×
محافظة المنطقة الشرقية

تدشين شعار الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام بعد «تطويره»

صورة الخبر

أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن حميد المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه، وقال في خطبة الجمعة يوم أمس من المسجد الحرام إن وقفة الصدق مع النفس ومع الأمة تقتضي المصارحة في المحاسبة ولو بقليل من القول، فكيف هو اجتماع القلوب؟، وما هي أحوال الأمة؟ فالتكالب على أمة الإسلام لا يخفى فهناك مخططات تحاك ضد الأمة وشعوبها وقرارها واستقرارها وجمع كلمتها واستقلالها وبين عوامل اليأس والإحباط فتعمل الأجهزة الخفية لإضعاف الأمة وتقطيعها وتمزيقها وتقسيمها، ولقد استخدم هؤلاء الأعداء وسائل شتى لشق الصف وإحداث الفتن ونزع الثقة، وأن من مشكلات هذا العصر ما تزخر به وسائل الاتصال وأدوات التواصل من سيل المعلومات الهادر والمتدفق لا تمييز فيه بين محق ومبطل ولا صادق ولا كاذب ولا غاش ولا ناصح، وذلك مما يوجب الحذر والحيطة. محذرًا فضيلته من المواقع المنظمة التي تتفنن في تأليب الشعوب ونشر الفتن، وإن من مظاهر استهداف العدو لأمة الإسلام وشعوبها هذا التوظيف السيء لوسائل التواصل والمواقع وبث الشائعات بأنواعها وألوانها كاذبها ومغشوشها والتهجم على البلاد ومكتسباتها ورموزها وقياداتها وهز ثوابتها ونزع الثقة من رجالاتها من العلماء الراسخين والساسة الصادقين والوطنين المخلصين فيتصيدون الأخطاء وينشرون العثرات ويخفون الإنجازات في مقالات وتغريدات وتعليقات غايتها التأليب وهدفها التشويش وكفى بالمرء إثما أن يرسل كل ما وصل إليه دون تثبت من غير روية ولا تثبت. موضحاً فضيلته أن بعض التعليقات الساخرة التي يظن أن بها مجرد الإضحاك والتسلية وهى تعمل عملها في زعزعة النفوس وهز القناعات. داعياً فضيلته أبناء هذا الوطن أن مثل هذه المقالات والتعليقات والتغريدات وإن لبس بعضها لبوس الإضحاك والدعابة فهي أسرع الوسائل في التشويش على الفكر والتلبيس على الرؤية في حرب إعلامية ونفسية في تدمير النفوس والنيل من المبادىء والمساس بالثوابت والسخرية من التقاليد الحسنة والعوائد الكريمة. كما أن هنالك استهدافاً لهؤلاء المستهدفين الأغرار لا يمس شأنهم لا من قريب ولا من بعيد فغالبه في دوائر أهل الشأن من العلماء والساسة والخبراء والمتخصصين، وقد جاء في كتاب الله العزيز في التعامل مع مثل هذا فقال عز شأنه (ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطون منهم). وبين إمام وخطيب المسجد الحرام أن أفضل طريق لأخذ العبرة وسلوك مسالك الاعتبار كما أرشد ذلك القرآن الكريم، مشيرا إلى أن هنالك وقفتين في التأمل لما يذكر فالأولى النظر في أحوال إخواننا الذين ابتلوا بهذه الفتن فصارت ديارهم مسرحاً لسفك الدماء وتشريد الأسر وضياع الثروات واضطراب الأحوال فقد ظنوا أن حياتهم ستكون أفضل حالًا وأكثر رخاء وأرغد عيشاً وما شغب قوم على أهليهم وولاتهم إلا تجرعوا الويلات ووقعوا في الموبقات، ولقد أدركوا أن في الفتن يفقد الأمن وتسفك الدماء وتهتك الأعراض وترخص الحياة، فنسأل الله أن يكشف ضرهم. أما الوقفة الثانية فهى مع أهل هذه البلاد المباركة البلاد الطاهرة بلاد الحرمين الشريفين وأرض