×
محافظة مكة المكرمة

..وخط ساخن لاستقبال بلاغات كورونا وإيبولا

صورة الخبر

يقول المثل الشعبي المعروف: (العبد في التفكير والرب في التدبير)، هذا المثل يطالب الفرد بالتفكير في شؤون حياته، والتوكل.. لا التواكل على الله. هذا المثل يقابل باللغة الإنجليزية مثلًا يقول: Man proposes but God disposes. وهكذا فإن تأجير عقولنا أو رهنها عند الآخرين ليفكروا نيابة عنا هو تواكل لا يستقيم مع العقل والمنطق. *** التفكير إذًا هو ما يقود إلى نجاح الفرد في حياته وتحقيق الذات، وليس الاستسلام لأفكار مُسبقة (مُعلّبة)، فمعظم الناجحين هم من ابتكروا طرقًا أخرى استطاعوا بها تقديم شيء جديد لصالح مجتمعاتهم، ولصالح البشرية على الإطلاق، والتفكير هو ديدن معظم العظماء في التاريخ البشري. فالأنبياء فكروا وتدبروا ما حولهم حتى آتاهم الوحي من ربهم؛ فغيّروا العالم من حولهم، وكذلك العقل بالنسبة للعلماء والفلاسفة، فباستخدام عقولهم وتسخيرها بالعلم والبحوث والجهد تمكّنوا من خلاله إضافة مستجدات على العالم غيّرت شكله. *** الأمثلة كثيرة حول إسهامات الفكر والعقل البشري في تغيير مجتمعاتهم، بل وفي تغيير شكل العالم قاطبة، فتوماس أديسون الذي لولا فكره المستنير لما تمتعنا بنعمة الكهرباء، ولعشنا حتى اليوم في ظلام، ولو كان أصغى إلى رأي أساتذته بأنه مشوش، أو لوالده بأنه غبي، أو لمدير مدرسته بأنه لن يرى النجاح في أي مجال، لما شهد العالم الاختراعات المسجلة باسمه والتي تجاوزت ألف اختراع ذات فضل هائل على البشرية.. ومنها المصباح الكهربائي الذي أنار كل بيت، والأمثلة كثيرة ليس هنا مجالها.. لكن العقل البشري جبّار لو سُخّر لما فيه صالح البشرية. *** كل هؤلاء العلماء لم يركنوا للدعة والاستسلام، ولم يؤجروا عقولهم لغيرهم يتصرفون فيها نيابة عنهم، أكثرهم لم يستسلم للواقع وكسروا الأصنام داخل أنفسهم، والتي كانت تُمثل الأثباط والامتثال إلى الجمود والركون إلى الدعة والاكتفاء بالاستماع إلى أصوات الآخرين.. دون الحاجة إلى إمعان التفكير واستخدام المنحة الإلهية المتمثلة في العقل البشري، أو الجمود والنظر إلى الماضي دون التفكير في المستقبل، فهذا شكل من أشكال الغباء الوراثي الذي تصفه حكاية "العلماء والقرود الخمسة" المشهورة. *** نحن نفعل في الواقع العملي ما فعله القرود عندما قلّدوا كبيرهم دون أن يعرفوا لماذا فعل ما فعله، فنحن نكرر نفس الروتين خوفًا من أن نُغيِّر أنفسنا وطريقة تفكيرنا، مع أن سنّة الله هي التغيير! يقول الله تعالي: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ) البقرة: 170. *** إن التطلع للآخر كقدوة لا يعني إلغاء شخصيتنا، وأن نُصبح صورة كربونية باهتة عن الأصل، فيجب على الإنسان ألا يبخس قدره ويلغي مواهبه، بل أن يعمل على تنميتها واكتشاف قدراته الذاتية، فالذين لا يستخدمون عقولهم ويرهنوها عند غيرهم؛ يملون عليهم ما يفعلون.. وما لا يفعلون، ويكتفون بالتلقي والاستقبال بدلًا من التفكير والإبداع.. أولئك لن يحطموا أصنام الجهل والتخلف والانقياد للقطيع. * نافذة صغيرة: (هناك شيئان لا حدود لهما... العلم وغباء الإنسان). أينشتاين nafezah@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain