شهدت مدينة رداع بمحافظة البيضاء، وسط اليمن، اشتباكات عنيفة بين مسلحي جماعة الحوثي المتمردة وتنظيم القاعدة، حيث اندلعت الاشتباكات في وقت مبكر من أمس واستمرت لعدة ساعات. وأوضحت مصادر قبلية يمنية أن اللجان الشعبية التابعة للمتمردين الحوثيين، كثفت من انتشارها في الأطراف الشمالية لمدينة رداع والضواحي المحيطة بها، منذ صباح أمس بعد مهاجمتها من قبل عناصر تنظيم القاعدة، التي قدمت إلى المدينة على متن العشرات من السيارات، حيث شن مسلحو القاعدة هجمات مباغتة على مواقع تمركز الحوثيين في المدينة من عدة جهات وأسفرت عن مقتل 12 من المسلحين الحوثيين وعدد من المهاجمين الذين انسحبوا من المدينة بعد شنهم الهجوم. وبحسب مصادر محلية فإن مسلحين من تنظيم القاعدة تسللوا فجر أمس إلى مدينة رداع وهاجموا تجمعات للحوثيين في حي مستشفى رداع والشارع العام بوسط المدينة وفي محيط القلعة والتاريخية ونقطة دار النجد شرقي المدينة وكذلك في الأحياء الشمالية الشرقية للمدينة، مشيرة إلى أن المهاجمين قصفوا مواقع تمركز الحوثيين بعدة قذائف وصاروخية وتخللها مواجهات أوقعت كذلك عددا من الجرحى من الجانبين. وأوضح أن مسلحي القاعدة شنوا هجماتهم من ثلاثة اتجاهات، ووصف المواجهات بأنها الأعنف من نوعها منذ سيطرة الحوثيين على مدينة رداع منتصف أكتوبر الماضي. وأكد وجهاء وسكان أن مدينة رداع اهتزت ليلا على دوي انفجارات قوية سمعت إلى مناطق بعيدة كانت ناتجة عن عبوات ناسفة استهدفت سيارة للمسلحين الحوثيين في منطقة قيفة وأسفرت عن قتلى وجرحى من المسلحين الحوثيين الذين ينتشرون في أرجاء منطقة قيفة. وجاءت المواجهات بين الحوثيين وعناصر القاعدة بعد أن شنت طائرة أميركية من دون طيار غارات على أهداف لمسلحي التنظيم استهدفت بعدة صواريخ سيارة كان يستقلها مسلحون في منطقة يكلا أسفرت عن مقتل 10 من عناصر التنظيم تناثرت أشلاء ثلاثة منهم في مكان الهجوم. إلى ذلك وجه مجلس النواب اليمني يوم أمس الأجهزة الأمنية في البلاد بمتابعة التحقيق في حادثة اغتيال الأكاديمي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء الدكتور محمد عبدالملك المتوكل أول من أمس في العاصمة صنعاء، فيما تجددت الاشتباكات بين مسلحي جماعة الحوثي وعناصر تنظيم القاعدة في محافظة البيضاء، وسط البلاد، وأحيا الحوثيون يوم عاشوراء لأول مرة في العاصمة. وكان مجلس النواب قد دان عملية اغتيال المتوكل بالقرب من منزله وحوادث الاغتيالات السابقة، ومنها تلك التي استهدفت أفراد الجيش والأمن في عدد من المواقع العسكرية والأمنية وطالبها بتقديم تقرير بنتائج ذلك إلى المجلس خلال الأيام القليلة المقبلة. وشيع الآلاف جثمان المتوكل، بمشاركة عدد كبير من القادة السياسيين والأكاديميين والناشطين الحقوقيين وأعضاء في مجلسي النواب والشورى بعد يومين من اغتياله برصاص مسلحين مجهولين كانا يستقلان دراجة نارية حيث أطلقا عليه أربع رصاصات في منطقة العنق والصدر من مسدس كاتم للصوت في شارع العدل، وسط صنعاء الأحد الماضي. وعبر المشيعون عن استنكارهم الشديد لجريمة الاغتيال التي طالت المتوكل، وأكدوا أن مثل هذه الأعمال الإجرامية تهدف إلى قتل الحكمة واغتيال الفكر، ولفت المشيعون إلى أن الأعمال الإجرامية البشعة محاولة يائسة من قبل العناصر الإرهابية لخلط الأوراق وجر البلاد إلى أتون الفوضى والصراع وزعزعة الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي ومحاولة لتقويض عملية الانتقال السياسي وزيادة التوترات. وطالب المشيعون الأجهزة الأمنية القيام بواجبها في ضبط الجناة وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم العادل والرادع لما اقترفوه من عمل إرهابي غادر وجبان في حق هذا الأكاديمي المدني. ووري جثمان الشهيد المتوكل في مقبرة خزيمة بعد الصلاة عليه في جامع قبة المتوكل بصنعاء.