×
محافظة المنطقة الشرقية

الشيعة لم يهبطوا علينا من الفضاء !

صورة الخبر

انتشر بين السعوديين في السنوات الـ4 الأخيرة فن الـ«ستاند أب كوميدي» الذي بدأ في بريطانيا منذ القرن الـ18، واشتهر في أميركا بين مطاعمها ومقاهيها، من خلال خشبة مسرح لا يزيد ارتفاعها على متر، يقوم عليها مرتادو هذه الأماكن بتجربة أدائهم الكوميدي على مدار 24 ساعة. «ستاند أب كوميدي (كوميديا الوقوف أو كوميديا ارتجالية)» هو نوع من أنواع فن الكوميديا، حيث يؤدي الممثل الكوميدي أدواره مباشرة للجمهور، ويلقي النكت والمواقف الساخرة، ويطلق على الممثل الذي يقوم به «كوميديان». ورغم أن هذه التجربة متاحة للجميع، فإن الشخصية التي تقدم هذا الفن، لا بد من أن تتميز بخفة الظل والجرأة أثناء الوقوف أمام الجماهير. لم تكن هناك قواعد معينة يدرس من خلالها هذا الفن في السابق، لكن انتشاره في أميركا تحديدا جعل له منهجا يدرس في معاهد خاصة، بشرط أن يكون المتقدم لدراسته يملك حب وشغف هذا الفن. وبعد انتشار هذا الفن في أميركا واطلاع الشباب السعوديين الدارسين والسائحين منهم هناك عليه، قام بعضهم بنقل هذه التجربة إلى السعودية، وتحديدا إلى المنطقة الشرقية منها، وتقديمه عبر قنوات «يوتيوب» لينال بذلك استحسان فئة الشباب، ويصير كوميديان الـ«ستاند أب» نجما بين المجتمع. في نوفمبر (تشرين الثاني) 2012 أسس 3 من الشباب السعودي من نجوم هذا الفن، وهم: أنمار فتح الدين، وياسر بكر، وبدر رضوان، «نادي جدة الكوميدي» تحت مظلة جمعية الثقافة والفنون، لاكتشاف مواهب الـ«ستاند أب كوميدي»، من خلال تجارب للأداء لاختيار أفضل 5 مواهب، وإقامة عروض حية تشاهدها شريحة عريضة من الجمهور. وبنهاية عام 2013 أجريت 400 تجربة أداء لأشخاص اختير منهم 75 موهبة ناجحة، ولم يستمر منهم سوى 36 «كوميديان» فقط، ما يعني عدم نجاح 91 في المائة من العدد الإجمالي للمتقدمين في العام الماضي. ورغم استمرار التجارب في هذا العام، فإن حجم الإقبال اختلف عن العام الذي سبقه، حيث بلغ عدد المواهب المكتشفة حتى شهر أكتوبر (تشرين الأول) 15 موهبة فقط. ومع انخفاض عدد المتقدمين لتجربة الأداء هذا العام، فإن الكوميديان محمد عمر، مدير نادي جدة للكوميديا، بيّن أن معرفة المجتمع السعودي بـ«الستاند أب كوميدي» جعلت ظهور مواهب في أعمار تجاوزت الـ40 من عمرها، وهو أمر لم يحدث في اختبار الأداء في العام السابق. الـ«ستاند أب كوميدي» الذي لا تتجاوز مدة عرضه 3 دقائق على المسرح، لا يتطلب سوى أمرين: أن لا يقل عمر مقدمه عن 18 عاما، وأن لا يتخطى الحدود الحمراء في الحديث عن «السياسة والجنس والدين». ورفض عمر أن يحمل محتوى العرض عنصرية وسخرية من الجنسيات المختلفة، مبينا أن التحدث باللهجات الخاصة بجنسيات معينة يكون من أجل توصيف الموقف بكل تفاصيله لوضع المشاهد في الموقف وتخيله كما لو كان أمام هذا الشخص، وغالبا ما يبدأ عرض الموضوع بمدح هذه الجنسية وعرض التحية للموجودين منها لكسر الحاجز. وعن هذا الفن، أكد محمد عمر أن كوميديانات الـ«ستاند أب كوميدي» يتحولون من مقدمين وملقين إلى كتاب سيناريوهات مسلسلات وبرامج حتى إعلانات كوميدية، واصفا هذا الفن بالصعب، لأن الفنان هنا يعتمد على نفسه في كتابة النص الكوميدي والفكاهات وتقديمها، وهو أمر، على حد قوله، ليس باليسير. ورغم انتشار مقاطع لهذا الفن عبر «يوتيوب»، فإن هذه المقاطع ظلمت الكوميديانات، على حد تعبير محمد، ولم تعكس التأثير النفسي للمشاهد الذي يتابعهم على المسرح خلال العرض الحي، والذي يكون له تأثير إيجابي في كثير من الأحيان. فايز الشمراني الشهير بـ«قوقي» كوميديان وصلت شهرته إلى خارج السعودية وأصبح الطلب على أدائه مطمع الكثير من مقيمي الحفلات في أميركا والإمارات، بلغ عدد مشاهديه في آخر جولة قام بها لـ4 ولايات أميركية أكثر من ألف و500 مشاهد من العرب. «قوقي» دخل مجال التمثيل عام 2009 على مسرح جمعية الثقافة والفنون، وقام بتقديم أول عرض «ستاند أب كوميدي» عام 2012، وكان نقطة تحول في حياته دخل من خلالها عالم الشهرة والأضواء، محليا وعالميا. ويقول «قوقي» لـ«الشرق الأوسط»: «لم أكن أعرف أن بداخلي هذه الموهبة، لكن تقديمي العرض الأول على خشبة مسرح جمعية الثقافة والفنون، والتصفيق الحار الذي قابلته، شجعني لتسجيل فيديو وبثه عبر الـ(يوتيوب) وحصوله على 600 ألف مشاهدة في 5 أيام، جعلتني أخطو خطوات واثقة تجاه تقديم هذا الفن، وتعريف المجتمع السعودي عليه بشكل أكبر». ولفت إلى أن الكوميديانات السعوديين استطاعوا كسر الحاجز المجتمعي الجاد وتشجيع الشباب على خوض هذه التجربة لمن يجد في نفسه الموهبة، وتعريف العالم العربي بأن السعوديين لديهم مواهب كوميدية مثل بقية الدول الأخرى، من خلال العروض التي يقدمونها خارج السعودية للعرب.