شنت عضو مجلس الشورى الأميرة موضي بنت خالد، هجوما لاذعا على وزارة الشؤون الاجتماعية، خلال مناقشة المجلس لتقريرها السنوي أمس. وفيما وصفت الأميرة موضي تقرير الشؤون الاجتماعية بـ"المربك والمرتبك"، دعت في الوقت ذاته الوزارة إلى إنقاذ نفسها من الفشل الذريع في إدارة المليارات التي تدخل خزينتها سنويا دون أن يُلمس لها أثر على أرض الواقع، ليتوقف تبعا لذلك الإعلام عن "التندر بها"، وذلك عبر تمكين ودعم مؤسسات المجتمع المدني. وتساءلت عضو مجلس الشورى عما فعلته الوزارة بالـ100 مليون ريال التي رصدها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إبان زيارته الشهيرة للأحياء الأكثر حاجة في الرياض، وما تلا ذلك المبلغ من مليارات أخرى. وقالت "كنت أتخيل أن الوزارة ستشمر عن ساعديها وتستعين بالخبرات المحلية والدولية لمواكبة التغيير ورصده". وزادت في تساؤلاتها عن الأسباب التي دفعت الوزارة للتعامل مع ملف "العوز" بعيدا عن الشفافية والوضوح اللذين انتهجهما الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وذلك تحت مسميات كـ"الصندوق الخيري الاجتماعي" و"استراتيجية الإنماء الاجتماعي" و"برنامج الدعم التكميلي". طالب مجلس الشورى خلال جلسته العادية الرابعة والستين التي عقدها أمس برئاسة نائب رئيس المجلس الدكتور محمد بن أمين الجفري، بإنشاء لجنة بوزارة العمل تتكون من الجهات ذات العلاقة للتنسيق والإشراف على استراتيجية التوظيف السعودية، وتوفير الدعم اللازم لتنفيذها. وأوضح الأمين العام للمجلس الدكتور محمد بن عبدالله آل عمرو في تصريح صحفي عقب الجلسة، أن المجلس وبعد أن استمع لوجهة نظر لجنة الإدارة والموارد البشرية بشأن ملحوظات الأعضاء وآرائهم تجاه التقرير السنوي لوزارة العمل للعام المالي 1435/1434، طالب في قراره الوزارة بالتنسيق مع الجهات المعنية لإعداد دليل موحد للأنشطة الاقتصادية والمهن المرتبطة بها، والإسراع بإنشاء ملحقيات عمالية في ممثليات المملكة في الدول، التي تستقدم منها أكثر العمالة. كما أكد المجلس في قراره على أهمية استمرار جهود الوزارة بالتنسيق مع وزارة الداخلية لتصحيح أوضاع العمالة الوافدة المخالفة لأنظمة الإقامة والعمل، مشددا على الإسراع في وضع الآليات المناسبة لتأهيل الشباب السعودي للعمل بشركات المقاولات وشركات الصيانة بالتخصصات، التي يحتاجها سوق العمل، وهي التوصية الإضافية، التي قدمها عضو المجلس الدكتور عبدالعزيز العطيشان وأخذت اللجنة بمضمونها. ودعا المجلس الوزارة إلى وضع ميثاق لأخلاقيات العمل والتأكيد على تطبيقه في مختلف قطاعات العمل وهي التوصية الإضافية التي قدمتها عضو المجلس الدكتورة حياة سندي وتبنتها اللجنة. كما طالب المجلس في قراره وزارة العمل بإلزام الشركات الكبيرة التي تملك أغلبيتها الدولة أو التي تحصل على امتيازات منها بالتوظيف المباشر للسعوديين وعدم تحويل أعمالها المستمرة إلى شركات أو مؤسسات أخرى، وهي التوصية الإضافية التي قدمها عضو المجلس الدكتور سعدون السعدون وتبناها المجلس بعد أن أخذت إجراءاتها النظامية خلال الجلسة. وأضاف آل عمرو أن المجلس انتقل بعد ذلك لمناقشة تقرير لجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة والشباب بشأن التقرير السنوي