×
محافظة المنطقة الشرقية

اقتصادي / لجنة المقاولات بغرفة الشرقية تناقش نقص مادة الأسفلت

صورة الخبر

بقدر ما أسعد بالعلم والعلماء واكتشافاتهم واختراعاتهم، بقدر ما أحاذر منها، وأقف إزاءها موقفا سلبيا، وبالذات عندما تحاول أن تنتهك خصوصياتي. ومنها ــ مثلا ــ ذلك الجهاز السخيف الذي يجبرونك في المطارات على أن تقف أمامه ليخترق ملابسك ويصورك من كل الجوانب والزوايا (ربي كما خلقتني)، وأنت لا تملك لا حولا ولا طولا. ومهما أقسمت وحلفت لهم أنك لست إرهابيا وليس معك أي سلاح صناعي ما عدا سلاحك الطبيعي الذي لا تستطيع بواسطته أن تختطف عصفورا صغيرا، ناهيك عن أن تختطف به طائرة كبر الشيطان، فهم لا يصدقونك. هذا هو ما يحصل لي في كل مرة، عندما أحاول فيها أن أدافع عن موقفي الشريف الذي لا يريد غير السترة وعدم الانتهاك، فتزداد شكوكهم وإصرارهم ورفضهم حتى على محاولة ستر نفسي بكفوف يدي، فأي إهانة وأي فضيحة موثقة أكثر من ذلك؟! غير أن أحدهم طمأنني قليلا عندما أكد لي أن تلك الصورة تنمسح تلقائيا، إذا وجدوك (صاغ سليم) وليس معك أي سلاح أو متفجرات غير طبيعية، ولكن وبحكم شخصيتي الشكاكة ما زلت أتساءل: من يضمن لي ذلك؟!، وأكاد أجن عندما أتخيل مجرد خيال لو أن بعض الخبثاء أخذوا ــ لا سمح الله ــ يتداولونها بينهم على (WHATSAPP)، ساعتها (وين أودي وجهي)؟! لهذا أصبحت في المدة الأخيرة أكره السفر أكثر من دم سنوني، ولا أذهب للمطار إلا وكأنني أجر بالسلاسل، ولو لا مشقة الطريق ووعثائه وطول مسافاته، لسافرت على ظهر ناقه، محتفظا على الأقل بشيء من كرامتي. ومما زاد (طينتي بلة)، هذا الخبر الذي قرأته من صباح رب العالمين، وقبل أن أقضم من (الكرواسون) أول قضمه توقفت، وما زال فمي مفتوحا حتى هذه اللحظة التي أكتب فيها هذه الكلمات التعيسة، وإليكم ما قرأته: لقد صمم العلماء ــ الله لا يجازيهم بالخير ــ جهاز مسح بمقدوره قراءة الأحلام أثناء النوم. وهم يؤكدون إن الماسح قوي إلى حد أنه يستطيع استخلاص صور من داخل أدمغة الناس وعرضها على الشاشة. ويتم استخدام المعلومات المستقاة من الماسح الدماغي لإعادة بناء صور لوجوه الأشخاص الذين كان النائم يفكر بهم في أثناء نومه ــ انتهى. لا أدري هل الطم، أم أقول: (يا حلوللي)؟! أساسا، لم يبق لي شيء متشبث به في هذه الدنيا الفانية غير أحلامي، صحيح أن أكثرها أحلام (كرتونية)، غير أن فيها أيضا ما يخدش الحياء أو يعاقب عليه القانون. وأنا ــ بصراحة ــ ماني ناقص، لكي ينشر غسيلي قدام اللي يسوى واللي ما يسوى (ففيني ما يكفيني). أريد، على الأقل، أن أدفن ملفوفا بكفني معززا مكرما ــ على شرط أن تكون قدماي ظاهرتين للمشيعين لا يسترهما الكفن. نقلا عن عكاظ