أكد رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد بالمملكة العربية السعودية (نزاهة)، محمد بن عبد الله الشريف، ضرورة أن يتكاتف الجميع لإعادة النقاء لمجتمعاتنا وتطهيرها من الفساد، مؤكدا أن هذا ما اتجهت إليه دول الخليج بعد أن تزايدت مظاهر الفساد في كل المجتمعات الدولية بدرجات متفاوتة. جاء ذلك خلال كلمته بندوة «دور البرامج التوعوية في تعزيز النزاهة» التي افتتحت فعاليتها صباح اليوم بمقر الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي، بمشاركة رؤساء وممثلي الأجهزة الحكومية المعنية بمكافحة الفساد بدول المجلس، إذ رحب الشريف بالحضور، وانضوائهم تحت مظلة مجلس التعاون في هذه الندوة، وتمنى لهم التوفيق وسداد الخطى في الاجتماع. وعدد رئيس «نزاهة» أسباب نشأة الهيئة، قائلا: «لست في حاجة إلى تكرار القول بأن الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد في المملكة العربية السعودية قد تأسست بإرادة سياسية عليا بهدف حماية النزاهة ومكافحة الفساد، وهو ما اتجهت إليه بلداننا بعد أن تزايدت مظاهر الفساد في كل المجتمعات الدولية بدرجات متفاوتة، وانتشرت نماذج مؤرّقة منه صارت تقضّ مضاجع المخلصين من المسؤولين بعد أن تساوى في شبهاته الصالح والموبوء في المؤسسات العامة والأهلية، وصار لزاما على الجميع أن يتكاتف للمحافظة على إعادة النقاء لمجتمعاتنا وتطهيرها من درون الفساد». وأضاف: «لست بحاجة لتأكيد أن هاجس بلداننا كلها ومن دون استثناء هو في تنقية سمعتها من الشبهات مهما صغرت أو ضخّمت، وأننا في هذه الهيئات لن يهنأ لنا بال حتى نحقق المقاصد التي تطمح إليها القيادات في بلداننا من وراء إنشائها، وسنكون في غاية السعادة أن تتحد الرؤى والأفكار، فلقد كانت الدوافع من وراء هذه اللقاءات التي بادرت هذه الهيئة للدعوة إليها ورسم أهدافها، هو الشعور المشترك بأن ظروفنا متقاربة، وبأن مشكلاتنا متشابهة، وعلينا أن نستفيد من تجاربنا ونتبادل خبراتنا لأننا نحارب عدوا واحدا وفي جبهات متماثلة السمات، وكنت قلت في مناسبة سابقة بأننا نتطلع إلى اليوم الذي ينتفي فيه بإذن الله الغرض من تكوين هذه الهيئات، ويشيع في بلداننا ما عهدناه فيها من عراقة الطهر وأصالة النقاء». وأكد أن الفساد ما زال يخيم على الكثير من القطاعات المهمة في كثير من البلدان قائلا: «رغم الجهود الكبيرة المشهودة، التي تبذل في مجال مكافحة الفساد عالميا وعربيا وإقليميا، ومن قبل المنظمات الدولية، ومن المخلصين في بلدانهم، فما زال شبح الفساد يُخيّم على قطاعات مهمة من قطاعات التنمية في كثير من البلدان، ويحول دون وصول دماء الاقتصاد إلى شرايين الحياة فيها، وما زال هناك من يستأثرون بحقوق غيرهم ويستحلّونها لأنفسهم، متناسين واجباتهم الدينية والوطنية والإنسانية في ظل غياب مؤكّد لضمائرهم». وعدّد الشريف أوجها من إنجازات الهيئة قائلا: «لا أودّ أن أطيل عليكم في استعراض ما حققناه في الزمن الوجيز لإنشاء هذه الهيئة وهي إنجازات تعرضها الإصدارات المطبوعة، لكنني أود أن ألفت الانتباه بوجه خاص إلى نماذج منها، وفي مقدمتها برامج التدريب، وإسهامات مؤسسات المجتمع المدني في صون النزاهة، وإنشاء نوادي (نزاهة) للانخراط في العمل التطوعي بين طلاب الجامعات، ووضع مشروع نظام لحماية المال العام، واستكمال إصدار اللوائح التنظيمية، ووضع رؤية للتعامل مع الإعلام التقليدي والحديث، ومتابعة تفعيل حساب إبراء الذمة للراغبين في مراجعة ضمائرهم وتنقية أنفسهم من شوائب شبهات الفساد وممارساته، وهي وغيرها من التجارب التي يسرنا أن نعرض المزيد عنها على هامش الندوة لمن يطلبها». وأكد ضرورة أن يحدث تكاتف بين دول المجلس لتقريب التشريعات وتجانسها، قائلا: «انسجاما مع رسالة مجلس التعاون لدول الخليج العربية الرامية إلى السعي لتقريب التشريعات وتجانسها وتهيئتها لغرض الاندماج والتوحيد، وتحقيقا لأهداف الاتفاقية الدولية لمكافحة الفساد، ومراعاة لأهداف هذه الندوة المخصصة للبحث في (دور البرامج التوعوية في تعزيز النزاهة) فإن أمامنا الكثير من الفرص المشتركة والمتماثلة التي تصبّ في هذا الاتجاه، مما يستلزم عدم تكرار الجهود وازدواجيتها، وهي ما نرجو أن يتجه اجتماعنا الإقليمي هذا لاستكشافها، ونشعر بوجه خاص بأن من أوجب هذه الفرص وأكثرها تشابها هي سبل التوعية والدعوة والتربية والتثقيف والإرشاد، واستخدامات وسائل التواصل الاجتماعي في الوقاية من شيوع الفساد، وهي السبل التي خصصتم لها موضوع هذه الندوة، وينبغي أن تحتل مكانة موازية في هيئاتنا لجهود التحرّي عن مواطن الفساد وتعزيز النزاهة، وأن يسفر هذا اللقاء عن مقترحات وتوصيات محددة في هذا الاتجاه». وأنهى رئيس الهيئة كلمته مرحبا بالضيوف مرة أخرى قائلا: «أجدد الترحيب بكم، وآمل أن يعود لقاؤنا هذا على بلداننا ومجتمعاتنا بما يفيد ويساعد في خدمة الرسالة والغايات السامية لمؤسساتنا وهيئاتنا، والله من وراء المقاصد». رابط الخبر بصحيفة الوئام: رئيس «نزاهة»: علينا جميعا أن نتكاتف لإعادة النقاء لمجتماعتنا