تعد العملية التعليمية من أرقى المهن الإنسانية، ففيها أمانة عظيمة، ورسالة سامية تحمل مسؤولية كبيرة تقع على عاتق حاملها لا رقيب ولا حسيب سوى الله ثم الضمير، وهنيئاً لمن يحمل ضميراً حيا، ضمير يتقدمه ويتعقبه في كل تصرفاته ليرقى به إلى المستوى الأول للجهاد الا وهو جهاد النفس -الأكثر مشقة- لانه جهاد الإنسان مع نفسه وإرغامها على طاعة الله وتجنب معصيته وهذا ماذكره فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- عن أنواع الجهاد. فلا مجال للحديث عن أنواعه، ولكن سأتطرق «للداعشية» المدعوة الدكتورة «احتفظ باسمها» التي تحمل دكتوراة الفقه وأصوله، وهي ابنة شيخ سوري معروف، سُلمت أمانة عظيمة في جامعة الدمام بتدريس بناتها، ثم تخلت عنها لتلتحق بصفوف داعش بحجة الجهاد ومبايعة الخليفة. ذهبت الدكتورة بحفظ الله ورعايته ولكن ماذا تركت لنا من سموم في عقول بناتنا؟ لا يعلم عنها الا الله سبحانه وتعالى. والجدير بالذكر؛ أن المذكورة تحوي عددا من المتابعين يفوق 6000 متابع على صفحات التواصل الاجتماعي بحسابها الشخصي على تويتر، دخلته واقشعر جسمي لما رأيته هو الإرهاب بعينه.. أين الرقابة من قبل الجهات المسؤولة؟ فهل من يحمل شهادات بتخصصات دينية يحمل حصانة فكرية؟؟ المتوقع العكس في ظروفنا الراهنة. وهنا أوجه رسالتي لوزارة التعليم العالي لابد من الابتعاد في التعاقد عن المتشددين والمتطرفين بالسؤال والبحث والتقصي عن المتعاقد معه وعائلته قبل التعاقد كما نفعل تماماً في مسائل الزواج والارتباط، فهذا نوع من أنواع الارتباط الاجتماعي يتم التعاقد فيه مع أعضاء هيئة تعليمية لمدة زمنية معينة كفيلة بخراب الديار، فالعرق دساس وهذه مسؤولية كبيرة فمن فكر الشخص الواحد تتولد أفكار تزرع في عقول أجيال نحن في غنى عنها. وأوجه رسالتي الثانية لجميع أفراد المجتمع السعودي وأخص بها بناتي وأخواتي الطالبات إن اردتن الجهاد فاسلكن أفضله وجاهدن من أجل المحافظة على وطنكن وعلى بيوتكن وأولادكن بتربيتهن التربية الصالحة بفكر راق وعقل نظيف، وانظرن للأمور بحكمة، وركزن في الغاية النبيلة التي من أجلها أنتن في أروقة الجامعات وهي طلب العلم، وحققن حلم والديكن الذين وثقوا بكن... فرضا الله سبحانه وتعالى من رضا الوالدين.