تتجه كل الأعين هذا الأسبوع إلى مدينة الظهران؛ حيث تعمل شركة «أرامكو» السعودية على طبخ قائمة أسعار نفطها لشحنات الشهر المقبل، وذلك لمعرفة ما إذا كانت هناك «حرب أسعار» في منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)، أم لا. وأنهت السعودية، على الأقل من ناحيتها، أي تكهنات بوجود «حرب أسعار» في «أوبك» بعد إعلان «أرامكو»، في وقت متأخر أمس، أنها رفعت كل أسعار النفط الذي ستبيعه إلى أوروبا وآسيا، بينما زادت من التخفيضات التي قدمتها للولايات المتحدة. وجاء هذا الإعلان بمثابة تأكيد أن السعودية تضع أسعارها على أساس تجاري لا على أساس سياسي، كما صرح بذلك الكثير من الجهات والمحللين، وارتفعت أسعار النفط في نيويورك ولندن مباشرة بعد أن أعلنت «أرامكو» عن أسعارها. وقلصت أرامكو قيمة التخفيضات التي ستقدمها لكل عملائها في آسيا حيث سيحصل كل عميل على تخفيض قدره 0.10 دولار لكل برميل يتم تحميله خلال الشهر المقبل، وهو أقل بكثير من التخفيض الذي حصلوا عليه في نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري والبالغ دولارا واحدا لكل برميل. أما في الولايات المتحدة فقد قدمت أرامكو تخفيضا أكبر لزبائنها هناك من الشهر الماضي، وهي خطوة يراها بعض المحللين دليلا على رغبتها في أن تستمر في المنافسة هناك مع النفط الكندي والنفط القادم من خارج الولايات المتحدة رغم أن أسعار النفط في السوق الأميركية آخذة في الهبوط أكثر. وتزامن إعلان أسعار «أرامكو»، أمس، مع أنباء أفادت بتوجه وزير البترول السعودي، علي النعيمي، إلى فنزويلا هذا الأسبوع لحضور مؤتمر للتغير المناخي. وتفاعل السوق بشدة مع الخبر نظرا لأن فنزويلا هي أكثر دول «أوبك» قلقا من هبوط أسعار النفط.