×
محافظة المنطقة الشرقية

ولي العهد يستقبل سفراء خادم الحرمين المعينين لدى عدد من الدول الشقيقة والصديقة

صورة الخبر

يُشير معجم "المعاني الجامع" إلى أنَّ "العَيَّار" في اللغة يأتي بمعنى كثير الذهاب والمجيء في الأرض، كما أنَّ "العَيَّار" من الرجال هو من يُخَلِّي نفسه وهواها، لا يردعُها ولا يزجُرُها، و"العَيَّار" بين الناس هو المتحايل المراوغ، وبين الشباب هو الذي يتقن إكساب المواقف طابعاً "كوميدياً" يضحك من يسمعها، مهما كان الموقف حرجاً أو صعباً، وقد لا يوجد طفل في بيت من بيوتنا لم يمارس يوماً "العَيَارة"، فهو قد يدعي المرض لكي لا يذهب إلى مدرسته –مثلاً-، إلاَّ أنَّه ما إن يتم ذكر "الحقنة" أمامه إلاَّ ويقفز من فراشه سليماً معافى معترفاً بعد ذلك بعيارته، كما أنَّه قد يذهب لشراء بعض الأغراض لأمه، إلاَّ أنَّه ما إن يرى حلوى أو غرضاً مُحبَّباً لديه إلاَّ ويشتريه، قبل أن يعود أدراجه إلى البيت بخُفّي حنين مُدعياً أنَّ النقود سقطت منه، بينما قد تفضحه ألوان الحلوى على لسانه أو رائحتها في فمه. ويتقدَّم مفهوم "العَيَارة" ويتطوّر بتقدم السن، ليُصبح حينها معبراً عن "الكوميديا" الساخرة، وظهر حالياً جيل جديد من شبابنا أبرز معنى جديد ل "العَيَارة" بشكل إيجابي فاجأ من خلاله القاصي والداني بكم هائل من الروح المرحة الساخرة المبدعة، حيث حمل هذا الجيل همومه وهموم أقرانه وحوّلوها إلى أعمال إبداعية على مستوى الحياة العامة وعبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، وعلى رأسها "يوتيوب"، ومن هنا يمكن القول إنَّها برزت هنا "خفَّة دم" غير مسبوقة للشباب السعودي، فهل يُعدُّ هذا الظهور جديداً، أم أنَّه قديم ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في بروزه؟. انتقاد لطيف وقال "محمد آل سعيد" –مؤسس قناة ليش يا خي على يوتيوب-: "بدأ برنامج (ليش ياخي) في أواخر العام (م)، وانضم بعد أشهر من انطلاقة القناة عبدالله سعد والمخرج سلطان الزهراني ليشاركا في التأسيس"، مُضيفاً أنَّ البرنامج يهدف إلى تسليط الضوء على التصرفات السلبية وإضافة الحس الفكاهي بانتقاد لطيف تحت كلمة "وعي"، مُبيِّناً أنَّه تمَّ إنتاج موسم كامل من البرنامج، حيث تكوَّن من ثماني حلقات. وبيَّن أنَّ حلقات البرنامج حقَّقت في أقل من عام قرابة ثلاثة ملايين مشاهدة على المستوى الخليجي، و(50) ألف إعجاب، مُشيراً إلى أنَّ التعليقات التي حظي بها البرنامج كثيرة جداً، موضحاً أنَّها كانت تعليقات إيجابية إلى حدٍ كبير، مؤكداً على أنَّ خفة الدم أسلوب لا يمتلكه الكثير، حيث إنَّ من يتصنَّع هذا الحس لا يتقنه، ومن كان على طبيعته نجح فيه، لافتاً إلى أنَّ وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت بشكل كبير في إظهار المواهب وتسليط الأضواء على طاقات الشباب وأفكارهم. كوميديا شبابية وأشار "آل سعيد" إلى أنَّ المواهب كانت مدفونة في الماضي إلى أن ظهرت وسائل التواصل الاجتماعي وانتشرت