صنعاء: حمدان الرحبي أوقفت شركات النفط العاملة في جنوب اليمن عملها بعد انتهاء المهلة التي حددتها قبائل الجنوب لـ(أنصار الله) الحوثيين، لإطلاق أحمد بن مبارك، مدير مكتب رئاسة الجمهورية الذي اختطفه الحوثيون السبت الماضي من أحد شوارع صنعاء. وأعلنت الشركات النفطية في كل من محافظة شبوة، وحضرموت إيقاف العمل في جميع القطاعات النفطية، استجابة لمطالب قبائل الجنوب التي هددت باستهداف أي شركة لا تلتزم بإيقاف عملها. وقالت مصادر قبلية لـ«الشرق الأوسط» إن توقف شركات النفط والغاز عن العمل بدأ سريانه عند منتصف ليل أول من أمس وإن عشرات الموظفين والخبراء الأجانب غادروا اليمن خشية التطورات الأمنية. وفي بيان صحافي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، دعا مشايخ ووجهاء محافظة مأرب، اليمنيين لمواجهة مخططات جماعة الحوثي ومن معها الهادفة إلى غزو محافظة مأرب تحت ذرائع كاذبة وسخيفة، وأكد البيان إلى أنه «لا خيار لأبناء مأرب بكل مكوناتهم السياسية والقبلية ومشايخهم ووجهائهم في حال إن تمادى الحوثيون بغزو مأرب أو تمت الموافقة لهم على تغيير محافظ المحافظة الشيخ سلطان العرادة إلا خيار المواجهة والذود عن أرضهم وناسهم وقناعاتهم مهما كلف الأمر ومهما كانت النتائج»، وكانت بعض الأنباء التي تسربت أشارت إلى مطالبة الحوثيين للرئيس عبد ربه منصور هادي باستخدام سلاح الجو لضرب مناطق في مأرب التي تشهد تحشيدا قبليا كبيرا تحسبا لمحاولة الحوثيين اجتياح المحافظة النفطية والتي أعلن أبناؤها وقوفهم إلى جانب أبناء محافظة شبوة المجاورة لمأرب. فيما دعا (حلف قبائل حضرموت) إلى اجتماع قبلي لجميع العشائر والقبائل في حضرموت أمس لتدارس الخطوات التي سيقومون بها مستقبلا، وخاطب بيان صادر من الحلف جميع الشركات النفطية «نظرا لتسارع الأحداث الخطيرة التي تجري في البلد وما يصاحبها من استنزاف للثروات النفطية في حضرموت فإننا في حلف قبائل حضرموت نخاطبكم بإيقاف كل أعمال إنتاج وضخ النفط طوعا وفي حالة عدم الاستجابة سنكون مضطرين لاتخاذ خطوات أخرى بهذا الخصوص». وتعتمد اليمن على النفط مورد رئيسي للدولة وللاستهلاك المحلي وانخفض الإنتاج من 500 ألف برميل يوميا إلى 250 ألف برميل يوميا، وتستغل في تمويل 70 في المائة من ميزانية الدولة. وأعلنت شركة «بترو مسيلة» الوطنية العاملة في محافظة حضرموت، توقف ضخ النفط بدء من صباح أمس، بالاتفاق مع السلطات المحلية والقبائل، وأوضحت الشركة أنها اتخذت الإجراءات بسبب تطورات الأوضاع ولتجنب أي عواقب تمس أمن الموظفين والعمليات. فيما أكد محافظ شبوة أحمد باحاج أن الشركات النفطية أوقفت عملها طوعيا، ومغادرة 50 عاملا أجنبيا المنطقة، وهو ما يعني توقف العمل في أهم الموانئ الاستراتيجية للنفط، في منطقة بلحاف الذي يعد الميناء الرئيسي لتصدير الغاز المسال، وجاء التوقف بعد مرور 24 ساعة من المهلة التي حددتها قبائل شبوة للحوثيين بإطلاق سراح أحمد بن مبارك الذي ينتمي إليها، ودعت القبائل جميع الشركات النفطية بإيقاف عملها بشكل كامل. وسبق أن أوقفت شركات نفطية أجنبية عملها نهاية العام الماضي، بسبب التهديدات الأمنية التي تعرضت لها، حيث أعلنت شركة (سي إن أو أو سي)، الصينية توقف أنشطتها في حقل نفطي ومنطقة امتياز 51. وتتركز منابع النفط في 3 محافظات شرق وجنوب البلاد، وهي محافظة مأرب التي تنتج 70 ألف برميل يوميا، وشبوة بإنتاج 80 ألف برميل، وحضرموت 100 ألف برميل يومي، يتم تخصيص نحو 30 في المائة منه للاستهلاك المحلي حيث تمتلك اليمن مصفاتين لتكرير النفط في كل من عدن جنوب البلاد، ومأرب في الشرق. وقد تسببت هذه الأحداث في أزمة خانقة في مشتقات النفط من البنزين والغاز في العاصمة صنعاء، ومدن أخرى، حيث شهدت محطات الوقود ازدحاما كثيفا للمركبات للتزود بالوقود، فيما أغلقت معظم المحطات أبوابها بعد إعلان الشركات النفطية توقف عملها، في إنتاج النفط. من جانبها هددت قبائل محافظة مأرب بقطع إمدادات النفط والكهرباء عن العاصمة صنعاء في حيال سيطر الحوثيون على سلطة الرئيس عبد ربه منصور هادي، وتعتمد العاصمة صنعاء وعدد من المدن اليمنية في الشمال على ما تنتجه محافظة مأرب النفطية، إضافة إلى الطاقة الكهربائية التي تتزود بها أكثر من 10 محافظات.