×
محافظة المنطقة الشرقية

نائب رئيس الكنيست يقتحم الأقصى ويمنع المسلمين من دخوله فتح: وعد بلفور جريمة ضد الإنسانية وبريطانيا مطالبة بتصحيح الخطيئة التاريخية

صورة الخبر

يتميز الواقع المبني على الرؤية المدنية، والممارسة النظامية، بأنه واقع يتصل بالفرد مباشرة، ولا يضطر لأن يكون منصاعا لما تقوله الجموع، يطالبه الواقع المدني بالانضباط وعدم إصدار أضرار على الآخرين. وحين نطالب بمثل هذا المناخ تتهم هذه الرؤية بأنها علمانية فرنسية جاءت من الدول الغربية الاستعمارية الإمبريالية، ويذكروننا بقول: «ما لقيصر لقيصر، وما لله لله». غير أن المدنية ضرورة إنسانية معمول بها منذ قدم التاريخ مثله حديث تأبير الشجر عن النبي ــ عليه الصلاة والسلام ــ حين قال كما في الصحيح: «أنتم أعلم بشؤون دنياكم». المشكلة الآن أن الدعاة يتحدثون عن كل شيء تقريبا، ويلوون أي شيء ليكون منسجما مع المشروع والأيديولوجيا، حتى قال الأستاذ عبدالله بن بخيت إن هؤلاء لو أتيتهم بحجرٍ من الحجارة لوظفوه لمشروعهم! مباراة الهلال وسيدني هي عمل رياضي بحت، تحكمه المتعة والتشجيع، فوز الهلال سيكون إنجازا وطنيا، وخسارته ــ إن حدثت ــ ستكون درسا ومسارا للتصحيح والتغيير وابتكار وسائل وحلول جديدة، هذه هي القصة ــ باختصار، الكارثة أن هناك من ضخ في هذا الموضوع وحوله إلى مشهدٍ من مشاهد الولاء والبراء، الكافر والمسلم، الخير والشر، النجاة والسقوط، النور والظلام!، مع أن الموضوع أكثر من عادي. كثير من السعوديين يتمنون فوز الهلال، وهناك من لا يحب نادي الهلال ولا يريده أن يفوز، القصة لا تحتاج أكثر من هذه الرؤية المبسطة العادية، فلا تدخلوا الرياضة بالدين. كلما كانت رؤانا مدنية خف التأزم في الخطاب الإعلامي والاجتماعي، وأي صعود لتسييس وتديين المجالات المحايدة المباحة ــ مثل الرياضة والفنون ــ يخلق دمارا وشوها داخل المجتمع وعلى أطرافه.