×
محافظة المنطقة الشرقية

جمهور “النصر” يحتفل بـ”سيدني” في الرياض وأستراليا

صورة الخبر

لموسم قطف الزيتون خصوصية كبيرة لدى الفلسطينيين، فهو يرمز للأرض والسلام.. وتعبر أريج لاون "23 عاما" فنانة فلسطينية من الناصرة عن موسم هذا العام بفنها المبتكر عن طريق الرسم ببقع الزيتون. اكتشفت عائلة أريج قدرتها على الرسم منذ سنة مبكرة وبدأت في تطويرها، والفنانة الشابة أكملت طريقها من خلال دراستها الجامعية في جامعة حيفا، فدرست الفنون إضافة إلى الرياضيات. وتقول أريج لـ "DW عربية"، "منذ فترة أحاول أن أقوم بعمل فني من الزيتون، فكانت عدة محاولات مثلا بعمل لوحة من أوراق الزيتون، وخلال محاولاتي بعمل فني من نواة الزيتون، لاحظت بقع الزيتون على القماش فخطرت لي فكرة القيام بعمل فني من هذه البقع". بدأت أريج طريقها الفني بأعمال دمجت من خلالها الواقع والخيال، كما رسمت عدة لوحات تعبر عن الأرض والطبيعة ولوحات تبعث رسائل للسلام، ورسومات ثلاثية الأبعاد وأخرى مصنوعة من بن القهوة. وبعد أن انتقلت إلى الرسم ببقع الزيتون تخطط أريج لإقامة معرض لكل أعمالها الزيتونية رغم قلتها. وتضيف "أردت أن أرسم شخصيات لها علاقة بالزيتون والأرض، فرسمت لوحتين حتى الآن. اللوحة الأولى لامرأة كبيرة في السن واللوحة الثانية لصورة الحاجة محفوظة اشتية، التي التُقطت قبل عشر سنوات في قرية سالم وهي تحتضن شجرة الزيتون بغضب وحزن ودون خوف في وجه الجنود من أجل حمايتها من الاقتلاع، فهذه الشخصية تستحق الاحترام والتقدير وقدوة للجيل الجديد". يمكن للحياة العصرية أن تبعد بعض أبناء الجيل الجديد عن الزيتون والأرض، بيد أن أريج لم تتأثر بهذا الأمر وتقول "على الرغم من سكني في المدينة حيث لم يكن هناك كثير من كروم الزيتون، إلا أنني أستذكر طفولتي حين كنا نزور أقاربنا في القرى الفلسطينية المجاورة وكنا نقوم بقطف الزيتون". وإذ تؤكد الفنانة الفلسطينية ابتعاد جيل الشباب بعض الشيء عن الأرض والزيتون، تقول إن "العمل الفني الذي قمت به رسالة للجيل الجديد حول أهمية التمسك بالأرض والزيتون، أضف إلى أن الزيتون يعيل كثيرا من العائلات في الداخل الفلسطيني حتى يومنا هذا". ويشير الفنان والناقد الفلسطيني طالب دويك في تعقيبه على أعمال أريج بالزيتون إلى أن ما قامت به "فكرة جميلة، لأن الزيتون يربطنا كفلسطينيين بأرضنا وتراثنا، وهي قامت باستغلال الزيت الذي يخرج من الزيتون ويتفشى على القماش فيحدث ألوانا بدرجات مختلفة". ويضيف دويك أن الفنانة لجأت إلى استخدام المواد الطبيعية بدل الألوان والمواد الصناعية، لكنها من جهة أخرى "لا تتحكم في درجات اللون لأن الزيت يخرج بشكل عشوائي، لذا فالعمل ليس أكاديميا مائة في المائة لعدم دقته في رسم الظلال والأبعاد، إلا أنها فكرة جميلة". وإذا كان توجه الطلاب من فلسطيني الداخل إلى الجامعات الإسرائيلية يشكل عائقا لبعضهم أمام تناول الفن الملتصق بالقضايا الوطنية فإن أريج تقول "بحثت قبل دخولي الجامعة عن دورات وأماكن لتطوير موهبتي الفنية، إلا أنني لم أجد مثل هذه الأماكن، فهناك قلة اهتمام بالفن في الوسط العربي". بيد أن أريج لم تستسلم لهذه التحديات، بل أنجزت خلال دراستها الجامعية "أعمالا فنية كثيرة مرتبطة بفلسطين". وتؤكد الفنانة الفلسطينية الشابة أنها كانت تسمع أحيانا بعض الانتقادات من الطرف الإسرائيلي بسبب اختيارها هذه الأعمال التي تخص القضية الفلسطينية. وكان جزء آخر يقوم بالنقد الفني الحيادي ويتقبل المواضيع التي كانت تطرحها، لكن ذلك لم يمنعها من أن تعبر عن رأيها بكل صراحة. فالفن والعلم هما "السلاح الذي نملكه هنا في الداخل من أجل الحفاظ على هويتنا كشعب. فالرسالة الفنية في نظري مهمة أيضا للخارج وإلى غير الفلسطينيين للدلالة على تمسكنا بهويتنا ورسالة سلام ولفت الانتباه للقضية الفلسطينية"، والكلام للفنانة أريج لاون.