طويت صفحة دوري أبطال آسيا بخيرها وشرها، وأياً كانت الهزات الارتدادية، فالكأس قد حط رحاله في بلد الكنغر وقضي الأمر، فلن ينفعنا البكاء على اللبن المسكوب، ولا شتم الحكم الياباني، ولا أن نندب حظنا، وعلينا طي هذه الصفحة الآن وأن نلتفت لما هو اهم. إن ضاعت فرصة لإعادة الكرة السعودية الى مكانها الطبيعي وسابق مجدها قاريا وعالميا، فإن أمامنا فرصا أخرى أكثر أهمية على مستوى الأندية والمنتخبات، أولاها تبدأ بعد نحو اسبوع من الآن بمشاركة المنتخب في كأس الخليج الـ٢٢، حتى وإن حاول البعض التقليل من أهميتها في ظل عدم الاعتراف بها رسميا من الفيفا، لكن ذلك لا يعني انها لا تكتسب اهمية خاصة على الأقل في التحضير البدني والنفسي والفني لكأس آسيا، وعودة المنتخب لتسيد الخليج ما هي الا بداية الطريق لاستعادة الهيمنة الآسيوية، وإعادة بناء المجد الذي كان صرحاً فهوى. منذ أن خفت نجم المنتخب تعالت الأصوات وحاول المسؤولون عن الرياضة إيجاد حلول عاجلة دون جدوى فتغير كل شيء، المدربون، اللاعبون، الأجهزة الإدارية، الاتحاد السعودي، الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ولم يتغير في مستوى المنتخب شيء، فأين مكمن الخلل إذاً؟. السبب بكل بساطة هو نحن، فنحن من أشعرنا اللاعبين أن نجوميتهم واهتمامنا بهم هنا في النادي لا هناك في المنتخب، نحن من جعلناهم يشعرون أن المشاركة في المنتخب مجرد تأدية واجب لا أكثر، نحن من أشعرناهم بخوفنا من تعرضهم للإصابات مع المنتخب وخسارتهم في الأندية، وتبعا لذلك لم يعد اللاعبون يجدون ذلك الحضور الكثيف وتلك الأجواء الاحتفالية في المدرجات والمؤازة بدون أي تفرقة بينهم بحسب الأهواء والميول. من أراد أن يدرك دور الالتفاف الجماهيري والحضور والمؤازرة، فليشاهد جماهير النادي الأهلي، كيف استطاعت قيادة فريقها قبل عامين تحقيق البطولات، وكيف فعل الجنون هذا العام فعلته فشاهدنا محاربين في أرض الملعب، كذلك جماهير النصر حين شكلت العام الماضي علامة فارقة وقادت فريقها لتحقيق بطولتين غابتا عنه طويلاً. ولعل الجمهور الاتحادي الذي استطاع بدعمه ان يجعل فريقا شابا يحقق بطولة كأس الملك ليس آخر الشواهد الكثيرة على ما تستطيع المدرجات فعله. منتخبنا يمتلك المواهب ولا ينقصه إلا أن نلتف حوله، وأن نجعل مصلحة الكرة السعودية نصب أعيننا، علينا أن نصاب مؤقتاً بعمى الألوان الا عن اللونين الأخضر والأبيض، وأن نصفق للشمراني وهزازي ومختار والشهري وتيسير وكل لاعبي الأخضر بالحماسة ذاتها، علينا أن نوحد «تويتر» و«فيسبوك» بحديثنا الإيجابي، علينا في الاعلام أن نركز على الايجابيات، وأن نتجنب التثبيط، علينا أن نعيد مشهد امتلاء استاد الملك فهد في مباراة الهلال وسيدني في جميع مباريات الأخضر، وأن يكون حضورا فاعلا لا مجرد رقم، وعندها سنرى ما لم نتوقعه وسنعيد بناء المجد وأيام الطيبين.