القاهرة_من شادية الحصرى لقد كان لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة أن تنشئ اليوم العالمي للمدن الفضلُ في تعيين موعد سنوي يتيح لنا أن نحتفل بأحد أعظم الإبداعات البشرية وأشدها تعقيدا. ويعد هذا اليوم الجديد إحدى ثمرات معرض شنغهاي لعام 2010 الذي تدارس فيه المجتمع الدولي أفضل الممارسات والمفاهيم الحضرية من جميع أنحاء العالم. ولعله من المناسب أن تستضيف شنغهاي الحدث الرئيسي لتدشين هذا اليوم الجديد من أيام الأمم المتحدة. ويُبرِز موضوع هذا الاحتفال الأول باليوم العالمي للمدن المنظم تحت شعار ”قيادة التحولات الحضرية“، القدرة الريادية التي تتسم بها المدن. ففي عالم يقطن أكثر من نصف سكانه في المناطق الحضرية، فإن المستقبل البشري سيتبلور في المناطق الحضرية بصورة رئيسية. فمن واجبنا الحرص على أن يتم التوسع الحضري على الوجه الأسلم، وهذا يقتضي العمل على خفض انبعاثات غازات الدفيئة، وتعزيز القدرة على التكيف، وتأمين الخدمات الأساسية كالمياه وشبكات الصرف الصحي، وتصميم الشوارع والأماكن العمومية على نحو يكفل الأمان للجميع. ذلك أن المدن التي تيسِّر إمكانية العيش فيها ضرورية لا للسكان الحضر فحسب، وإنما هي ضرورية أيضا لتوفير حلول لبعض الجوانب الرئيسية للتنمية المستدامة. وهذا اليوم هو أيضا مناسبة للتنويه بمساهمات محافظي المدن وغيرهم من قاداتها. ويتطلب التحول الحضري الإرادة السياسية والقدرة على التنسيق بين العديد من الأطراف الفاعلة والجهات المعنية. والمحافظون هم اللسان المعبر عن اهتمامات مواطنيهم وهم يضطلعون بدور مركزي في تشييد مدن محكمة التخطيط وتحويلها إلى آليات لتحقيق الازدهار والابتكار بمشاركة الجميع. وسيلتئم المجتمع الدولي في عام 2016 بمناسبة مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للإسكان والتنمية الحضرية المستدامة (الموئل الثالث). فلنعمل ونحن نتدبر مستقبلنا الحضري على اغتنام جميع الفرص التي تتيحها المدن لرسم خطة حضرية جديدة قادرة على إحداث التغيير المنشود.