بحسب تصريح هيئة الهلال الأحمر بمنطقة الباحة، الذي نشرته صحيفة «الشرق» قبل أيام؛ فإنّ الحوادث المرورية التي باشرتها الفرق الإسعافية للهيئة خلال العام المنصرم (1435هـ)، تُقدر بـ (3294) حادثاً مرورياً، كانت حصيلتها (82) حالة وفاة، وما يزيد عن (3000) من المصابين الذين تتراوح إصاباتهم بين الخفيفة والمتوسطة والخطيرة؛ وكل ذلك حصيلة عامٍ واحدٍ فقط، مع غياب إحصاءات الجهات المعنية الأخرى، كالمرور، والدفاع المدني، ووزارة الصحة، وبغض النظر عن الحوادث التي لم يباشرها الهلال الأحمر في المنطقة..! هذه الأرقام المفجعة تكشف أنّ العام «الماضي/ الدامي» في الباحة؛ قد شهد أكثر من (9) حوادث يومياً، نتج عنها حوالي (7) حالات وفاةٍ في الشهر الواحد، وأكثر من (8) إصاباتٍ في اليوم، ربما مات بعضها فيما بعد في المستشفيات، دون الإشارة إلى الخسائر المادية في الممتلكات والمركبات، وما يترتب على تلك الحوادث المأساوية من الآثار والنتائج المؤلمة؛ اجتماعياً ونفسياً واقتصادياً، في ظل استمرار نزيف الدماء على طرق «المجازر» والفواجع..! ما يؤلم حقاً؛ أنّ الإحصاءات القادمة ستكون أكثر رعباً، إن بقيت بعض طرق المنطقة على حالتها البائسة، حيث ما زالت تحصد الأنفس، وتوزع الأحزان؛ نظراً لخطورتها وعدم تنفيذ توسعتها وازدواجيتها، رغم سوئها وكثافة الحركة المرورية عليها، حتى سُميت بطرق «الموت»؛ كطريق (المندق-الباحة)، وطريق (بيدة-معشوقة)، وطريق (العقيق-كرا-تربة الخيالة)، وطريق(العقيق-جرب-بيشة)، وغيرها من الطرق القاتلة..! كما لا تزال بعض الطرق السريعة في المنطقة تفتقر إلى الرقابة المرورية والصرامة الأمنية؛ لردع المتهورين المقامرين بأرواحهم وأرواح الآخرين، ومع غياب (ساهر) وأمن الطرق، وضعف أداء المرور؛ فقد أصبحت طرقاً سريعةً للموت المجاني، والحوادث الشنيعة..! ختاماً؛ أجيبوا أيها المسؤولون: إلى متى سيبقى أهالي منطقة الباحة؛ يَعُدُّونَ ضحايا الحوادث ويبكون..؟!