أستوقفني بالأمس وانا اتصفح الاخبار عبر الشبكة العنكبوتية خبر اثلج صدري كثيرا ونصه ( صدر قرار أمس بتعيين الفنان عمر الجاسر مديرًا لجمعية الثقافة والفنون بجدة. والجاسر من الفنانين المعروفين، وله العديد من الأعمال الفنية المسرحية والتلفزيونية والإذاعية، وهو صاحب أول فرقة مسرحية خاصة في المملكة، وله مشاركات فنية عديدة، وعضويات في العديد من الهيئات والنقابات الفنية والإعلامية على مستوى المملكة و خارجها، بالإضافة إلى عضويته في مجلس إدارة جمعية المنتجين السعوديين، وجمعية المسرحيين السعوديين. ) انتهى الخبر ولعله إحتوى بين سطوره سيرة مختصرة جدا عن مسيرة هذا الفنان المميز ليس بشخصه فقط وإنما ببصماته المميزة على مدى ثلاثة عقود تقريبا. وحقيقة معرفتي بالاستاذ عمر الجاسر تفوق العقدين من الزمن . ولكنها معرفة متابع لمناشط اراه عن بعد في اغلبها هو القلب النابض والعقل المدبر لتلك الفعاليات سواء ما يختص بمجال الثقافة او في مجال عمله الرسمي وزارة الصحة ، لم يسبق لي شرف التحدث معه شخصيا وجها لوجه إلا مرة أو مرتين لا اتذكر مناسبتها . لكن في ذات الوقت كنت متابعا لأخباره سواء على الصعيد الثقافي او العمل وفي محافل دولية خارج حدود الوطن كان له جهود تذكر فتشكر، واعتقد أن من اتخذ قرار التعيين كان حصيفا ومتابعا وتواقا للأفضل لذلك رأى بعد جهد (أن يعطي القوس باريها) ولعل الاستاذ عمر اقرب لتحقيق تلك الآماني بإذن الله لكن متى وكيف .؟! هذا ما يمكن تناوله عن الاستاذ عمر بإختصار . لكن ياترى هل ستبقى الجمعية تحت رحمة المتطوعين إلى متى ؟! هل ستبقى الفنون المسرحية والتشكيلية والخطوط والتصوير والتراث والفنون الشعبية و..و.. تحت رحمة إعتمادات مالية متدنية او حتى تكاد لاتذكر ؟! او دعم معنوي لايرى إلا في الإرتزاز بمقاعد الصفوف الأولى من أي محفل كسبا للفلاشات والعناوين الإخبارية. هل سيبقى مدير الجمعية وطاقم إدارته غير متفرغين وكأنهم اشبه بالفزاعة متطوعين يأتون ويذهبون بدون بصمات تذكر فتشكر .؟! تساؤلات قد يطول بنا معها المقال . ولكنها تفرض نفسها إذا كنا فعلا ننشد الافضل الذي يستشرف المستقبل . لا فترة تولي زيد او عبيد ثم نجدنا كل مرحلة نبتدأ من الصفر . ولي ولله الحمد ومنذ أكثر من عقدين مقالات عن الجمعيات الثقافية . كتبتها على فترات ولو أعدتها فذات جدوى . لأن الحال كما يبدوا لازال كما كان . ولا إجحاف في ذلك . او إنتقاص من جهد احد. الآن ارى والله اعلم أن الجمعية بجده وفقت في إختيار إبن جدة البار وإبن المهنة المميز الذي تعرفت على منتجه الثقافي كما اسلفت منذ عشرين عاما او اكثر على مسرح منتزه الابراج سابقا بجده ، الذي ابدع فيه الجاسر بعد مراحل كأداء وظروف عصيبة وتعلم وتدريب وتأهيل فرق للقيام بكافة متطلبات المسرح ، والذي كان يومها عليه تحفظات تحطم كل طموح . فكان اول من خرج بالمسرح من بين حيطان الجمعية والمسارح المغلقة إلى الشارع وبجهود ذاتي. فهل سيترك الجاسر ليصارع الامواج دون دعم معنوي ومادي جاد . وهل سيبقى يجمع بين عمله الرسمي وهذه المهمة الشاقة ؟ أم سيدعم وسيعمل القائمون على هذه الجمعيات على الاستفادة من نظام الإعارة ، ليكون متفرغا لأكبر جمعية في محافظة كل جنباتها وساحاتها وميادينها وسواحلها وجبالها ، موارد إبداع لخلق جمعية قادرة على التحفيز .. أم سيبقى الحال كما هو وكأن المسألة مسألة ( إنتحار ) ستجعلنا نفقد الامل في مستقبل افضل ؟. الجاسر منذ شبابه وبعيداً عن الادارة والمناصب سجل سيرة ذاتية خلاقة وعطاء مميز . من خلال إجتهادته الشخصية التي لمس المقربون من المجال الثقافي تفوقه وربما هذا التفوق وليدة عدة إخفاقات كانت على حساب شبابه وفكره وربما دخله المحدود . وفي مجال عملة شهدت المحافل الإنسانية جهوده في مجال التبرع بالدم والفشل الكلوي والتطعيمات الصحية ، والسكري وخلافه من المجالات التي قد يطول المقام في تعدادها . لكن كان عاشق لمهنته وخدمة وطنه فبذل الغالي والرخيص وخرج لنا بهذه الشخصية المميزة . التي حتما متى وجدت بيئة صحية ورفاق مخلصون بحجم المهمة وتحقيق الأهم سيبدعون وسنجني ثمارا تأتي اكلها يانعة في مطبح الإعداد الثقافي . نتمنى أن لانخسر الجاسر هذه المره ونحرقه برمية في اتون معارك تقاذف المسئوليات . التي تولدت نتيجة ثقافة ( الفزعة ) التي عصفت بهذه الجمعيات . إنني اصارح وزارة الاعلام بالمقام الاول أن تكون الاكثر دعما للجمعيات على مستوى المملكة لأنها بالتالي ستكون الرافد الاول والاقوى لوسائل الاعلام المحلي . وخروج من محيط ( مكانك سر ) هذا وبالله التوفيق. جدة ص ب ـ 8894 ـ تويتر (saleh1958 )