×
محافظة المنطقة الشرقية

لجان ميدانية لمتابعة تنفيذ خطة أمانة العاصمة المقدسة في رمضان

صورة الخبر

في سياق ما ذكرناه في عدد سابق حول شجون الترجمة سوف أتحدث عن دراسة مهمة قامت بها ترانس يوروبينس Trans Europeennes وهي عبارة عن أول خارطة للترجمة – كما قالوا – في حوض البحر الأبيض المتوسط، بالتعاون مع أكثر من 15 منظمة ومؤسسة من هذه الدول، وأسمتها (الترجمة في منطقة البحر المتوسط)، وتغطي الدراسة الترجمات من عام 1990 إلى 2010م. وقد أصدرت هذه الدراسة عدداً من التقارير عن الترجمة من العربية إلى اللغات التالية: الإيطالية، الفرنسية، الإسبانية، البوسنية، البلغارية، الكرواتية، اللتوانية، المقدونية، البولندية، الرومينية، السلوفاكية، السلوفينية، الإنجليزية والإيرلندية، الهولندية، الفنلدنية، البرتغالية، الألمانية (التقرير الوحيد الذي كتب بالعربية). بالإضافة إلى تقارير عما نقل من بعض اللغات إلى العربية. وجميع هذه التقارير تقدم مادة مهمة وثمينة لما ترجم من العربية إلى هذه اللغات وتوجهات الترجمة ونوعيتها. ولو أخذنا أحد هذه التقارير كمثال، وليكن تقرير ما ترجم من العربية إلى الإنجليزية والإيرلندية، وهو أحد أضخم التقارير، حيث بلغ عدد صفحاته نحو 100 صفحة. يقول التقرير ما خلاصته إن الدراسة غطت كل ما ترجم من عام 1990 إلى 2010م في بريطانيا وإيرلندا، وينوه التقرير بالتداخل مع ما يترجم في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أن الكثير من دور النشر لها فروع هنا وهناك. ويتابع التقرير بأن سوق النشر في بريطانيا وإيرلندا تعد أنشط سوق أوروبي، حيث يبلغ عدد الكتب المطبوعة من 120 ألف إلى 130 ألف كتاب في السنة، وتبلغ نسبة الكتب المترجمة إلى اللغة الإنجليزية من جميع لغات العالم نحو 1.5 إلى 2 % فقط، وهي النسبة الأقل في سوق النشر الأوروبي، حيث تبلغ نسبة الكتب المترجمة نحو 10 إلى 30 % مما ينشر من كتب من العام. وقد بلغ عدد الكتب المترجمة من العربية خلال العقدين نحو 310 كتب فقط. ويقول التقرير إن عدد الكتب المترجمة من العربية قد تضاعف في العقد الثاني، ففي حين (بلغ متوسط عدد الكتب المترجمة في السنوات الأولى من عقد 1990م نحو ثمانية كتب في السنة، تزايد هذا العدد في عقد 2000م بين 10 إلى 16 كتاباً في السنة، وقد وصل إلى 26 كتاباً في عام 2009م). ويخلص التقرير إلى عدم وجود العدد الكافي المترجم من العربية، وأن الاهتمام كان مركزاً على الكتب التي تدرس المجتمع والسياسة، ولم تركز على محاولة اكتشاف الأدب والثقافة العربية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما لاحظ التقرير الزيادة الحادة في الاهتمام بالعرب والمسلمين بعد أحداث 11 سبتمبر، ولكن بالرغم من ذلك فإن الاهتمام بالترجمة من العربية ظل محصوراً في دور نشر محدودة. إنها تقارير في غاية الأهمية، وحبذا لو اهتم أحد مراكز الترجمة في الوطن العربي لترجمة هذه التقارير لتكون في متناول الدارسين والمهتمين لكي يستفاد منها في وضع الإستراتيجيات العربية.