فماذا يعني أن يُخطئ الطبيب، ويميل قليلًا بمشرطه فيقطع شريانًا، أو مصرانًا، أو حتى عصبًا؟ ماذا يعني إن اشتبه الأمر عليه، فالشرايين متشابكة، والمصارين متعاركة، والأعصاب متهالكة؟! يحلم ذوو القتلى في (ساحات العمليات) بأن لجان التحقيق حين تكتشف أن الطبيب الذي أجرى العملية الجراحية ليس جرَّاحًا، أو ربما كان طبيبًا بيطريًّا، أو ليس طبيبًا من أصله! ماذا يعني أن ينسى طبيب قطعة شاش في بطن مريضة، حتى وإن كانت قطعة كبيرة، ماذا يعني.. مترين.. ثلاثة، كسوة كاملة؟ عااااادي يا ناس عادي، حمدًا لله أنه لم ينسَ إحدى الممرضات، أو صحن الأدوات، شاش يا ناس، لماذا يتحفظ عليه، والصحف تصوّر، و(المدينة) تستنكر وتنشر؟! أليس الطبيب بشرًا، وجلّ مَن لا يخطئ؟ لماذا نُمرِّر خطأ المعلّم في تفسير كلمة الطارق بأنه اسم من أسماء يوم القيامة، ونُمرّر خطأ الحَكَم في إلغاء هدف صحيح، وخطأ العبث في مكوّنات مياه الشرب، وأخطاء المذيعين، وفضائح إملاء المُغرِّدين المشاهير، ونأتي على ضعف الأطباء (ونتصدّر)، وكل تلك الأخطاء مجرد أخطاء مهنية؟! وعمَّ سيسفر التحفظ والتحقيق، أو حتى المقاضاة مثلاً؟! هل سيعامل بمبدأ (الجروح قصاص)؟ هل لو اكتشف أن الطبيب من نوعية #هلكوني ذوي الشهادات مدفوعة الثمن؟ هل ستفتح (كرشه) وتزرع شهادته، وعقد عمله، ويقطب الجرح عليهما؟ هل سيسمح بإجراء عملية جراحية لجرّاح مزيف (ما فيش حد أحسن من حد!). طريقتنا في التعامل مع الأخطاء الطبية متشنجة، والذي لن يموت بخطأ طبي سيموت بالكمد، والضغط، والسكر الذي تسببه حسرات الخطأ الطبي، ثم أين الإيمان بالقضاء والقدر؟! وأنه لا أحد يموت (ناقص عمر)، وعلينا التعامل مع تعتعة مشرط الطبيب، كما نتعامل مع تعتعة المذيع، و(انبراش) مشرط الجراح في الموضع الخطأ (كانبراش) لاعب على آخر، وصرف دواء بالخطأ كصرف البقال لبضاعة بدل أخرى، أقول هذا بعد مطالعة خبر نسيان طبيب لقطعة شاش في بطن مريضة بعد عملية ولادة قيصرية، واستغفر الله لي ولكم. @511_QaharYazeed lolo.alamro@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (71) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain