ذات يوم مقبل سوف ننجو، ونعبر النفق الطويل، وحتى ذلك الحين سأحتضن حلمي وأركض. هذا ما قالته عندما استيقظت وهي بالكاد ترى جذورها البعيدة، قبلت كل الخسارات لكنها لا تعلم أن الخبرات تحتاج إلى كثير من الوقت لإدراكها، في اضطراب خطواتها تخفق أشواق محتجزة وأغان مرتعشة أوانها معقود بالخروج من هذا الباب. تريد استعادة إنسانيتها وحواسها الضائعة. ستقفز الجدار الطويل، وتفتت المسافات جريا خلف السحاب، لسعت وجهها الريح المحملة بالغبار فأدارت وجهها. تلفتت حولها. هناك صحو يكاد، صحو ملتبس، تكاثف كإعصار ثم هب بكل عنفوان، موقظا حلمها الغافي، أمام شاشة الفضائية طوت قدميها تحتها، وراحت ترقب باهتمام حركة الحياة في سيان وهي تحول التاريخ». فصل من رواية «دحرجة الغبار».