اتفق " جرحى" الانتخابات التشريعية التونسية من الأحزاب المنتمية للتيار الديمقراطي الاجتماعي ويسار الوسط على ضرورة لملمة جراحهم والتكتل في جبهة واحدة وبعث لجنة لها مهمة اختيار مرشح واحد للانتخابات الرئاسية القادمة (23 نوفمبر الحالي) لمواجهة مرشح حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي الذي قاد حركة لتصدر التشريعية واكتساح مجلس الشعب القادم وتبيّن للجميع أن مؤشرات فوزه في الانتخابات الرئاسية باتت مؤكدة إن لم يتحد كل المرشحين لهذا المنصب - 26 مترشحا – واختيار مرشح واحد من بينهم يدعمه الجميع لعله يستطيع الإطاحة بقائد السبسي ويحدّ من تغوّله وتغوّل حزبه في المرحلة القادمة بعد أن عجزوا عن ذلك فرادى ... ويأتي تحرك مجموعة ما يعرف بالتيار الديمقراطي الاجتماعي ويسار الوسط بعد الدعوة التي وجهها مصطفى بن جعفر رئيس حزب التكتل أكبر جرحى التشريعية الى هذا الطيف السياسي بهدف التوافق بينها لمواجهة ما أسماه حالة الاستقطاب الثنائي بين "حزب له مرجعية دينية وحزب يجمع وسطه أغلبية من التجمعين السابقين" في إشارة الى حركة النهضة - حليفه السابق في الترويكا - ونداء تونس الاجتماع العاجل الأول لهذه المجموعة لم يحضره بعض المترشحين للرئاسة وانتقده بعض المترشحين الآخرين الذين رأوا فيه خرقا لقوانين اللعبة الانتخابية لم يسفر على غير اتفاق "ضبابي" يشير الى مواصلة مناقشة هذه المبادرة التي قال عنها محمد الحامدي أحد المعنيين بالمبادرة انه كان المترشح الوحيد الذي عبّر عن استعداده للانسحاب من سباق الرئاسة في صورة تم التوافق على مرشح مشترك مبيّنا أنه ليس من السهل التخلي عن الترشح للرئاسية لأن كل مرشح يرى أنه الأجدر بها من غيره.. بينما شرع عدة مرشحين في حملتهم الانتخابية بالعديد من جهات البلاد غير عابئين بما يدور لدى الأطراف الأخرى على غرار مصطفى كمال النابلي ومحمد فريخة ومنذر الزنايدي.. في حين أعلن عبدالرحيم الزواري مرشح الدستوريين عن انسحابه من السباق الرئاسي بصفة رسمية. من جهته جدد الباجي قائد السبسي تأكيد ترشحه للانتخابات الرئاسية بقوله " أنا مترشح للرئاسية ولن أتخلى عن السباق لفائدة أي أحد كان كما لا أطلب من أي مترشح الانسحاب لفائدتي".. وقال في حوار تلفزي لقناة نسمة ان للشعب الكلمة الفصل في اختيار رئيس الجمهورية القادم" واصفا دعوات بعض الأطراف إلى اختيار شخصية توافقية لهذا المنصب ب "عملية مناشدة كان الشعب قد رفضها سابقا" وقال بخصوص تشكيل حزبه للحكومة القادمة قد يصبح حزبه يوما في الحكومة لكنه لن يكون هو فيها وقلّل السبسي من مخاوف ما يدّعيه البعض بشأن "تغول" حركة نداء تونس في المستقبل مؤكدا على دور الرباعي الراعي للحوار الوطني في المرحلة القادمة يجب أن يتواصل ما دامت تونس في مرحلة انتقالية وتواجه جملة من المشاكل والتحديات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية.