أبرز معالي وزير الحج الدكتور بندر بن محمد حجار مكانة المملكة العربية السعودية المتميزة ضمن منظومة شعوب ودول العالم بفضل سياستها وعلاقتها ذات النهج القوي والمترابط مستندة في ذلك على قاعدة راسخة تراعي الوسطية وتأصيل مبدأ الحوار والعدل والمساواة في مختلف شؤونها. وقال معاليه في كلمة بمناسبة ذكرى اليوم الوطني الثالث والثمانين للمملكة: إن المواطن السعودي يتواصل مع حدث لا ينساه التاريخ كيف لا وقد اعتمد مسمى المملكة العربية السعودية على هذا الكيان الكبير الذي كان فيما قبل ممزقاً تتناحر فيه القبائل ولما قيض الله على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود -رحمه لله - أخمد الفتن وجمع القلوب تحت راية التوحيد.. حيث استطاع تحقيق أول وحدة تاريخية في الجزيرة العربية وذلك استنادا على ما يحض عليه الدين الإسلامي ووفق مقتضى الوسطية والعدل والاعتدال فاستتب الأمن والاستقرار. أن ما تحقق وما يزال يتحقق من إنجازات عظيمة تشهدها المملكة في مختلف المجالات بقيادة راعي نهضتها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - يعد مفخرة تستحق الإشادة والاسترشاد بها ناهيك أنه أيده الله زعيم عالمي يحمل بين جوانحه وفكره ووجدانه هموم الأسرة والمجتمع الإنساني قاطبة وليس بمستغرب أن يولي وطنه جل عنايته ورعايته ويبرز ذلك بوضوح من خلال ما يشهده الوطن العزيز من أقصاه إلى أقصاه على مختلف الصعد الحيوية وبخاصة جهة التعليم العام وفتح الجامعات في معظم مدن المملكة والابتعاث للطلاب والطالبات لمختلف أنحاء العالم وتفعيل لغة الحوار والتواصل البناء مع الآخر. إن توسعة الحرمين الشريفين وإيجاد قطار المشاعر وتطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة واستكمال جسر الجمرات وتواصل تنفيذ مشروع قطار الحرمين في مقدمة المشاريع التنموية والحضارية التي تفاخر بها قيادة المملكة دول العالم وتحمل رسالة شرف ونبل مقصد لرعاية شؤون ضيوف الرحمن والتسهيل عليهم أداء نسكهم حيث يتم تنفيذ هذه المشاريع وفق أحدث المواصفات التقنية وقد ترتب على ذلك زيادة إقبال المسلمين للقدوم إلى الديار المقدسة لأداء نسك الحج وكذلك العمرة على مدار العام بما يقدر سنوياً بنحو ستة ملايين مسلم يتم استقبالهم معززين مكرمين وتوفير احتياجاتهم وكأنهم بين أهليهم وذويهم وفي أوطانهم ونحن نتشرف بهذه الخدمة المتوارثة القديمة قدم التاريخ التي نعتز بها كل الاعتزاز ملكاً وحكومة وشعباً. إن وزارة الحج حققت ضمن منظومة مرافق الدولة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز قفزات نحو الحضارة والتقدم على مستوى المشاريع التي شيدت في مكة المكرمة والمدينة المنورة أو المشاعر المقدسة والتي استطاعت أن تنال تقدير وإشادة العالم بأسره بتوفير كل ما يحتاجه حجاج بيت الله الحرام من خدمات ومضاعفة الجهود بما يضمن بمشيئة الله تعالى أداء نسكهم بكل يسر واطمئنان حيث تستقبل المملكة في كل عام أعداد غفيرة من كافة أصقاع المعمورة وتجعلهم يتفيأون ظلال هذه الخدمات والاستعدادات التي رصدت من أجلها المبالغ الطائلة وسخرت لها السبل وأزيلت أمامها العقبات لتجني بعدها كل الشكر والتقدير بعد أن تغادر هذه الأفواج إلى بلادها بعد أداء نسكهم وانتهاء رحلتهم الروحانية عبر المشاعر المقدسة . واضاف إن وزارة الحج اتخذت من سياسة خادم الحرمين الشريفين في تأصيل ثقافة الحوار والشفافية مع الشعوب خارطة طريق لتلبية رغبات ومتطلبات مختلف الجنسيات المتعددي الثقافات عبر هذا التجمع الروحاني "الحج" الذي تديره المملكة بكل كفاءة واقتدار في كل عام حيث يعد كل فرد من أفراد وزارة الحج موظفاً أو قيادياً أهلاً للمسؤولية وشريكًا في تنويع الخدمة المقدمة التي يراعى فيها الكفاءة والجودة لضيوف الرحمن بالتعاون مع جميع الجهات العاملة وذات العلاقة بأعمال وزارة الحج ضمن الرؤيا الراسخة والمتمثلة في أن يكون أداء الحج و العمرة والزيارة سهلا وميسراً لكل مسلم وتتوفر فيه السكينة والطمأنينة والأمن والسلامة التي تحقق له الراحة النفسية وتمكنه من أداء عبادته بيسر وسهولة مع الحرص على أن تكون رحلة الحج أو العمرة أو الزيارة ذكرى رائعة وأن تكون الانطباعات والصورة الذهنية التي يكونها ضيف الرحمن عن المملكة في أجمل صورة ممكنة ، مع العمل على تحسينها بتقديم أفضل الخدمات له عند وصوله وإزالة ما يكون قد لاقاه الحاج من متاعب في رحلة حجه عند مغادرته ليعود إلى بلاده وهو يحمل أطيب الذكريات عن المملكة وعن رحلة حجه. وقال إن ذكرى اليوم الوطني للمملكة يوم يستذكر فيه عطاءات الأجداد ومنجزات الوطن منذ تأسيسه على يد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه اعتزازاً وفخراً بما حققته المملكة في مسيرتها التنموية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والعلمي والثقافي وأنه في عهد حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود -حفظ الله- تضاعفت المنجزات في كل المجالات وعمّ الاستقرار والأمان والتنمية كافة المجالات وتميز هذا العهد الزاهر بالازدهار الاقتصادي الذي طال ربوع المملكة وأصبحت بتوفيق الله تعالى مضرب المثل في التنمية الشاملة والعناية بالمواطن. وفي هذا العهد الميمون شهد التعليم نهضة منقطعة النظير بدءاً بالتوسع في تعليم المرأة لتصبح عموداً من أعمدة البناء والتشييد في وطننا الغالي ومروراً بمضاعفة عدد الجامعات والمؤسسات التعليمية وفتح باب برنامج الابتعاث الخارجي الذي يعد واحداً من أضخم البرامج على مستوى العالم وقد جاء هذا البرنامج استكمالاً للنهضة العلمية التي تعيشها المملكة وتحقيقاً لرؤية الانفتاح على العالم والاستثمار في عقول وسواعد أبناء الوطن ونشر التعليم وتعميمه في كافة مناطق المملكة وتأهيل الشباب للدفع بعجلة التنمية نحو الأمام وفي مجال الصحة تأسست عشرات المستشفيات والمراكز الصحية في مختلف المحافظات تنفيذاً لرؤية خادم الحرمين الشريفين بتقريب الخدمات من المواطنين أينما كانوا وتم توفير أرقى الخدمات الطبية للمواطن والمقيم ولأبناء الدول الإسلامية بل ومن كافة دول العالم. لا ينسى العالم ما تقدمه المملكة للدول المنكوبة من مساعدات عينية ومادية للدول المحتاجة وفي المجال الاقتصادي تشهد الصناعة تطوراً مطرداً وأصبحت المملكة محركاً ديناميكياً في الاقتصاد العالمي وعنصراً فاعلاً في منظومة التجارة العالمية وأصبح اقتصادها قائماً على المعرفة شأنها شأن الدول العظمى وجهزت بيئة ملائمة للاستثمار ووفرت الراحة والرفاهية للمواطن والمقيم على حد سواء. إن الاحتفال باليوم الوطني يعزز الانتماء لهذا الوطن المعطاء ويحفز على مواصلة العطاء نحو الارتقاء بأبنائه وبأمتنا الإسلامية لتبقى المملكة منارة يشع منها نور الإسلام ورمزاً للفخر والاعتزاز لكل مسلم في العالم ونسأل الله تعالى أن يديم علينا نعمه ظاهرة وباطنة وأن يحفظ وطننا وأمتنا وأن يديم علينا الرخاء والرفاهية والتقدم والازدهار وأن يكلل جهود الملك المفدى وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله بالمزيد من التوفيق لكل ما يحبه الله ويرضاه.