أغلق مسلحو جماعة الحوثي أمس، طريق مطار صنعاء الدولي لتأمين مؤتمر قبلي دعا إليه زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، والذي عقد بالعاصمة صنعاء في ظل مقاطعة غالبية قبائل البلاد، كما نشرت الجماعة مجاميع مسلحة مكثفة من أنصارها في كافة الشوارع الرئيسة والفرعية بصنعاء في توقيت متزامن مع نصب حواجز تفتيش إضافية شملت الأحياء الشعبية في إجراء مواكب لتوقيت انعقاد الاجتماع القبلي الموسع. وانحسر الحضور والانتشار النسبي لقوات الأمن بالعاصمة صنعاء، باستثناء قوات شرطة المرور التي شوهد البعض منها يتوزع في بعض الشوارع الحيوية في العاصمة، مثل شوارع الزبيري والستين وحدة. واحتشد الآلاف من رجال القبائل الموالين للحوثيين في اجتماع تغيب عنه زعيم الجماعة، وعقد داخل الصالة الرياضية المغلقة الملحقة باستاد علي محسن مريسي الرياضي بشمال صنعاء وسط إجراءات أمنية مشددة. وتخلل الاجتماع ترديد جماعي لشعار "الصرخة" الخاص بجماعة الحوثي، ما أكد انحصار المشاركين في الاجتماع على أنصار الحوثي والوجاهات القبلية الموالية له، كما ردد المشاركون في الاجتماع هتافات تضمنت عبارات اتسمت بالتهديد بالمزيد من التصعيد في حال لم يتم تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية، كما ألقيت خلال الاجتماع، عدد من الكلمات من قبل مشايخ ووجاهات قبلية موالية تضمن بعضها إطلاق تعهدات من قبيل "توحيد الجزيرة العربية" و"استئصال الإرهاب وتنظيم القاعدة". وقال مستشار الرئيس عبدربه منصور هادي، والممثل لجماعة الحوثي صالح الصماد في كلمة له، إن انعقاد هذا الاجتماع يمثل استمرارا لما أسماها "الثورة الشعبية" التي دشنت في 18 أغسطس المنصرم، مؤكدا أنه لن يتم الانصياع لأية إملاءات خارجية، بحسب قوله.وكانت جماعة الحوثي قد دعت إلى عقد اجتماع قبلي موسع بهدف حشد الدعم للحرب التي يخوضها أتباعها ضد مسلحي تنظيم القاعدة في العديد من المناطق، بالإضافة إلى التأكيد على إمساكهم بزمام الأمور في البلاد كافة، بخاصة العاصمة صنعاء.واعتبرت مصادر قبلية رفضت المشاركة في الاجتماع القبلي الذي دعا إليه زعيم جماعة الحوثي لـ"الوطن"، أن امتناع الكثير من الوجاهات القبلية عن المشاركة في اجتماع أطلق عليه الحوثيون اسم "اجتماع حكماء اليمن"، مثل تعبيراً عن رفض معظم القبائل إذكاء جذوة صراع طائفي في البلاد من خلال تكوين جبهة مساندة للحوثيين في حربهم ضد تنظيم القاعدة. وأشارت المصادر إلى أن من بادروا بتلبية دعوة الحوثي والتوجه للعاصمة للمشاركة في الاجتماع هم بعض الوجاهات القبلية المعروفة بولائها للحوثي، وشاركت في الحروب التي خاضها الحوثيون في المناطق الشمالية من البلاد، وأسهمت في إسقاط العاصمة صنعاء والمناطق المحيطة بها في الحادي والعشرين من سبتمبر الماضي؛ فيما امتنع أغلبية مشايخ القبائل عن الحضور. على صعيد آخر، اغتال مسلحون تابعون لتنظيم القاعدة أمس وأول من أمس، ضابطاً برتبة نقيب في الأمن بمحافظة لحج وآخر جندي في الجيش بمحافظة أبين جنوبي البلاد. وأشارت مصادر محلية وأمنية متطابقة لـ"الوطن"، إلى أن مسلحين يستقلون دراجة نارية فتحوا نيران أسلحتهم صوب ضابط البحث الجنائي بشرطة لحج النقيب المجيدي في مدينة الحوطة، ما أدى لإصابته بعدة طلقات نارية أردته قتيلاً في الحال، كما قتل مسلحان آخران أحد جنود الجيش المرابطين بنقطة عسكرية بمديرية المحفد بعدما أطلقا نيران أسلحتهما صوبه خلال مروره في الشارع العام. إلى ذلك، تعرضت خطوط نقل الطاقة الكهربائية (مأرب - صنعاء) لاعتداء تخريبي أمس، في منطقة بني الحارث، وأوضح نائب مدير المحطة الغازية للشؤون الفنية المهندس محمد الأبيض أن أحد الأبراج في منطقة بني الحارث تعرض لاعتداء تخريبي تسبب في خروج الدائرتين الأولى والثانية عن الخدمة.