×
محافظة المنطقة الشرقية

مجتمعنا مع كل محنة.. نسيج متماسك ولُحمة عصيّة على الاختراق

صورة الخبر

تشّكل الملحقيات الثقافية الصورة الذهنية الكاملة والعصب الرئيس الذي يعكس ثقافة البلد خارجيا، وتعتبر النافذة التي يطل الآخرون من خلالها على جميع مكونات الوطن، والجسر الثقافي والأدبي التعليمي والاجتماعي المصدر إلى الخارج. فالأدوار التي تقوم بها الملحقيات ليست هامشية أو شكلية، وتتعدى كونها تختص بالشأن السكرتاري أو الشكلي أو متابعة الطلبة، وذلك بالسؤال عن ضمان مالي، أو لتوبيخ طالب، أو مركز اتصالات يرد على المبتعثين بشكل صلف وجاف. فالعمل المنوط بها أكبر من ذلك بكثير، بل هو سمعة وطن بأكمله. وفي القول المأثور «عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه»، وإذا أردت أن تعرف المستوى المخرجي للطلبة في الخارج فسل عمن هو ملحقه الثقافي. فأنا لاحظت كثرة الشكاوى والاستياء والكيل بمكيالين لبعض المثقفين ممن يتلقون الدعوات الخارجية للمشاركة في المهرجانات والفعاليات والمعارض! ولا يجدون الاهتمام الكافي من قبل الملحقيات التي تصب جلّ اهتمامها فقط لمنسوبي التعليم العالي من حيث الاستقبال والاهتمام والمرافقة، ولو أرادوا ( لبن العصفور) لجلب لهم، أما المثقف والأديب والمفكر الذي يعتبر الوجه الثقافي للوطن فيركن جانباً ويهمل، وربما يتلقى اتصالا من منسق جاهل ليقول له «تعال بتاكسي»، فربما لا يدرك هؤلاء أن تلك الورقة المشاركة لمسؤولهم المبجل و(المملة) الطويلة، لاتساوي حرفا في عمل أدبي لأديب! ولكن عكس كل تلك النظريات والآراء الشاكية مالقيناه وشاهدناه في مشاركاتنا السابقة في معرض الشارقة الدولي للكتاب، وما لمسناه من منسوبي الملحقية والملحق الثقافي السعودي في الإمارات د. صالح السحيباني، صاحب الابتسامة البشوشة والعقل المتقد بالفكر والثقافة، يمثل بالفعل الأنموذج الحقيقي للدور المنوط بالملحقية الثقافية، من خلال عكسه الصورة الجميلة لوطنه، بوجوده ومصاحبته واهتمامه ودرايته وإداركه الكبير لمفهوم وماهية دور الملحق الثقافي الحقيقي، لاصاحب الطاولة السنديانية والكرسي الوثير!