وانتهى الحلم الآسيوي لزعيم آسيا. بين جماهيره وعلى أرضه، وبعد أن قام بكل شيء ما عدا هز الشباك. انتهى الحلم بمخطط دبّر بليل، ونفّذ عياناً، وبوركت قذارته جهاراً. عجيب أمر هذا الزعيم، ذلك الشامخ في عليائه. أكاد أجزم أنه يمثل ظاهرة متفردة في العالم بأسره. فهو الوحيد الذي متى ما خسر خارجياً، يفرح لخسارته دولة و (نصف). وكم هو محزن أمر هذا (النصف). ينصاع بلا شعور خلف زمرة من الكارهين، المقتاتين على أفراح غيرهم، والمتراقصين على أنغام انتصارات غيرهم. تماماً مثل غربان الولائم، يلتهمون ما سقط من الغنيمة ثم ينعقون بأصوات تثير التقزز حتى في نفوس المحتفلين. أرادها صاحب العيون الضيقة والذمة الواسعة ليلة أسترالية. بكل إصرار وترصد، خطف حق الهلال وأعطاه لمنافسه. لا يوجد حكم على وجه الأرض يطلق صافرة عن قناعة ويرضى بالتطاول عليه. لا يوجد حكم وطأت قدماه المعشب الأخضر يتقبل التوبيخ والصراخ في وجهه إلا الذي يعلم فداحة خطأه. يلوم البعض لاعبي الهلال على إضاعة عدد من الفرص، ولكن مما رأينا من تصرفات الياباني المطرود، تولد لنا يقينا بأنه مهما سجل الهلال من أهداف فإعادته لنقطة الصفر لن تتعدى سوى بضع دقائق. فمن تجاهل ثلاث ضربات جزاء واضحة وضوح الشمس في كبد السماء، لن يتوانى عن إهداء المنافس أضعافها لو استدعى الأمر. حكم طرد من كأس العالم بعد لقاء واحد فقط. حكم وضع على القائمة السوداء في بلاده، أعيد وأكرر: (في بلاده). حكم أعلن أن هذا اللقاء سيكون لقاء اعتزال له. ويكافأ بإدارة لقاء نهائي القارة!! أما للسذاجة حدود؟؟ شكراً لنجوم الزعيم، رغم بعض التقصير الذي لا يعدو كونه تركيبة بشرية مقبولة. تسيدتم لقائي الذهاب والإياب، ووقف في وجوهكم إيراني وياباني لا يمكن مع تكليفهما إحسان النوايا مطلقاً. أشد على يد إدارة الهلال بعد إصدارها للبيان، ولكن أطالبهم وغيري الكثير بمتابعة القضية إلى آخر مدى. فرغم تسليمنا بأنه مهما حدث أو ثَبُت من فساد وتلاعب، فلن تعطى البطولة للهلال. ولكن الهلال سيعود لها مجدداً الموسم القادم بنفس الإصرار والعزيمة، ويجب أن يقف كل متطاول عند حده ويوأد الفساد في مهده. يجب أن يخرج الهلاليون من دائرة السذاجة المغلفة بإحسان النية و المثالية. يجب أن يعوا تماماً الأدوات الدنيئة التي تستخدم في مثل هذه المنافسات. لا ليستخدمونها ويضربون بدينهم وأخلاقهم عرض الحائط، بل ليوقفوا هذا الفساد قبل حدوثه وقبل أن تتطاير من أيديهم حقوقهم المشروعة واحدة تلو الأخرى. يجب عليهم أن يعلموا أن منافسيهم في الميدان، وكارهي فريقهم، وكارهي وطنهم يقفون صفاً واحداً ضدهم. ولأنهم كبار القوم وزعمائهم، يجب أن يتصدواً لكل ذلك في آن واحد. هذا قدرهم، وهذا واقعهم. فليتسلموا زمام القمة بكل متاعبها، أو يتركوها لغيرهم طواعية ويرتضوا لأنفسهم أن يقفوا في الصفوف الخلفية كتفاً بكتف مع صغار القوم وغوغائهم. وحتى ذلك الحين. وحتى يلتقي الهلال بمعشوقته المسلوبة. يجب على جماهير الزعيم أن ترفع أعناقها عالياً جداً. فهم لم يخسروا زعامة أو مكانة لازالت ترزح تحت ظلالهم. فما سرق منهم سيعود طواعية بتوفيق الله عاجلاً غير آجل. خاتمة... قال تعالى: {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} صدق الله العظيم.