تتبع الجماعات المتطرفة دائما الواقع المأزوم، تعيش على التوتر والاضطراب، هذا ما حاولت أن تمارسه الجماعات الأصولية المتطرفة في السعودية، أن تضرب عصب التعايش، لكن لم تنجح الخطة الخبيثة، إذ شملت الأزمة ست مدنٍ سعودية، والضحايا كانوا من السنة والشيعة. البادرة المهمة تجلت برزانتها وهدوئها من خلال بيانات العلماء الشيعة في القطيف والأحساء، والتي تضمنت التأكيد على نبذ الفتنة والقتل، والتعاون بين علماء القطيف والأحساء ومع هيئة كبار العلماء من خلال تثمين المواقف والشراكة في الاستنكار. البيانات على تنوع لغتها تمسكت بالآتي: الإشادة بجهود الأمن، الإشادة ببيان هيئة كبار العلماء، ضرورة ضبط النفس وحرمة حمل السلاح، الذنب يتحمله المنفذون وليس للسنة ذنب، ضرورة الحفاظ على الأمن والسلم الأهلي، تجنب الإثارة الطائفية عبر المنابر، التواصل مع الدولة في أسرع وقت، تجريم الخطاب الطائفي وخطره وضرورة ضبطه ومحاصرته، ضرورة سن قوانين تحمي السلم الأهلي وتعاقب الخطابات الطائفية. لقد كانت هذه النبرة المتوازنة من العلماء الأجلاء محل تقدير واعتزاز، إذ وئدت الفتنة من جذرها، وحوصر الخطاب الكارثي، ولمعت أصالة الحس الوطني، إن الجريمة استهدفت جميع السعوديين شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، فارتدت الجريمة على أصحابها. لئن كان المصاب أليما والحادثة محزنة، فإن الوميض الإيجابي الذي نراه هو التعاون بين كل طوائف المجتمع من أجل التنمية والبناء والشراكة والتآزر. وما أروع قول شاعر الأحساء جاسم الصحيح في قصيدته عن الحادثة: ذئب يجرب فيك مخلب حقده سيعود مطعونا بخيبة قصده. نقلا عن عكاظ