يعتبر الأسبوع الحالي هو الأكثر تعصباً في السعودية والأكثر انفعالاً، فقد تحدث غير الرياضيين في الأمور الرياضية، فمنذ مباراة الذهاب بين فريق الهلال السعودي وفريق ويسترن سيدني الأسترالي، وحتى مباراة الإياب، تصاعدت الأمور إلي حد تهديد جماهير الأندية السعودية بـ"الضرب" إذا دخلت مع جماهير نادي الهلال ملعب استاد الملك فهد بالرياض لحضور المباراة النهائية، وإلى تطليق زوج لزوجته، وذبح ذبائح من الجماهير المنافسة للهلال فرحا بخسارته. وفي لقاء لـ"عاجل" مع البروفيسور طارق الحبيب استشاري الطب النفسي، أكد الحبيب أن الهلال ليس هو الفريق الوحيد الذى يحتاج للدعم النفسي، بل جميع الأندية السعودية والمنتخب السعودي ينقصها الدعم النفسي. وأكد الحبيب أن الدعم الإعلامي يؤدي إلى الخوف من المنافس أو من تحمل المسئولية وأحيانا يؤدي إلى "التخدير"، وذلك حسب الطبيعة المجتمعية، ففي المجتمع السعودي، فإن المدح الزائد يزيد نسبة خوف اللاعب، أما في المجتمعات التي تقوم على التسامح وتبرير أخطاء الآخر وتيسير خط الرجعة، فإن المدح الزائد يؤدي إلى حالة من الضعف عند اللاعب. وفي سؤال عن الجملة التي ترددها جماهير النصر للاعبي الهلال "العالمية صعبة قوية"، هل تأثيرها النفسي أثر على اللاعبين، قال البروفيسور طارق الحبيب: "ردة الفعل تكون سلبية أو إيجابية حسب تأهيل اللاعب النفسي، إذا كان اللاعب ناقصا للثقة سوف تؤثر عليه بلا شك، أما اللاعب المهيأ نفسيا، سوف تعتبر داعما له ودافعا للعطاء في الملعب. منع اللاعبين من مشاهدة البرامج الرياضية ودعا البروفيسور طارق الحبيب مسئولي المنتخب السعودي والأندية السعودية إلى عزل اللاعبين عن قراءة الصحف الرياضية وما يكتب بها، وعدم متابعة البرامج الرياضية، كي يقل الضغط النفسي عليهم.. ونصح الحبيب اللاعبين بضرورة أن يقوم كل منهم بتقييم نفسه، فإذا كان ذا شخصية ضعيفة قابلة للتوتر، عليه أن يغلق حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، أما إذا كان لديه القدرة على ضبط انفعالاته، فعليه أن يبقى كي يستكشف الواقع من حوله ويطور من نفسه وموهبته. التعصب الرياضي يتراجع وعن ظاهرة التعصب الرياضي الذي زادت حدته في الآونة الأخيرة، طمأن الحبيب الجميع بأن التعصب الرياضي في تناقص، معتبرا أن وسائل التواصل الاجتماعي تضخم هذه الظاهرة، في حين أنه كان سابقا التعصب الرياضي بشكل أكبر وآثاره أكبر في التعدي على الأشخاص وعلى الممتلكات الخاصة والعامة، واعتبر الحبيب أن الآن هناك تطور حضاري على الأقل في انتقال التعصب من تكسير السيارات والتعدي بالضرب إلى الكتابة فقط، مع حالات قليلة وصلت للتعدي بالضرب. واعتبر الحبيب أن ظاهرة التعصب، هي ظاهرة مجتمعية سعودية وليست ظاهرة رياضية سعودية؛ لأن التعصب موجود في كل جوانب المجتمع وليس فقط بالرياضية. وعن وضع الحلول لظاهرة التعصب الرياضي، أجاب البروفيسور طارق الحبيب: "من الخطأ معالجة التعصب الرياضي دون معالجة السبب الرئيسي في التعصب في مجتمعنا، والذي قام عليه فيما بعد التعصب الرياضي. فهناك تعصب للقبيلة وتعصب للمنطقة وهكذا". وأكد الدكتور طارق الحبيب إلى أن تعصب الجماهير السعودية لمنتخب بلادها أقل بكثير من تعصبها لأنديتها المفضلة؛ لأن انتماء الإنسان السعودي لوطنه أقل مقارنةً بانتمائه لمنطقته، لذلك الانتماء للمنتخب أقل من انتمائه لناديه.