بعيداً عن التزلف والغرور، حلت الفنانة سميرة سعيد ضيفة رقيقة على برنامج "الحكم" وتحدثت بشفافية لم تخلُ الدبلوماسية، في المواضيع التي تتعلق بزميلات الوسط. سميرة سعيد التي تملك جرأة البوح بسنها الحقيقي، أشارت إلى أنها لا تمتلك عمراً إفتراضياً، لأنها لا تتعامل مع هذه المسألة على محمل الجدّ، بل تشعر أنها طفلة في داخلها، وبأنها لم تتجاوز سن الـ 18، مشيرة إلى أنها ترى أن هناك فرقاً شاسعاً بين عمرها الحقيقي والحقيقة التي تعيشها في الداخل، وموضحة انها لا تزال تملك متعة الدهشة في أشياء كثيرة قد يراها الكثيرون أنها عادية، مرجعة السبب إلى الإحساس الطفولي الذي يرافقها، ولأنها لا تحب الروتين، وتملّ من كل ما هو نمطي، وتعشق إجراء تغييرات على شكلها وطريقة غنائها، لأنها تفرح عندما تلمس كل ما هو جديد فيها. وعما إذا كان النجاح المستمر قد حولّها إلى إنسانة مغرورة أم عنيدة، ردّت "سبب نجاحي ونتيجته، ليسا عناداً أو غروراً بل حبّا لعملي وبحثي عن الاختلاف والتميز"، مشيرة إلى أنها تفكرّ كثيراً قبل الإقدام على أي خطوة مما يسبب لها بالقلق والأرق". سميرة سعيد التي وصفت نفسها بـ "الخوافة" قالت " في فني أنا جريئة على عكس ما أنا عليه في حياتي العادية، وعادة أحمي نفسي بالإحتياطات اللازمة، لأنني لا أحب المغامرات غير المضمونة، ولكن الأمر لا يصل إلى حدود "البارانويا". وفاء الكيلاني التي وصفت سميرة سعيد بالـ"مُزّة" سألتها عن سر جمالها، فردت" لم أحمل في يوم من الأيام ضغينة ضد أحد ولم أؤذِ أحدا ولا أتمنى السوء لأحد ولا أحمل طاقة سلبية تجاه أي كان"، كاشفة أنها تبتعد عندما تلتقي شخصاً لا يشبهها في قيمها ومبادئها، وتفضل التقرّب من الأشخاص الذين يحبّونها، وعندما تعترضها مشكلة، تتصل بأحد الأصدقاء للبوح بما يزعجها إذا شعرت أنها بحاجة لأن تتكلم. ورداً على سؤال عما يمكن أن تفعله في حال خانها صوتها، قالت" أرحل طبعاً. يجب على الفنان أن يعرف متى يبتعد"، مضيفة بأن الفنان يجب أن يكون متصالحاً مع واقع التغيير الذي يطرأ على صوته وضعفه مع تقدّمه في السن. سميرة سعيد تحدثت عن تجربتها كعضو لجنة تحكيم في برنامج "صوت الحياة" وقالت أنها كانت تجربة لطيفة، خصوصاً بوجود الملحّن حلمي بكر والفنّان هاني شاكر إلى جانبها، اللذان يجمعها بهما عشرة عمر وتاريخ عظيم. وعن إمكانية تكراّر هذه التجربة، أوضحت" لو أنني فكرت أكثر لما كنت قبلت بها، حتى أنني كدت أتراجع عن قراري قبل يوم من توقيع العقد"، موضحة أن السبب الذي جعلها توافق هو تزامن تليقها العرض مع سفر إبنها شادي، وقالت "كان يراودني إحساس غريب في تلك الفترة بسبب الهدوء الذي كان يخيّم باكراً على المنزل مساءً، ووجدت أنه من غير المناسب أن أبقى لوحدي، ولذلك وافقت خصوصاً وأنه كان مطلوباً مني المكوث في لبنان لمدّة 20 يوماً فقط، ومن بعدها يمكنني التنقل بين لبنان ومصر"، مضيفة أن إنشغالها بالبرنامج ساعدها على تخطي مشكلة