بدأ مقاتلون من قوات البشمركة العراقية في دخول مدينة عين العرب «كوباني» السورية الحدودية في وقت متأخر من أمس الأول، حيث يتوقع انخراطها في القتال الدائر ضد مقاتلي داعش الذي يحاصر المدينة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن، والناشط مصطفى بالي، من مدينة كوباني، إن عشرة من الآليات التي كانت تحمل مقاتلي البشمركة العراقية وأسلحتهم دخلت المدينة. وأضافوا أن القوة الكردية العراقية دخلت من منطقة غربي المدينة قريبة من منطقة تل الشعير الإستراتيجية. وأفادت مصادر من داخل المدينة أن القوة توجهت لخطوط التماس في منطقة تل شعير الواقعة على بعد أربعة كيلومترات غرب المدينة. ويصل عدد المقاتلين الأكراد إلى نحو 150 شخصًا. ووصل مقاتلو البشمركة من شمال العراق على دفعتين - إحداهما جوًا والأخرى برًا. ويسعى داعش إلى السيطرة على مدينة عين العرب «كوباني» التي نزح منها آلاف المواطنين عبر الحدود إلى تركيا. ويشن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة غارات جوية على مواقع التنظيم قرب المدينة بهدف وقف تقدمه. وفي تطور آخر، أعلن مقاتلون أكراد مقتل 86 من مسلحي تنظيم داعش في كوباني، في اشتباكات عنيفة خلال ال24ـ ساعة الماضية. وقال المركز الصحفي التابع لوحدات الحماية الشعبية في بيان مكتوب أن مسلحي التنظيم واصلوا هجماتهم للسيطرة على كوباني لليوم الـ45 على التوالي. وأشار البيان إلى أن من أسماهم «عصابات داعش» بدأوا يشنون هجمات واسعة النطاق بعد أن استعانت بالمزيد من التعزيزات والأسلحة الثقيلة من مناطق أخرى من سوريا تخضع لسيطرتها، مؤكدًا أنه جرى التصدي لجميع هذه الهجمات ووجهت لهم ضربات قوية. ويضم الجيش السوري الحر المعارض بالفعل 400 مقاتل في عين العرب، وهناك المزيد في الطريق للانضمام لهذه القوات، حسبما أفاد القائد العسكري نزار الخطيب الذي يقود إحدى الوحدات التابعة للجيش السوري الحر في كوباني في ظهور نادر له الخميس. وقال الخطيب في تصريح للصحفيين في مدينة إسطنبول التركية إنه جرى إنشاء مركز قيادة لتنسيق الجهود بين قواته والقوات الكردية التي تقاتل أيضًا مسلحي تنظيم داعش للسيطرة على البلدة. وانضم مقاتلو الجيش السوري الحر، الذي يقاتل نظام الرئيس السوري بشار الأسد، إلى المقاتلين الأكراد من «وحدات حماية الشعب الكردي» من أجل الدفاع عن هذه البلدة السورية التي تقطنها أغلبية كردية، ومن المتوقع أن ينضم إليهم مقاتلون من البشمركة الكردية من شمال العراق. وأضاف الخطيب بأنه «كان هناك 200 من قواتنا في المنطقة حتى قبل اندلاع القتال ضد (مسلحي) داعش، والآن هناك نحو 400 من أفرادنا، ونتوقع وصول المزيد من التعزيزات». وأكد أنه لا توجد جهة تتخذ القرارات بشكل منفرد، وقال إن «هناك مركزًا للقيادة تمثل فيه جميع القوات وتتخذ القرارات معًا». وتدعم تركيا بقوة قوات الجيش السوري الحر، وتطالب أنقرة منذ فترة طويلة بالإطاحة بالأسد، معتبرة أنه الحل الوحيد للأزمة السورية المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات. من جهة أخرى، اصطف الآلاف من الأكراد على طول الطرق لتحية قافلة عسكرية من قوات البشمركة من شمال العراق متجهة إلى كوباني، التي تمثل حاليًا مركزًا لحرب دولية ضد مسلحي تنظيم داعش وانتقلت قوات البشمركة الكردية العراقية إلى كوباني لمساعدة رفاقهم الأكراد في الدفاع عن بلدة كوباني في معركة احتلت أهمية كبيرة في الحملة التي تقودها الولايات المتحدة «لإضعاف وتدمير» تنظيم داعش، الذي يسيطر على مساحات واسعة من العراق وسوريا. ولكن من غير الواضح إذا كانت هذه المجموعة الصغيرة لكن المسلحة جيدًا من قوات البشمركة ستكون كافية لتغيير مسار المعركة لصالحها، لكن نشرها يمثل دليلًا قويًا على الوحدة من الجماعات الكردية التي سعت في الغالب إلى إضعاف بعضها البعض، وبدأت تتشكل هذه الجبهة الموحدة بعد أن ظهر الأكراد بأنهم شريك الغرب الأكثر وثوقًا وفاعلية على الأرض في كل من العراق وسوريا. المزيد من الصور :