روسيا في ورطة وفي مأزق لا تحسد عليه، فقد أكلت الطعم من الغرب وبخاصة من رفاقها أعضاء مجلس الأمن الذين صفقوا لها حتى أدخلوها في مستنقع الشرق الأوسط في وقت هرب منه جميع الجبابرة وأولهم أمريكا والصين ،والذين يتفرجون على الدب الروسي وهو يحتضر سياسيا واقتصاديا وعسكرياً ،والأهم منها جميعا الاحتضار الأخلاقي الذي جعل دولة وشعب روسيا غير مرغوب فيهم في أي بقعة في الدنيا ! الغريب أن جمعيات وهيئات حقوق الإنسان في العالم لا تحرك ساكناً؟! . أما الأداة الأخرى والتي دخلت الورطة مع روسيا فهي إيران ،والتي تم نفش ريشها على أنها دولة كبرى في المنطقة، وحبكوا معها «ملف نووي مزعوم» لا وجود له ،مثل حبكة أسلحة الدمار الشامل في العراق ،في حقبة صدام حسين يرحمه الله الذي ركَّع إيران ، بل أنهم أفرجوا عن المليارات من خلال رفع العقوبات عنها لكي تستمر بتمويل دسائسها ومؤامراتها في منطقتنا العربية. إيران ورطت نفسها مع السعودية ،الدولة العظمى في المنطقة وبدون منازع ،والتي فضحت بل كشفت ألاعيبها في المنطقة فأصبح أكثر ما تخشاه ايران هو السعودية ليس فحسب عسكريا فهذا مفروغ منه بل وتخشى مواجهتها حتى على طاولة الحوار والاجتماعات لإيجاد مخرج لحل الأزمة السورية ،التي هي السبب المباشر في هذه الأزمة وذلك بامتناعها بداية عن حضور اجتماع «لوزان»؟! اعلان انسحاب إيران ثم حضورها هو أمر تكتيكي بحت بل مناورة ؟! تنسحب من هذا الاجتماع خشية مواجهة السعودية ثم تعود لكي تشترط حضور العراق كحماة لها من منطقية وعقلانية السعودية التي يترجمها دائماً باقتدار وزير الخارجية الأستاذ عادل الجبير. إيران دولة فارسية لا نعرف كيف يسمح لها أصلاً بحضور اجتماع لوزان أو غير لوزان؟! فالأزمة السورية هي أزمة عربية ،والمتسبب فيها وتدميرها وقتل وتشريد شعبها هي إيران وحدها ، بل ليس فحسب متورطة في سوريا ،بل محتلة العراق وهو بلد عربي ومتورطة في لبنان واليمن، وعندما فشلت استأجرت المافيا الروسية التي تدفع لها مليارات الدولارات من أجل مد النفوذ الفارسي ضد إرادة الأمة العربية والشعب السوري بأكمله؟!، إيران لم تتوقف عن التدخلات السافرة في منطقتنا العربية بل احتضنت رموز تنظيم القاعدة المتواجدين الآن على أراضيها المتمثل بأسرة بن لادن وابنه سعد بن لادن ،وكذلك المصري الإرهابي سيف العدل الذي يشتبه أنه كان من ضمن مجموعة اغتيال السادات ،بل وتضع إيران شارعاً باسم خالد الأسلامبولي منفذ الاغتيال؟! كما أنها وراء جلب تنظيم داعش وهم مرتزقة أجانب ،وتغذيته من خلال حرسها الثوري ووكلاء حربها نوري المالكي في العراق ، وبشار في سوريا، وحزب الشيطان في لبنان ،والحوثي في اليمن. الغريب أن الاستخبارات الأمريكية والغربية تعلم بوجودهم ولكن تغمض أعينها؟!.. إنها بالفعل ورطة لروسيا ونهاية لحكم الملالي والآيات في قم وطهران ،والأيام القادمة سوف تكشف لنا ما تخبئه لنا السياسة وما وراء كواليسها ولعبتها القذرة التي لا تعرف إلا المصالح فقط.