رفعت الخوارج راية للإسلام، وما غدت في سبيل الله، ولكن شرهم على أهل الإسلام قديما وحديثا. إزالة الغشاوة • كيف يكون علاجها إذن؟ •• علاجها يكون بتوعية المجتمع المسلم، سواء كان من المعلمين والمعلمات أو من خطباء المساجد أو في وسائل الإعلام المختلفة، أن نوضح لهم خطر هذا المنهج وضرره ومساوئه ومفاسده في الحاضر والمستقبل، وأن يكون بالتوعية والتربية الصالحة على الخير لا على هذا الأمر الخطير لنكون على بصيرة من أمرنا، وأن نعالج الأفراد الذين وقعوا فيما وقعوا فيه بأن نزيل عنهم الشبه والغشاوة التي طرأت عليهم، وأن نوضح لهم الحق وأن الداعي إلى الله يكون همه وغايته إقامة الحجة والدعوة إلى الله والترغيب في الإسلام وهذا هو المطلوب منه، فكم من أناس انخدعوا واغتروا بدعاة ضلال وفساد ظنوا أنهم على خير وأنهم محقون، ولكنهم في الحقيقة مسيئون لهم فساءت أفهامهم وقل إدراكهم، فلا بد من معالجة الأفراد بالتوجيه وإقامة الحجة وإزالة كل الغشاوة التي علقت بأذهانهم. ( عكاظ )