×
محافظة الحدود الشمالية

بدء استقبال طلبات التقديم على برنامج السيارات المجهزة للمعاقين في عرعر

صورة الخبر

تابعنا بكل أسف الحملة التي يقودها البعض في وسائل الإعلام المختلفة المرئية والمقروؤة عن التعصب الرياضي الممقوت الذي نشاهده هذه الأيام في مجالنا الرياضي وأن دور التعليم ممثلاً في المدرسة والمعلم سلبي وأن البيئة المدرسية هي السبب في ما نراه من تعصب وبالذات في المجال الرياضي ولخبرتي التي امتدت لأكثر من ثلاثين سنة في مجال التعليم وبالذات كقائد في مجال الإشراف التربوي على مادة التربية البدنية والرياضة المدرسية في المملكة أرى بأن ذلك مخالف الحقيقة التي تدار بها المدارس فالمدارس بيئة تربوية نقية تربوياً وسلوكياً والبعض جعله شماعة لأخطائه وخاصة ما يحدث في إعلامنا فمن يتحدث عن الرياضة ليسوا في الأصل مؤهلين في المجال الرياضي بل البعض دخل من الباب الخلفي للإعلام فبدأ يرمي كل شيء على التعليم والمدرسة والمختصين في المجال الرياضي من التربويين للأسف حيدوا بل أبعدوا ولم يقربوا لم نرى معلم تربية بدنية يستضاف أو مشرف تربية بدنية يستدعى للتعليق أو التحليل رغم وجود كفاءات تفوق من يظهروا على الشاشات وبمراحل فضلا لأنهم لا يرغبون في الظهور أمام أبنائهم الطلاب بصورة مهزوزة ويدخلون في مهاترات ونقاشات ليس لها حدود سوى الإثارة والتعصب التي ينشدها الإعلام وبالذات القنوات الفضائية الرياضية، والشيء الذي لابد أن يعرفه البعض أن بيئة المدارس منضبطة وتدار تحت قيادات وإدارات تربوية منقاة لا تسمح لنفسها ولالمعلميها أو لأبنائها الطلاب بالعبث أو الدخول في نقاشات حول الأندية لأن المجال لايتسع لذلك والمدارس يعلم من يعمل بها أن المعلم يخجل أن يضع نفسه في مكان الريبة خاصة وهو القدوة بها فهو مؤتمن على إعداد جيل من الشباب المسلم بتربيته تربية إسلامية صحيحة، وتنشئته النشأة الصالحة ، وتعليمه العلوم النافعة لدنياه وأخرته ، ليكون قوي الإيمان ، صحيح العقيدة والمنهج ، حسن الخلق والسلوك ، قوي الجسم ، سليم البنية ، متوازن الشخصية ، مهتدياً بهدى الإسلام ، حاملاً رسالة خير للعالمين ، واسع الثقافة ، كثير العطاء ، نافعاً لمجتمعه ، معتزاً بدينه ولغته العربية وتاريخ أمته وحضارتها ، وخصوصية بلاده في خدمة الحرمين الشريفين ، مقبلاً على الحياة بوعي ونشاط ومسئولية ، وعلى البعض أن يدرك أن المعلم هو الشخص المؤتمن على أهم ما يملكه المجتمع من ثروة وهو الذي يعتمد عليه في رعاية هذه الثروة واستثمارها الاستثمار الأمثل الذي يخدم أهداف المجتمع ويحقق طموحاته ، مما دعا البعض إلى تسمية مهنة المعلم ( بالمهنة الأم ) لأنها سابقة أو أساسية للدخول إلى أي مهنة أخرى فالمهندس أو الطبيب أو الطيار أو السائق أو الضابط كلهم لا بد وأن يتلقوا دراسات في تخصصاتهم المهنية المختلفة على أيد متخصصي المهنة الأم في المدرسة بمراحلها المختلفة أو في الجامعة بشتى كلياتها وتخصصاتها . وفي تاريخ العالم القديم والحديث نرى أن عظماء الساسة وكبار العلماء والمخترعين عاشوا خبرات تربوية وفرها لهم معلمون أكفاء ساعدت في بناء شخصياتهم مما مكنهم من التميز والبروز والاضطلاع بمهمة الصدارة والقيادة بين الأمم الأخرى ، وليس أشهر من مدرسة النبي الأمي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام التي خرجت المعلمين العظماء الذين كانوا قدوة في الخلق والعلم والعمل لأبناء المسلمين الذين برزوا في شتى المجالات فكان فيهم القادة والمفكرون والعلماء المبدعون ويعد التعليم أعظم وأشرف رسالة فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (انما بعثت معلماً ) وهي رسالة تربوية : تهدف إلى تنمية عقول المتعلمين وعواطفهم ، وتنشئتهم على التفكير بالطريقة الصحيحة، كما تهدف إلى تربية أجسامهم وصحتهم وأذواقهم تربية سليمة وهي رسالة اجتماعية : تهدف إلى إيجاد التجانس والوحدة بين أبناء الأمة وتزويدهم بثقافة واحدة وإجماعهم على هدف واحد، كما تهدف أيضا إلى تزويد المتعلم بكل وسائل التفاهم الاجتماعي من لغة وتقاليد حميدة وبكل ما أجمع عليه مجتمعه من مُثل إسلامية عليا وأهداف سامية نبيلة وبذلك فالمعلم له تأثير في المواقف التربوية ، إذا أنه يعتبر القائد لمن فيه، وهو الذي يهيئ لهم السبل للانتفاع بما يحويه المنهج يقول الحسن البصري رحمه الله : ( لولا العلماء أي المعلمون لصار الناس مثل البهائم ، أي أنهم بالتعليم يخرجونهم من حضيض البهيمية إلى الأفق الإنسانية) (سنن الدار مي) ويرى د/ أحمد حسن عبيد : أن نوع الأمة يتوقف على نوع المواطنين الذين تتكون منهم ، وأن نوع المواطنين يتوقف إلى حد كبير على نوع التربية التي يتلقونها وإن أهم العوامل في تقرير نوعية التربية هو نوع المعلمين فحينما نشبه المدرسة والمجتمع بكائن ينبض بالحياة والنشاط، نضع المعلم موضع القلب الذي يزود أعضاء الجسم بكل مقومات الحياة ..لأنه متى صلح المعلم صلحت المدرسة وصلح المجتمع ، ومتى فسد - والعياذ بالله - ساءت حال المدرسة وتردى المجتمع إلى حضيض التأخر والانحطاط وبالرغم مما يواجهه المعلم من نقد واتهامات في مدرسته وهو بعيد كل البعد عن هذا التعصب الرياضي فعليك أخي المعلم تعلم أنك كالشمعة التي تحترق لتضيء الطريق للآخرين ، يامن ذكراه تبقى محفورة في ذاكرة طلابه ،وجميلة في وجدانهم وتأثيره في حياتهم ، كن واثقاً من نتيجة ما تعمل ولتكن ثقتك أكبر بما عند الله تعالى ، يقول تعالى : ( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) النحل آية 97 .وعلى الإعلام الرياضي بالتحديد التواصل مع المدارس والإطلاع على الواقع الفعلي للذي يجري بها بعيداً عن الاتهامات التي ترمى جزافا . والله ولي التوفيق