تعيش المرأة بين نقيضين، قمة التفريط، وقمة المغالاة؟ يعني ضاعت الوسطية، وانعدمت الواقعية، فقد أصدرت المحكمة العامة بمدينة الشقيق بجازان، حكمًا بالتفريق بين زوجين، بعد 25 عامًا من الارتباط، بسبب رسالة جوال أرسلها الزوج لزوجته يخبرها فيها بأنها طالق، وهو الطلاق الثالث والأخير الذي وقع بينهما، وحتى بعد أن أبدى الزوج ندمه أمام قاضي المحكمة، معترفًا أنه أرسل الرسالة في ساعة غضب، إلا أن القاضي رد على الزوج بأن زوجته قد بانت منه بينونة كبرى ولا يحل له العودة إليها إلا بعد أن تنكح زوجًا غيره نكاح رغبة لا نكاح تحليل وأن عليها العدة. بالمقابل، طعن مسافر خليجي، موظفًا في جوازات منفذ الرقعي، الحدودي مع دولة الكويت، بعد أن كشف الموظف غطاء لاصق، عن صورة زوجة المسافر في الجواز للتأكد منها، وتم نقل موظف الجمارك إلى المستشفى فيما تم توقيف المسافر، وقال المتحدث باسم شرطة المنطقة الشرقية، جرى إسعاف الموظف المصاب ونقله إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم، وغادره بعد ذلك، فيما تم توقيف المسافر لإجراء التحقيق، والسبب أن الموظف بدأ بإزالة الغطاء الذي وضعه المسافر على صورة زوجته في الجواز ليمنع من رؤيتها، عندما طلب الموظف إزالة اللاصق، ثار المسافر وطعنه. قمة التناقض في التعامل مع المرأة، وكلاهما تصور استهانة الرجل بالمرأة، والمسافة التي تحول بيننا وبين التعامل الراقي والمتزن معها؟ فالأول يطلقها برسالة مجانية، أو حتى لا تسوى شيء مجرد 6 هللات، ليقوض بها عش الزوجية الذي ظل يبنيه مع زوجته ربع قرن؟ أين الوفاء؟ وأين الندية؟ وأين الإحسان؟ وأين التفاهم؟ ويا ليت القاضي لم يعاقبه بالتطليق فحسب، بل أيضًا بالسجن التعزيري على تعمد إهانة المرأة التي صبرت عليه ربع قرن. والثاني يشرع في قتل شرطي اطّلع على صورة زوجته، والصورة موجودة في الجواز، وليست محرمة، والضابط يقوم بواجبه بالتأكد عن هوية المسافرة، ربما لعدم وجود نقطة تفتيش نسائية هناك، وهي مجرد صورة فيها اختلاف حول الحكم الشرعي، ومع ذلك كان جزاؤه الطعن، هل هذا حب؟ أم جنون؟ أم غيره؟ أم كل الثلاثة؟!. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (100) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain