دائمًا نسمع ونرى عن حضور الأعيان والوجهاء في معظم المناسبات الرسمية والعادية والأفراح والأتراح، فدعونا أولا نعرف هاتين الكلمتين: فالأعيان باللغة (اسم) جمع عَيْن وأعيان البلد: سادتُها وأشرافها أنه من أعيان البلد ومجلس الأعيان: وهو مجلسٌ يضمّ مجموعة من الأشخاص يعيِّنهم الحاكُم لمهام معينة يرى فيهم ما يحقق الهدف منهم، أما كلمة وجهاء باللغة وَجيه: (اسم) والجمع: وُجَهاء وهي صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من وجُهَ ورَجُلٌ وَجِيهٌ: ذُو جَاهٍ، ذُو وَجَاهَةٍ وَسُلْطَةٍ، والوَجيهُ: سيَّدُ القوم والوَجيهُ: ذو قيمة حسن ومقبول رأي وجيه: صحيح مقبول، سبب وجيه منطق وجيه: معقول، أما وجُهَ: (فعل) وجُهَ يوجُه وَجاهةً، فهو وَجِيهٌ والجمع: وُجَهاءُ ووِجاهٌ وهي وجيهةٌ والجمع: وِجاهٌ وهو أيضًا: وَجُةٌ، وهي وَجُةٌ وجُه الشَّخصُ: صار ذا رُتبةٍ وقدرٍ مرموق يقول تعالى (فَبَرَّأَهُ اللهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللهِ وَجِيهًا)، وكانت مجالس الخلفاء والحكام تضم هذه الفئة من الأعيان والوجهاء ممن هم أهل الرأي والمشورة وأصحاب النسب والعلم والحكمة والموعظة ويتم اختيارهم بعناية فائقة وتحت إشراف الحاكم نفسه ليسمعوا منه ويسمع منهم ويكونوا سندًا وعونًا له. ولا زالت المجالس تقوم على هذا الأمر برغم التوسع والتطور في التواصل التكنولوجي والاجتماعي إلا أن بعض الجهات وفي بعض الأحيان يوكلون الأمر في اختيار الجلساء من الأعيان والوجهاء إلى بعض الأجهزة لديهم مثل إدارة العلاقات العامة أو غيرها وهذا له من الإيجابيات والسلبيات، فيكون الاختيار مقصورًا على البعض حسب رؤية هذه الأجهزة وميولها وذلك قد يحد من تواجد بعض ذوي الحكمة والمشورة من الأعيان والوجهاء وقد يقتصر الأمر فقط على أصحاب المال (الأثرياء) وأصحاب النفوذ ومسؤولي الإدارات الحكومية فحينها قد يفقد المجلس الكثير من الأعيان والوجهاء ومن ثم يتحول المجلس إلى أحد الاجتماعات الرسمية الاعتيادية، ولهذا فقد يبتعد الأهالي والأعيان والوجهاء ويتخلون عن أدوارهم تجاه مجتمعهم. فلا بد أن نعي هذا الأمر جيدًا ونتيقن له من خلال اختيار الجلساء بعناية وانتقاء.