علي محمد الرابغي ونحن لا نكاد نحس بهذا العدو إلا بفقد عزيز أو بحدوث أزمات تهز الأفئدة.. والأزمات الكبرى تمثل اختبارا صعبا لأي مجتمع.. يتوقف عليها صمود هذا المجتمع خلال الأزمات على مستوى مناعته الداخلية.. وتخضع المجتمعات تبعا لذلك بين المناعة والهشاشة.. ومن يرقب في تجرد ونزاهة حالنا.. حال مجتمعنا ولله الحمد.. والشرر الذي يتطاير من حولنا والرؤوس التي يتم قطافها في فعل دونه الحجاج.. يجعلنا نسجد لله حمدا وشكرا إذ أننا في حالة من الترابط والتآخي والصحوة التي تجعلنا مؤتمنين على المصلحة المجتمعية والذود عنها.. وأعود إلى التاريخ لأقطف من حديقته هذا البيت الشعري لأبي العلاء المعري: كل من لقيت يشكو دهره ليت شعري هذه الدنيا لمن؟ ويعني بأنه غريب أمر الإنسان في هذه الدنيا فهو في حالة شكوى مهما كانت أحواله. وأكتفي بهذا القدر وأفسح المجال للأستاذ الشاعر محمد الهادي إسماعيل في قصيدته بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية والتي بعث بها إلى الصديق العميد عبدالله رمضان قم رتل الذكر، واختر خير قيثـار فتلك ذكرى رسول اللـه في الغـار من ذا الذي يقطع البيداء ممتثـلا أمر السمـاء؟ ترى من ذلك الساري؟ مستعذب في السرى آلام سفرتـه يطـوي الفيافـي شهما غير خـوار وفـي معيتـه مـن غر عصبتـه ليث هصـور، وندب خيـر مغـوار في إثره العرب ثارت وهو في دعة بل في خميـس مـن الإيمـان جـرار والعشب يضحك والكثبان راقصة والشوك مـن حوله أضحى كأزهـار يخب في السير في ليـلاء حالكـة وفـي جوانحـه هـالات أقمــار اللـه أكبر هذا خير من وجـدوا في هـذه الأرض، لا تعجـب لأنوار اللـه أكبـر فـي أنوار شرعته وخلفـه زمـر الأشـرار فـي نـار نـور أبـى الله إلا أن يتممـه فكيـف تطـفئـه أفـواه أغـرار؟ آواهما معقـل من نسج واهنـة عليــه هـادرة حيت بتهـدار عليه قد نشرت للسلم أجنحـة حمامـة السلم حلت خيـر أوكـار سائل صديق رسول الله منبهـرا مـاذا دعـاه لإيثـار وأخطــار؟ وكيف جاد بما أوتيه من نشـب ودون وكف يديـه وكـف أمطـار النفس والمال للرحمـن باعهمـا ليشتـري جنــة مـلأى بأنهــار يبيع دنيا، ويشري خلـد آخـرة فكيـف يترك هذا البائـع الشـاري؟ واذكر «عليا» بأحضان الردى فرحا يستقبـل المـوت لم يحفـل بفجـار فليغمدوا السيف ما شاءوا بمهجته ما دام ذلك ينجـي صاحـب الـدار هذي نفوس على الأيام خالـدة كـم فـدت الدعـوة الجلى بأعمـار هـذي رياحين في التاريخ عاطرة كأنهـا الزهــر فـي أدواح «آذار» هذي سواعد في لأوائها اتحـدت فحطمـت كـل جبـار وغــدار خميلـة الديـن أروتها بوحدتهـا فأشبعـت هـذه الدنيــا بأثمـار وصـدعت دولة الأصنام فارتفعت «اللـه أكبـر» فـي عـز وإكبـار الكابتن الشهري معقبا على المقالة السابقة: تلقيت تعقيبا من الرجل النازك الذي كشف عن موهبة أخرى تضاف إلى مواهبه من خلال التعبير الرا قي. أخي الغالي أبو مروان، لقد كنت اليوم طيلة النهار في عرض البحر في رحلة بحرية مع أصدقاء أعزاء، وللتو عدنا إلى الشاطئ، وقد قرأت على الفور مقالتك وسعدت بجميل قولك وبكريم ثنائك، الذي يفوق قدري. ولا شك يا أخي أبا مروان أن روحك الطيبة وخلقك الكريم وما منحك الله من قيم سامية وحب للناس بعمومهم هي المنظار الذي ترى منه الدنيا من حولك. فبقلبك الكبير وظنك الحسن تراني كما ذكرت، بل وترى الوجود بمجمله جميلا، وترى الحسن في كل ما حولك، وهذه نعمة من الله حباك بها. أرجو الله أن أكون خيرا مما تظن بي وما يظن بي خلقه، وأرجوه سبحانه أن يغفر لي ما لا تعلم وما لا يعلمون ودمت علما وطنيا محبا للخير والجمال، وقلما أنيقا رصينا كما كنت دائما. ولعل عامنا الجديد يكون أكثر إشراقا وقوة ورخاء واجتماعا لكلمة المؤمنين وحسبي الله ونعم الوكيل.