غياب إبنها، ولكنه (البرنامج) لم يكن على قدر طموحها. وبالنسبة إلى رفضها الإنضمام إلى لجنة تحكيم برنامج "The Voice"، كشفت أن إدارة الـ MBC عندما اتصلت بها لم تكن تفاصيل البرنامج واضحة، عدا عن أنهم كانوا يتواصلون في وقت واحد، معها ومع سواها من الفنانين، وأضافت "لو أنهم كانوا يريدونني أنا بالذّات لكنا توصلنا إلى إتفاق". وعن إقامتها في مصر، أوضحت سميرة سعيد أن ما يربطها بها هو الحياة وليس الفن وحده، مشيرة إلى أن الإنسان يشعر أنه بحاجة لان يكون بين أهله وأفراد عائلته، عندما يتقدم به السن، ومضيفة أن أصدقاءها في مصر كثر وهي لن تغادرها إلى المغرب إلا عندما تصبح "ست كبيرة"، مما يعني أنه لا يمكنها أن تتخلى كلا البلدين. وعما إذا كانت الأعمال الاخيرة التي طرحتها باللهجة المغربية محاولة منها لمصالحة أولاد بلدها، أوضحت بأن ثمة فترة زمنية طويلة تفصل بين غنائها باللهجة المصرية وعودتها للغناء باللهجة المغربية، ولذلك عندما قررت العودة اليها مجدداً، فضلت ان تختار أغنيات مختلفة، من هنا كان تعاونها مع فريق "فناير" المغربي، الذي عاودت التعاون مع أحد أعضائها في أغنية "ما زال". سعيد أكدت أنها تشعر أن الشعب المغربي غير عاتب عليها، وهذا الأمر تلمسه من الترحيب الكبير الذي تحظى به عندما تصل إلى مطار بلدها، كما تحدثت عن بعض الأقلام والصحافيين الذين كانوا يلقبونها بـ"المغربية الوافدة" عندما جاءت الى مصر، ولكن الوضع تغيّر عندما غنّت في كل المحافظات المصرية. سميرة رفضت التحدث عن السبب الذي جعلها تتراجع عن استلام جائزة استلام جائزة "الميوزيك أوارد" وقالت" ممكن يتضايق ناس"، كما أكدت أنها لا تعمل حساباً لأي فنانة، عندما سئلت"من تنافسين فنيا"، مضيفة أنها ليست في موقع المنافسة مع أصالة وأنغام وإليسا ونوال الزغبي وشيرين عبد الوهاب، برغم من أنها تحبهن جميعاً. وعما إذا كانت منزعجة من أمال ماهر لأن أغنية "اتقي ربنا فيّ" مستنسخة عن أغنيتها "قال جاني بعد يومين"، أجابت "أمال ماهر مطربة عظيمة وتسوّق صوتها بالطريقة التي تريدها وقادرة على تأدية كل العِرَب، لكن يجب على الفنان أن ينتبه وألا يقدم أعمالاً سبقه غيره إلى تقديمها"، وأضافت" لنفترض أنها لم تنتبه إلى هذه الناحية ولكن الناس انتبهوا"، وتساءلت "ألم ينتبه الملحن أيضاً". كما تحدثت عن تجربة الغناء باللهجة الخليجية خصوصاً وأنها كانت أول فنانة عربية تطرح 4 البومات بهذه اللهجة، موضحة أنها تحب غنائها لأن الإيقاعات المغربية قريبة من الإيقاعات الخليجية، مع الخصوصية التي تميز كل منهما. وحول مسألة كتابة لمذكرتها، أشارت سميرة سعيد إلى أنها لا تستطيع إتخاذ قرار في هذا الشأن لأنها لا تعرف ما إذا كان هذا الأمر صائباً أم لا، ولكنها اختارت أن يكون عنوانها "رحلة" في حال قررت كتابتها. وعن علاقتها بالزمن أشارت الى انه اعطاها أشياء كثيرة، وبأنها محظوظة بحب الناس، وبإبنها شادي ولكن أحدا لا يملك كل شيء