لوزارة الشؤون الاجتماعية للعام المالي 1435/1434. ودعت اللجنة في توصياتها وزارة الشؤون الاجتماعية إلى بذل جهود أكبر لتعزيز دورها في مجال الحماية الاجتماعية وخاصة فيما يتعلق باستكمال افتتاح دور للحماية الاجتماعية في مناطق المملكة، التي سبق أن اعتمدت لافتتاح وحدات للحماية الاجتماعية فيها، وتلك المناطق التي لم يعتمد لها وحدات للحماية الاجتماعية، ووضع برامج وخدمات نوعية للفئات المستفيدة من هذه الدور، ورفع مستوى الأداء لموظفي وموظفات دور ووحدات الحماية الاجتماعية وتدريبهم على التعامل الأمثل مع الحالات التي يتعاملون معها، وسرعة استكمال الاستراتيجية الوطنية للتصدي للعنف الأسري وتنفيذ برامج التوعية اللازمة التي كلفت الوزارة بها. وطالبت اللجنة في توصياتها الوزارة بتطوير آليات إشرافها على الجمعيات والمؤسسات الخيرية والجهات الأهلية الأخرى من خلال سرعة استكمال الربط الآلي بين الجمعيات والمؤسسات الخيرية والوزارة، وإيجاد آلية واضحة لمنح الإعانات التي تقدمها الوزارة للجمعيات الخيرية وفقا للأنظمة المعمول بها، وتأسيس إدارة للجودة في وكالة التنمية الاجتماعية لمتابعة أداء الجمعيات الخيرية والجهات الأهلية الأخرى التي تشرف عليها الوزارة وفق معايير محددة وواضحة، وتدريب وتأهيل موظفات وموظفي الوزارة على آليات الإشراف المناسبة للتعامل الأمثل مع الجهات الأهلية التي تشرف عليها الوزارة. وفي بداية مناقشة تقرير اللجنة وتوصياتها تساءلت إحدى العضوات عن مدى استفادة الوزارة من الميزانيات الضخمة المخصصة لها، مشيرة إلى أن هذه المبالغ الكبيرة ليس لها أثر على أرض الواقع، وأن منجزات الوزارة لا ترتقي لمستوى طموح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي كان أكثر شفافية في مبادراته المتعددة التي استهدفت الوصول ميدانيا إلى المحتاجين لخدمات الوزارة. وأخذت عضوة المجلس على الوزارة سلبيتها تجاه مؤسسات المجتمع المدني مطالبة الوزارة بدعم هذه المؤسسات وإعطائها الفرصة للقيام بأدوارها كمؤسسات مجتمع مدني. ولاحظ عضو آخر ارتفاع عدد العاملين في الجمعيات الخيرية حيث يعمل بها نحو 15 ألف موظف، مستغربا هذا الرقم الذي يفوق عدد موظفي الوزارة. من جانبه، طالب أحد الأعضاء الوزارة بتقرير عما تم بشأن تخصيص خدمات الوزارة في مجال رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة والمستفيدين من خدماتها وعن المعايير والضوابط التي ستنتهجها الوزارة بهذا الخصوص، فيما طالب عضو آخر الوزارة بإجراء دراسات علمية ترصد أبرز المشكلات الاجتماعية التي يواجهها المجتمع في ظل ما يعيشه من طفرة في شتى مناحي الحياة وذلك بالتعاون مع الجهات البحثية. وانتقدت إحدى العضوات عجز الوزارة عن التعامل مع ملف "الحماية من الإيذاء"، مشيرة إلى أن مسؤولية هذا الملف يجب أن تتحملها عدد من الجهات التي لا بد من ضمها تحت مظلة عليا تراقب الجهات التنفيذية وتضمن تعاونها لمواجهة ظاهرة العنف الأسري. كما طالبت العضو بمنح الموظفين المباشرين لقضايا العنف الأسري الصلاحيات اللازمة ليمارسوا دورهم في وقف انتشار هذا النوع من العنف مع التأكيد على أهمية مشاركة كافة مؤسسات المجتمع في مواجهته. وسوف يستكمل المجلس مناقشة تقرير اللجنة وتوصياتها في جلسة اليوم.