×
محافظة المنطقة الشرقية

المغربي: البلاء يربّينا على خُلق الصبر

صورة الخبر

الوعي والتطور شيء.. والتراجع المتوالي نحو التخلف شيء آخر.. في العالم شواهد على ذلك.. هناك شعوب في مواقع واسعة معنية بالتقدم الواضح والجزيل حسب نوعية القدرات.. وما هم فيه اجتماعياً يأتي إجماع بأنه تقدم موضوعي ومؤكد.. بغض النظر عن نوعية الديانة.. علماً بأن شعوباً أوروبية كسبت الوصول عبر مسارات واعية لما أصبحت فيه من واقع تقدم.. وعلماً بأن شعوباً آسيوية في شمال القارة ومعظم مواقع شرقها بعضها من دخل في أكثر من صراع حتى لا يخصص التقدم لجغرافية سكن خاصة واستطاعوا أن يفرضوا وجودهم التقدمي، بل الوجود المتميز في ذلك.. نأتي إلى العالم العربي.. الذي لم يكن حديث الحضور، وأيضاً لم تكن المدنية مفاجأة لمسيرة ماضيه البعيد تاريخياً.. هنا لن أكرر ما تعرضت له في مثل هذا السياق الذي ذكرته في مقال سابق.. حيث أنه لا يوجد من ينكر وجود ماضٍ بعيد استطاع العالم العربي أن يفرض تألقه؛ بل وتميز خصوصياته.. هنا يأتي التساؤل: كيف حدث التراجع؟.. التراجع الذي جعلنا ندخل مرحلة اليأس من التطلع إلى العالم العربي وهو يخرج من واقعه الراهن إلى واقع أفضل.. أن يخرج مما كان يعيشه من وَهَم في كفاءة من لم يكن أصحاب قدرات كفاءات في أزمنة متقدمة منذ ما قبل السبعين عاماً.. كيف ركض العالم العربي نحو اتجاه الخلف؟.. لا أريد أن أتناول مؤثرات الماضي القريب التي تكررت فيها منطلقات الضعف.. كل شيء معروف عند الآخرين.. لكن ما يهمنا حالياً هو أن نتوقف الآن عند واقع مجتمعنا الذي أصبح الأبعد تماماً عن مندفعات التخلف.. تم هذا دون شك بحكمة راقية وعقلانية وعبر أحداث قاسية عند الآخرين.. واقعنا المشرف هو أن منطلقات مجتمعنا نحو العديد من آفاق التقدم موجودة.. ومحترمة.. وتتوفر معها زمالات شعوب بعيدة عن كل سيئات العالم العربي.. إن ما أريد الإشارة إليه ليس منطلقاً نحو تخلّف فهو غير موجود في مجتمعنا، بل استطعنا أن نفاجئ كل مَنْ هم حولنا ومَنْ هم بعيدون جغرافياً عنا بأننا شعب اتجه بجزالة وتنوّع كفاءات نحو واقع علمي وحضوري لم يتوفر لأي شعب عربي.. ترى ماذا الذي نريد أن نتعامل معه بالحذر؟.. لو كان الأمر يعني مخاطر لقلنا.. لا شيء من ذلك.. لكن إن قلنا بأننا نريد أن نجعل التقدم مهمة ومسؤولية نريدها أن تخص جميع المواطنين.. أليس واقعنا أن إسلامنا النقي البعيد عن وهم الخرافات لم يطرح لدى المسلمين منذ بدايته مظاهر عزلة كأنها تعني وجود ديانة خاصة؟.. أليست الديانة كفاءة استيعاب كل مسلم واقعي وموضوعي.. غير متشدد وغير منوع لإسلامه بعيد عن إسلام غيره كما هو واقع بعض الآخرين خارج حدودنا والذين فاجأوا حاضر الإسلام بإباحة وجود القتل من مسلم إلى مسلم؟.. أليست براعة نزاهة الإسلام أنه لا يتم العثور على مصداقيته بوجود جزالة شعر الذقن الديني أو ادعاء فروسية الجاهل بجزالة وجود الشنب الوطني؟.. الإسلام يرعى عقائد العقل لا صراع المظاهر..