حاور مدير عام التربية والتعليم في المنطقة الشرقية الدكتور عبدالرحمن المديرس 25 مديرا وقائدا تربويا في لقاء نظمته إدارة التدريب التربوي والابتعاث بالتعاون مع مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام حول مبادئ وسمات تتعلق بالقائد التربوي داخل المدرسة وكيف تكون المدرسة هي الكيان الحقيقي لعملية التغيير الإيجابي من عمق وقلب القاعة الدراسية التي هي المصنع الفاعل نحو هذا التوجّه الذي يركز على جودة المخرجات ووضع المتعلم في دائرة الاهتمام الأساسي بوصفها (أي المدرسة وحدة التطوير) التي تتركز في مجمل عملياتها نحو المتعلم وتعلمه والطموح الذي يكون السعي إلى تحقيقه من خلال تعزيز ثقافة التعلم لدى جميع أعضاء المدرسة. ثم تناول الدكتور المديرس في محور آخر في مجمل حواره مع مدراء المدارس أهم العناصر التي يجب أن تتوافر في القائد لينجح في عملية إدارة التغيير ومن هذه العناصر الإبداع والإنجاز والمتابعة والتطوير إلى جانب تحقيق الصورة المثلى للمدارس في التخطيط السليم لعمليات التعلم المبني على رؤية واضحة وأهداف محددة, ومن ثم استخدام أفضل الاستراتيجيات والطرق والأساليب والوسائل في تحقيق الأهداف للوصول إلى الفاعلية والكفاءة. وزاد على ذلك قولا بالتأكيد على قضية التفاؤل للوصول لتلك الصورة الفعلية للمدرسة التي يتعلم فيها أعضاؤها معا باستمرار, وتنتقل فيها طاقات التعلم من فرد إلى آخر, وتبنى على اعتقاد أن أفرادها هم طلاب علم دائمون في مجتمع دائم التعلم والتطور والتغير. وألمح إلى أن مدرسة اليوم يجب أن تجسد مفهوم المجتمع التعلمي المهني التعاوني, وتنمي قدرات أعضائها بشكل مستمر, وتشجع فيها الأفكار الجديدة, وتتبنى أنماطا من السلوك الإداري الذي يضع المعلم والمتعلم في الموقع الصحيح كحق المعرفة والتعلم وحق المشاركة في اتخاذ القرار وتحمل المسؤولية, وحق العمل في بيئة مناسبة له من ناحية المواءمة الجسدية والعقلية وحق الشعور بالانتماء إلى المدرسة والمجتمع. وختم حواره بالحديث عن القيادة المدرسية التي وصفها بالعملية المنظمة التي تسعى لتحويل المدرسة من المفهوم التقليدي إلى مفهوم مجتمع المدرسة المتعلمة عبر رؤية ورسالة وقيم وأهداف واضحة ومشتركة ومعلنة لتوطين ركائز هذا المجتمع باستخدام الأدوات والإمكانات المتاحة والقيادة المدرسية تعمل وفق استراتجية تنمية قدرات المعلمين للعمل كمجتمعات تعليمية مهنية مما يقود المدرسة لتحقيق مفهوم المدرسة الفاعلة. من جهته، أوضح مدير إدارة التدريب التربوي والابتعاث بتعليم المنطقة الشرقية سعيد الزهراني أن ركائز هذا البرنامج الذي يستهدف في مجمله عبر سلسلة تدريبية أكثر من 150 مديرا في المنطقة الشرقية عبر مراحل تقوم على إعطاء التصور الثقافي والإداري كمفهوم للقيادة المدرسية والعائدة بالتطوير على العمل التربوي بغية تحسين المخرج التعليمي وإدارة العمليات التربوية داخل المنظومة بكل معايير العمل القائم على مفهوم القيادة, وكذلك توثيق الصلة المباشرة بكل العاملين وجعل ذلك كمحدد رئيس في الأداء الاداري داخل المنظومة لتحقيق الجودة في الخدمة وإسعاد المستفيد إلى جانب إكساب القيادات مهارات التفكير، وكذلك إدارة الذات والجودة الشاملة بكل معاييرها. وبّين الزهراني أن هذه الدورة هي المرحلة الخامسة حيث نستهدف فيها 25 قائدا تربويا من مختلف مكاتب التربية والتعليم على أن نستهدف في نهاية التدريب 150 قائدا.