انحازت الحكومة السعودية بوضوح لصغار المستثمرين في أكبر اكتتاب تشهده السوق السعودية، حيث خصصت لهم 97.4 في المائة من أسهم البنك الأهلي التجاري، المطروحة للاكتتاب، البالغة 300 مليون سهم، ما يعني أنها خصصت للمكتتبين الصغار 292.2 مليون سهم. وكان عدد المكتتبين في أسهم الأفراد نحو 1.25 مليون مكتتب، ضخوا نحو 311 مليار ريال (83 مليار دولار)، وجرى الاكتتاب في 300 مليون سهم مخصصة للأفراد بسعر 45 ريالا للسهم الواحد، وانطلق الاكتتاب الأحد الموافق 19 أكتوبر 2014، واستمر لمدة 15 يوما، حيث انتهى يوم الأحد الماضي الموافق 2 نوفمبر 2014. وبحسب الأموال المجمعة وعدد المكتتبين يكون عدد الأسهم التي تم طلبها في حدود 6.9 مليار سهم، تعادل 23 مرة الأسهم المطروحة للأفراد. فيما كان البنك قد طرح 200 مليون سهم أخرى وخصصها لمؤسسة التقاعد العامة، ليبلغ إجمالي الأسهم المطروحة 500 مليون سهم، تشكل 25 في المائة من أسهم البنك البالغة مليوني سهم، برأسمال 20 مليار ريال. وأوضح المستشاران الماليان ومديرا اكتتاب البنك الأهلي، وهما "جي إي بي كابيتال" و"إتش إس بي سي العربية السعودية" أنه قد تم الانتهاء من عملية المراجعة والتأكد من جميع طلبات الاكتتاب التي تم تقديمها وأن التغطية النهائية للاكتتاب في أسهم البنك بلغت 2301 ، حيث بلغ العدد النهائي للمكتتبين 1.25 مليون مكتتب والمبالغ المحصلة 310.7 مليار ريال سعودي. وقد أوضح المستشاران الماليان ومديرا الاكتتاب أنه سيتم تخصيص كامل الأسهم المكتتب بها لكل فرد مكتتب حتى عدد ألفي سهم، وهو ما يمثل تخصيص كامل الكمية المطلوبة لما نسبته 97.4 في المائة من إجمالي عدد المكتتبين. بينما سيتم تخصيص الأسهم المتبقية على أساس تناسبي بناء على نسبة طلب كل مكتتب إلى إجمالي الأسهم المتبقية المطلوب الاكتتاب فيها، بما يعادل 1.256 في المائة. وكانت مجموعة من العوامل، قد دفعت إلى تحقيق نسب تغطية متدنية للغاية في الأيام الأولى للاكتتاب، كان أبرزها، تباين الفتاوى الشرعية حول شرعية المشاركة في الاكتتاب من عدمها، إضافة إلى حجم الطرح الضخم، كما ضاعفت تراجعات سوق الأسهم خلال فترة الاكتتابات من المؤثرات السلبية على نسب التغطية. من ثم قفزت في الأيام الأخيرة، من نسبة تغطية 50 في المائة في نهاية اليوم الحادي عشر للاكتتاب، لتصل إلى 2300 في المائة، أي تغطية الاكتتاب 23 مرة، 80 في المائة منها في اليوم الأخير، بعدد 18 مرة تغطية، وأموال مجمعة 246 مليار ريال. وكان من اللافت في الاكتتاب أنه لم يُخصص فيه جزء للمؤسسات كما هي العادة، إضافة إلى أن فترة الاكتتاب امتدت لأسبوعين وهذا أيضا أمر غير معتاد في الاكتتابات السعودية، حيث تكون فترة الاكتتاب عادة أسبوعا، وقد يكون المبرر هنا حجم الاكتتاب الضخم. وكان الاكتتاب أكبر اكتتاب في تاريخ السوق السعودية، وأول اكتتاب مصرفي منذ عام 2008، ويُعد أكبر اكتتاب للأفراد في العالم خلال العام الجاري. *وحدة التقارير الاقتصادية