كتب - سلطان الحارثي: خسر فريق الهلال بطولة دوري أبطال آسيا التي كانت من أولويات الهلال «إدارة وجمهورًا»، وذلك لأسباب مُتعدِّدة أولها إخفاق الحكم الياباني الذي فشل في إدارة المباراة، وكان أحد أهم عوامل خسارة الفريق الهلالي، حيث لم يوفق الياباني «المطرود» من كأس العالم الماضية في احتساب ثلاث ركلات جزاء للفريق الهلالي كانت واضحة كوضوح الشمس، إلا أن الياباني تجاهلها عمدًا، ونقول عمدًا لأنّه لا يمكن لحكم أن يَرَى إعاقة لاعب في منطقة الجزاء ويتغاضى عنها، وهذا ما شاهدناه في إعاقة حارس فريق سيدني لسلمان الفرج، حيث كان الحكم قريبًا جدًا من اللعبة، وكانت اللقطة أمام عينه، ولكنه تجاهلها بمعية مساعده! وهذا الأمر يجعلنا نتساءل هل لا يوجد في الاتحاد الآسيوي إلا حكام من هذه النوعية التي تفسد كرة القدم وتعبث بنتائج المباريات..!؟ وكيف يضع الاتحاد الآسيوي هذا الحكم «الفاشل» في نهائي آسيا وهو من أخفق في كأس العالم الماضية..!؟ وكيف يوضع في أهم مباراة على المستوى الآسيوي وهو من وضعه اتحاد بلاده خارج قائمة حكامه لأسباب تتعلّق بضعفه وعدم قدرته على فهم قانون كرة القدم..!؟ كل تلك الأسئلة نطرحها على الاتحاد الآسيوي ونحن نعلم أن كل شيء انتهى، ولكن من مصلحة الكرة السعوديَّة أن تعلم ما الذي يحدث في الاتحاد الآسيوي الذي من الواضح أنّه يقف ضدها خاصة على مستوى التحكيم الذي عانت منه الكرة السعوديَّة طويلاً، وتجرعت بأسبابه الخسائر التي لم تكن تستحقها. ثاني أسباب خسارة الهلال، عدم تعامل بعض اللاعبين بجدية كاملة، ونحن هنا نتحدث عن نيفيز بالتحديد، فنيفيز لم يكن في يومه، ولم يوفق في هذه المباراة كما أنّه لم يوفق في هذا الموسم بشكل عام، وقد يقول قائل، وهل يقف الهلال على نيفيز؟ ونقول ردًّا على هؤلاء، نعم يقف عليه، فنيفيز هو صانع اللعب الوحيد في تشكيلة الهلال، وهو المحرك لكل لعبة هلالية، وغيابه بالتأكيد أثر على الوسط الهلالي، كما أثر على الهجوم من خلال عدم مقدرته على صناعة الهجمة المنظمة. ثالث أسباب خروج الهلال، يتعلّق في الحظ الذي عاند الهلال كثيرًا في مباراتي نهائي دوري أبطال آسيا سواء الذهاب أو الإياب، حيث وقف الحظ في وجه الفريق الهلالي الذي حصل على عدَّة فرص كانت محققة للتسجيل، ولكن كان للحظ دور في عدم ولوجها مرمى المنافس. رابع أسباب خسارة الهلال، كانت في مدرِّب الفريق ريجي، وهو يتحمل الجزء الأقل من بين كل الأسباب، فريجي في مباراة الذهاب تأخر كثيرًا في التغيير بالرغم من أنّه كان يشاهد سلمان الفرج لا يُؤدِّي كما ينبغي، وكان بجواره نواف العابد، ولكنه فضل الاستمرار على الفرج إلى ما قبل نهاية المباراة، وهذا خطأ يحسب على ريجي، كما أن اللاعبين كانوا يلعبون الكرات العرضية، وهذه أفقدت الهلال التسجيل، وكان من الواجب على المدرِّب الإيعاز للاعبيه بأن يلعبوا الكرات الأرضية، ولكن حتَّى في مباراة الإياب كان اللاعبون وخلال الشوط الأول يلعبون الكرات العرضية، وهذا خطأ فادح خسر الهلال بسببه الكثير من الفرص التي لو لعبت بالشكل الصحيح لشكلت الخطورة على مرمى المنافس. ومع ذلك فإننا لا نستطيع أن نقول بأن ريجي لا يصلح لتدريب الهلال، فالأخطاء التي ارتكبها ليس بتلك المؤثِّرة، ولو وقف الحظ مع الهلال وسجل هدفًا واحدًا وحقق بطولة آسيا، لأصبح عند البعض أعظم مدرِّب مر على نادي الهلال! وهذه هي مشكلة بعض الجماهير الرياضيَّة، ففي الغالب لا تحكم وفق العقل والمنطق بقدر ما تحكم وفق العاطفة. هلال الوطن لم يمت! خسر الهلال ليلة البارحة لقب آسيا التي تزعمها منذ عقود طويلة، وما زال يتزعمها، ومع أنَّه فقد لقبه الذي كان يستحقُّه بشهادة جميع النقاد والمحايدين إلا أن جمهوره صفق لكل منسوبيه الذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل إسعادهم، ولكن إرادة الله كانت فوق الجميع، وفي المقابل فرح الشاتمون الشامتون بخسارة الزعيم الآسيوي، وهذه عادة اعتاد عليها الوسط الهلالي، ولم تُعدُّ تُؤثِّر عليه خاصة وأنها تأتي من قبل «فقراء»، يصعب علينا شرح حالتهم، إلا أنهَّم ومن خلال تعاطيهم أكَّدوا بأن اخفاقات الهلال إنجازات لهم، وأثبتوا بما لا يدع مجالاً للشك أنهَّم قبل أن يشجعوا فرقهم، تعلموا كيف يكرهون الهلال؟ بقي أن نؤكّد بأن الهلال ما زال حيًا، وسينهض قريبًا ليعيد ترتيب الأوراق، ويعيد كل فريق لمكانه السابق، فالهلال لم يتأسس ليضحك على اخفاقات الآخرين، بل أُسس ليحصد البطولات والإنجازات، وهذه تتطلب وقوف جماهيره معه، حيث إنه بحاجة لدعمهم ووقفوهم معه، وبحاجة للتعاضد أكثر من ذي قبل. خاتمة.. الهلال خسر بطولة ولكنه لم يخسر هيبته وشموخه وكبرياءه وزعامته الآسيوية.