ما الذي يمكن أن نستفيده إذا حمّلنا الغرب أو الصهيونية أو الماسونية أو فرسان الهيكل نشوء داعش؟ وعندما نطمئن ونتأكد أن داعش مؤامرة غربية هل هذا يخلينا من المسؤولية؟ وسواء اكتشفنا أن مشاكلنا مؤامرة أمريكية أو صهيونية أو صفوية ستبقى مسألة الخلاص من المشكلة التي أحدثتها المؤامرة واجبنا دون غيرنا. إذا تأكدت أن المشكلة مؤامرة أو تأكدت أنها ليست مؤامرة في كلتا الحالتين أنت المسؤول عن حلها. لا توجد حكومة عالمية تتصف بالعدالة والإنصاف نعلي من صراخنا لكي تسمعنا وتعطينا حقنا. التصدي للمؤامرة بسيط. لكل مؤامرة شقان الأول خارجي والآخر داخلي. الأول فعل المتآمر والثاني الظروف التي استغلها المتآمر لينفذ مؤامرته. صنعت أمريكا داعش بهدف (تقسيم المنطقة ونشر الفوضى ونهب ثروات المسلمين وبث الفرقة وحماية إسرائيل وأخيرا تقسيم المنطقة إلى دويلات طائفية ليسهل السيطرة عليها) هذا مختصر واضح للمؤامرة التي تواجهنا. سأقسم هذه المؤامرة كأي مشروع إلى قسمين. قسم التخطيط وقسم التنفيذ. إذا كان الصهاينة في أمريكا وفي الغرب يخططون فمن ينفذ المؤامرة على الأرض؟ يقول الإخوة أن البغدادي وعددا من القياديين صنيعة أمريكا، والبعض الآخر يقول إنه صنيعة إيران وفي قول آخر صنيعة حكومة بشار الأسد. على أي حال ما يخصنا في الأمر ليس البغدادي. فالبغدادي وبقية زعماء داعش ليسوا في متناول أيدينا ولا نملك سوى شتمهم وتعييرهم والتعبير عن كراهيتنا لهم. استطاع البغدادي أن يؤسس قوة من المقاتلين الأشداء المخلصين. لم يخلقهم وليسوا أبناءه وليسوا من قبيلته وليسوا صهاينة وليسوا ليبراليين. من هم؟ والبغدادي أيضا لا يملك أجهزة ضخمة تذهب إلى المدارس والجامعات ومدارس تحفيظ القرآن تؤثر في الناس وتغريهم بالحرب معه. البغدادي ليس زعيما تاريخيا ولا ماضي له تعتز به الأمة ويتأثر به الشباب. ظهر من المجهول فجأة. إذا لم يكن لنا سلطة على البغدادي وعلى السي أي إيه فلنا سلطة على هؤلاء الجنود الذين يستدرجهم البغدادي ويغريهم بالعمل معه. من صاغهم وهيأهم ووضعهم في طريقه لقمة سائغة ومكن أمريكا والصهيونية من استخدامهم؟ هل هم زوار السفارات أم كتاب الصحف الليبراليون؟ من جهزهم عاطفيا وثقافيا ليستقبلوا دعوته برحابة صدر بل ويكونوا على استعداد لأن يضحوا بحياتهم رخيصة في سبيله؟ هذا هو الجانب الذي يخصنا. المؤامرة هي تلك الظروف التي يستغلها المتآمر للدخول علينا. من يقوم بالشحن الطائفي. هل القنوات الطائفية التي تنبعث من جنباتنا ومن أراضينا (أتكلم عن السعودية فقط) يمولها المتآمر الأمريكي أو الصهيوني أو الصفوي أو بنك ربوي. هل مديرها الإداري أمريكي هل مقدم برامجها صهيوني أو ليبرالي. من هو هذا الذي إذا حدثناه عن الوطن حدثنا عن الأمة وإذا أراد التحريض تحدث عن الوطن. إذا تبرعت الدولة للبنان أو لمصر ثارت عنده الحمية الوطنية وأصبح الراتب لا يكفي وإذا تحدثنا عن الوطن ومشاكله صاح أينكم من أمتنا وإخواننا في ميانيمار وفلسطين من يدير هذا الجهاز التعبوي من داخل المملكة ؟ هل هو البغدادي هل هو السي آي إيه هل هو الصهيونية، هل هم كتاب الصحف الليبراليون. إذا تصارحنا بالجواب ونحن نعرفه جميعا بطلت المؤامرة وخاب سعي الأمريكان والصهاينة. نقلا عن الرياض