×
محافظة المنطقة الشرقية

ضبط «واسطة» نزهة تصطاد خيار البحر بمركز الصورة بضباء

صورة الخبر

قبل أن أبدأ الحكاية أود أن أنوّه إلى أنني لا أميل بأي حال لتقسيم المجتمع إلى طبقات تجعل بعضهم يترفع على بعض، يُصنّم فيه صاحب الشأن ويُسحق فيه الضعيف. كُنّا في الماضي القريب نرى وجهاء وعقلاء المجتمع والنُخب العلمية والفكريّة والثقافية ومسؤولي الدولة يتصدرون المشهد الاجتماعي والمحافل والمناسبات. لهم قيمتهم الاعتبارية ومكانتهم بين أفراد المجتمع. هم بدورهم يبادلون الناس ذات الاحترام والتقدير بل كانوا يسعون لقضاء أمور من يلجأ إليهم ويهبّون لمساعدة المحتاجين لخدماتهم ويتدخلون أحيانا لفض النزاعات وتهدئة النفوس. تغيّر الحال بعد(طُغيان) ما سُمي بالصحوة ورجاله (الجهيمانيون) حيث تم تهشيم بنية المجتمع فكريا وغرس فكر بديل متشدد متجهم كاره للحياة. أطلق غلمان هذا التيّار على أنفسهم ب"الملتزمين" فتصدرّوا المجالس والمحافل وقدّمهم البعض على غيرهم في المناسبات فاستغل هذا الوضع المقلوب صغارهم قبل كبارهم من (الحنجوريين) فلم يتركوا فرصة اجتمّع فيها اثنان فما فوق إلا وكانت مواعظهم السطحيّة ساذجة المبنى خاوية المعنى هي السائدة في فضاء المكان. حتى المناسبات التي يُفترض فيها الفرح كالأعراس وحفلات الأعياد قلبوها إلى مآتم بخطابات الوعيد من عذاب القبر والثعبان الأقرع وسلاسل جهنّم. لم يكفهم هذا بل طالت أيديهم تختلس الريالات من جيوب البسطاء لتودعها في حسابات أمراء الإرهاب في أفغانستان والشيشان وغيرها من مناطق الصراع بدعوى التبرّع لبناء المساجد ودعم حلقات تحفيظ القرآن وكفالة الأيتام وغيرها من المناشط التي ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب والدمار والقتل. تمت خديعة المجتمع عياناً بياناً.. أفاق الوطن بعدها على صوت التفجيرات وجُرحتْ الرياض في أمنها من قبل أولئك الذين تصدروا مجالسنا ومناسباتنا ومحافلنا. ثم أتت الطامة من الدواعش والنصرة والإخوان المسلمين في تآمرهم على الوطن. عندها تكشّفت اللعبة وبان خُبث فكر الصحوة وسقطت الأقنعة الكريهة، بدأ المجتمع يُعيد هيكلة ذاته ليطوّر هرمية جديدة أضلاعها الشرفاء من الوطنيين وعاد العقلاء لتصدر المشهد العام من جديد.