هذا تقرير من وزارة التخطيط والاقتصاد الوطني، نشر رسميا بوسائل الإعلام، ليست المشكلة أو القضية هنا لوم الموظف نفسه، فطبيعة البشر لا تفضل إجهاد نفسها او تعمل بأكثر مما يتطلب العمل، وان استطاع وقفه او تأجيله سيفعل، لن أقول انها مشكلة موظف فهذه طبيعة البشر، كما هي أنظمة المرور بالشوارع حين يحضر القانون والعقوبة ستجد الجميع يلتزم، ونحن نشاهد مشاهدة العين بين إشارة مرور يوجد بها كاميرات ساهر وإشارة أخرى لا يوجد بها كاميرات ساهر، ولكم المقارنة. نفس الشيء العمل الحكومي وحتى الخاص، واركز لا أعمم فهناك من لديه حس وطني وقيم وأخلاق وانضباط وجدية وإخلاص ويعمل بدون أن ينتظر قانونا أو يخاف عقوبة، وهذا موجود، ولكن نتحدث عن الأكثر الذي لا يعمل أو ينجز وهو يستطيع ويستلم راتبا شهريا كاملا ككل موظف عمل وأخلص، فلا يوجد هنا فوارق وهذا خطأ. البحث عن أسباب المشكلة هو الأهم لماذا تراجع الأداء الحكومي من خلال الموظف؟ وهل هذه حقيقة فقط يعمل ساعة في اليوم وساعات العمل كما نعلم 8 ساعات؟ لماذا وصلنا لهذه المرحلة من سوء الإنتاجية للموظف الحكومي؟ المشكلة في الموظف؟ أو نظام العمل نفسه؟ المدير والإدارة التي يعمل بها؟ هل الموظف درس ويعمل بنفس تخصصة؟ هل هو بالمكان المناسب؟ من يضع له أهداف العمل؟ من يراقب عمله وإنتاجيته؟ هل يكافأ المجد والذي يعمل أم كما الذي لا يعمل ولا ينجز؟ بيئة العمل؟ وغيره من الأسئلة. أثق أنها ليست سوءا بالموظف، ولكن بتقديري هي طبيعة العمل الحكومي بلا رقابة او أهداف أو تمييز بين الكفؤ وغير الكفؤ، وحين نقارن بالقطاع الخاص نجد فوارق جوهرية وكبيرة، فالتوظيف بحاجة وليس تكدسا، وهل ينجز أو لا، ماذا حقق، ماذا سيحقق وهكذا، ولا يعني ان العمل الحكومي أنه لا يمكن أن يتغير أو يتبدل ولكن عليه ان يخرج من النمطية التي ترسخت لدى الكل، وهي وظيفة آمنة لا أحد يحاسبك أو سيفصلك وغيره، هذا اصبح هو المتعارف علية للأسف. حين ننظر لكثير من البطء بالعمل الحكومي والإنجاز، من وزارة عدل وبلديات وغيره من الوزارات، سنفهم لماذا يخرج مثل هذا التقرير الذي اظهر لدينا مشكلة كبيرة، هذا يعني أن الدولة تدفع نظير عمل 12.5% فقط من ساعات العمل المفروض أن يعملها أي أن الفاقد هنا هو 87.5% ان صح تقرير وزارة التخطيط وهي جهة حكومية كأنها تنتقد نفسها، واحييها على هذه الشجاعة والوضوح، ولكن ماذا بعد هذا التقرير هل سننتفض؟ سنغير؟ سنعمل؟ سنقلب الصفحة؟ هذا أمل ومطلب ورغبة وكل شيء، ولكن ماذا عن أرض الواقع؟