المقدسات وأشرف البقاع على وجه الدنيا بلد التوحيد والوحدة بلد جمع الله شملها وأنعم الله على أهله والمقيمين فيه والوافدين إليه فأغناهم من بعد عيلة وجمعهم من بعد فرقة وعلمهم من بعد جهل والناس من حولهم يتخطفون فهى بلاد تحكم شرع الله وتقام فيها حدود الله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومساجدها معمورة من أجل إقامة الصلوات فجعلت الشريعة منهاجها والحاكمة على جميع أنظمتها فتمنع فيها المسكرات ويعاقب من يتعاطاها وهي بلاد تحتضن مقدسات المسلمين وتتشرف برعايتها وخدمتها وخدمة قاصديها حجاجا وعمارا وزوارا، فليس فيها كنائس ولا معابد ولاتنكس رايتها حين تنكس الرايات فيها مولد المصطفى صلى الله عليه وسلم وفيها مبعثه ومهاجره ومتنزل وحي الله وإليها يعز الإيمان وإستنارت بالعقل والعلم والتوحيد وصفاء العقيدة، فكم تحقق فيها من النثر العظيم من إحياء السنة وإماتة البدعة محو مظاهر التعلق بغير الله والذي يصل في بعض أحواله وصوره إلى الشرك بالله. وأكد الشيخ ابن حميد أن في هذة البلاد المباركة وفي هذة الوحدة المباركة تم طي فترة زمنية سحيقة تقادمت عقودها وعادت الجزيرة فيها من التشرد والفرقة والخلاف والجهل والمرض وضعف الديانة في قبائل متناحرة وإمارات متناثرة فقد كانت حداً فاصلًا بين فترتين وتاريخين متباينين وكانت وحدة جامعة وتوحيد مبارك فأحدثت تغييراً شاملًا ومباركاً ليس في الجزيرة وحدها ولكن في أرجاء الدنيا ولا سيما الأقطار المحيطة والبلاد الإسلامية ليتبدد ظلام البدع وتزول الخرافة وتتلاشي الإنحرافات العقائدية. موضحا أن ذلك هو توحيد غير وجه تاريخ البلاد وقلب موازين القوة فانتقلت من حالة العزلة والتهميش إلى حيوية التأثير والحضور على الخارطة العالمية والإقليمية لافتاً النظر أن الله من على هذه البلاد المباركة بلاد الحرمين الشريفين منحها الله شرف خدمة الحجيج ورعاية الحرمين الشريفين وقاصديهم وتأمين مسالكها وشرف التوحيد والوحدة لهذة الدولة المباركة فكانت ولايتها رحمة وحكمها نعمة فيأتي الحاج والمعتمر والزائر والوافد محفوفا بالرعاية والخدمة مجللًا بالأمن والطمأنينة ويعود مودعاً بالسلامة والمتعة فطابت الأيام وسعد الناس فلله الحمد والمنة. وأشار فضيلته إلى أن هذه الدولة المباركة لا تقوم على العنصريات والقبليات ولا إلى لغة تتميز بها أو تاريخ تختص به أو عنصر سكاني تعتمد عليه فلقد انصهرت فيها كل العنصريات والقبليات والمذاهب والمنطقيات فالإسلام منهجها ونظامها وعصبيتها. محذرًا فضيلته من أي غفلة عن مقومات هوية هذه الدولة أو إخلال بها أو تهاون في المحافظة عليها فهو عامل هدم يظهر أثره بقدر حجمه والعجب ممن يريد أن يفرق بين الدين وهذه الدولة ويظن أن ما بينهما حلف يمكن أن يفك وهذه غفلة عن سنن الله في التاريخ والأمم والدول وإن ما بين الدين وهذه الدولة هو عصبية النشأة وكل دولة تنفك عن عصبية نشأتها لا تقوم لها بعد ذلك قائمة يشهد لذلك تاريخ ما قبل قيام هذه الدولة المباركة. داعيا فضيلته إلى الالتزام بالإسلام والدعوة إليه وإنه في هذه الدولة المباركة ليس وظيفة من وظائفها أو نشاط من نشاطاتها بل هو روحها وحياتها وهدفها ومنهجها الذي يتسم في كل مناشطها نص على ذلك بوضوح نظامها الأساسي.