إيهاب مشاط - نائب الغرفة التجارية في مكة المكرمة لا أجد مبررا منطقيا في قصر بعض المحسنين تبرعاتهم الخيرية على صور نمطية معتادة، متناسين أن مجالات فعل الخير واسعة جدا ولا تقتصر على جزئيات محددة، لذا فعلى الجهات التي تعنى بالأعمال الخيرية إعداد خطط منهجية مدروسة، أهدافها بعيدة المدى، أبعد من توفير الحاجات الآنية، بحيث تعين الفقراء القادرين على العمل والتكسب، حتى يستغنوا عن أخذ الصدقات، بل ربما يأتي يوم فيصبح بعضهم من ذوي الأموال، فيعطي من زكاة ماله بعد أن كان يأخذ، فالعطاء أكرم وأعز للنفس من الأخذ، وهذا يحتاج إلى تخطيط وتنظيم، ويحتاج إلى تنسيق فيما بين المراكز والمؤسسات والجمعيات الخيرية حتى تتكامل أدوارها وتتنوع أنشطتها، لا أن تتكرر، فنحن بحاجة إلى تنويع العمل الخيري بل والابتكار فيه، حتى يشمل جميع الجوانب الحياتية والحاجات المادية والمعنوية، فهناك من يحتاج إلى بيت يؤويه، بيت بسيط ولكنه يليق بحياة الإنسان، فلو أن جهة أو أكثر تبنت هذا المشروع أو الوقف الخيري من أصحاب الأموال والأثرياء ورجال الأعمال والتجار وغيرهم، فأصحاب الأموال عبادتهم الأولى بعد أداء الفرائض الإنفاق في سبيل الله في أوجه الخير الكثيرة.