لا حديث رياضي يعلو هذه الأيام فوق دورة الخليج التي تشرع منافساتها بعد أيام ثمانية، إذ يحتدم الصراع بين أبناء العمومة على كأس قد لا تشكل قيمة لدى الاتحاد الدولي (فيفا) أسوة ببقية المناسبات الرسمية، إلا أنها هنا في المنطقة تشكل مركز الثقل الأهم بين دول مجلس التعاون الخليجي ومحبي الرياضة العربية. ومع بدء العد التنازلي لبدء المنافسات تبدو الصورة مكتظة بالأضواء التي من شأنها أن تخطف الأعين، إذا ما نجح مسيرو البطولة في الخروج بها من نمط الرتابة وتجيير الإثارة المواكبة لها عادة في خدمة رياضة المنطقة وزيادة المردود الفني والجماهيري للفرق الأربعة. وتبدو الإثارة هذه المرة أكثر حدة بعد أن تساوت القوى بين الأطراف المتصارعة في اللقب، إذا ما استثني المنتخب اليمني الذي يواجهه جملة تحديات على مستوياته الإدارية والفنية فضلا عن الفوارق في الإمكانات، تجعل منه لقمة سائغة ما لم ينجح في إثبات عكس ذلك أمام هوامير الكرة الخليجية. وبصفتنا المضيف لهذا البطولة وفي هذا التوقيت تحديدا بات على منتخبنا الوطني أن لا يخرج بخفي حنين كما حدث له في الأعوام العشرة الماضية، وبات لزاما عليه تقديم نفسه بصفته بطلا خاصة في ظل الجفاف على المستويين القاري والإقليمي، ما يعني أن الأمور لم تعد تحتمل مزيدا من الانتكاسات والتعثرات سيما أنها تمثل بروفة أولية لكأس أمم آسيا التي ستكون فارقة في تاريخ رياضة الأخضر ومؤشر قدرته على استعادة أمجاده من عدمها، والحد من سنوات الغياب الطويلة التي خطفت أفراح أنصار الأخضر منذ التأهل إلى مونديال 2006 التي كان آخر عهد لعشاق الأخضر بالإنجازات. وهنا يجب أن نقف بوضوح على المطلوب من الأخضر وجهازه الفني واتحاد القدم في هذه المرحلة الصعبة، وتفادي سلبيات العمل التي حدثت في سنوات سابقة أسهمت في ظهور المنتخب الوطني على نحو لا يليق باسمه العريق على المستوى القاري وأفضت به إلى موقع متأخر وخارج المئوية في التصنيف العالمي، ونقولها دون تحفظ لاتحادنا المقول «قيس قبل الغطيس»، من أجل ألا نبكي على اللبن المسكوب.