بشكلٍ كبير، موضحاً أنَّ الكوميديا الشبابية وصلت إلى خارج حدود الوطن وتعرَّف عليها العديد من أبناء شعوب العالم العربي والغربي، مُشيراً إلى أنَّ فن المسرح "ستاند أب كوميدي" قد عاد، مؤكداً على أنَّ هذا الفن المسرحي يُعدُّ تجربة جميلة بالنسبة له، لافتاً إلى أنَّه قدَّم العديد من العروض في المملكة وفي عدد من دول مجلس التعاون الخليجي. وأضاف أنَّ الحس الكوميدي موجود لدى العديد من أفراد مجتمعنا المحلي، مُضيفاً أنَّ "العيارة" تدخل تحت طور "الكوميديا"، بيد أنَّ "الكوميديا" لا تملك هُويَّة معينة، مُشيراً إلى أنَّه لم يفهم كلمة "عيَّار" إلاَّ بعد أن استعان بأحد أصدقائه ليفسِّر له معناها. هموم مشتركة وأوضح "المعتصم طرابزوني" -مستشار مبيعات ركاب في الخطوط السعودية، ومؤسس قناة أنا وهي على يوتيوب- أنَّ برنامج "أنا" يتناول العديد من الهموم المشتركة بين فئة الشباب ذكوراً وإناثاً بطابع انتقادي ساخر، مُضيفاً أنَّه تمَّ إنتاج تسع حلقات من هذا البرنامج، مُشيراً إلى أنَّ آخر حلقه كانت بعنوان "مشهور لا تكلمني"، مؤكداً على أنَّ مجموع ما حصلت عليه الحلقات التسع من مشاهدات بلغ ثمانية ملايين ونصف المليون مشاهدة، كما بلغ عدد الاشتراكات "سب سكرايب" (170) ألف اشتراك. وأكَّد على أنَّ حلقة "قيادة المرأة" كانت أكثر الحلقات مشاهدة، حيث حازت على مليون ونصف المليون مشاهدة، كما حصلت حلقة "التحرش الجنسي" على مليونيّ مشاهدة، مُضيفاً أنَّ الجيل الحالي من الشعب السعودي يُعد منافساً أول في خفَّة الدم للشعب المصري، موضحاً أنَّ ذلك لا يعني أنَّ الجيل السابق لم يكن بهذه الصورة من خفَّة الدم، بيد أنَّ التطوَّر التقني الذي حدث حالياً ساهم في زيادة خفَّة دم الشعب السعودي. ولفت إلى أنَّ "الكوميديا" الشبابية تخطت الحدود إلى حدٍ كبير، مُضيفاً أنَّه سافر إلى مصر والإمارات ووجد أنَّ هناك جمهورا كبيرا يتابع قناة "أنا وهي"، موضحاً أنَّ هذا دليل كافٍ على أنَّ هناك جمهورا من جنسيات مختلفة يحب محتوانا الكوميدي ويفهمه ويضحك منه، مؤكداً على أنَّ الشعب السعودي لا يُعدَّ عياراً، حيث لا توجد هذه الصفة إلاَّ في الأشخاص الذين واكبوا التطوّر. مُبادرة شبابيَّة وأشار "محمد عبدالرحمن النفيسة" -منتج برامج، وصاحب قناة (212) على يوتيوب- إلى أنَّ قناة (212) تُعدُّ مبادرة شبابية بحتة، مُضيفاً أنَّها واحدةً من قنوات "يوتيوب" التي تريد أن تقول بصوت عالٍ إننا قادرون على إحداث التغيير ورسم الابتسامة على مُحيَّا أفراد المجتمع، لافتاً إلى أنَّ "استراتيجية" القناة تهدف إلى تقديم المتعة والفائدة بطابع شبابي معاصر يتسم بالمهنية الإعلامية في الطرح وانتقاء الموضوعات التي تخدم المجتمع. وبيَّن أنَّ هذه التجربة الحديثة جاءت بعد الاتجاه الذي اتخذته برامج "يوتيوب"، إلى جانب سرعة الانتشار وقلة التكاليف المالية، وكذلك مساحة الحرية التي من الممكن أن تكون موجودة بعيداً عن عين الرقابة، و"البيروقراطية" التي تتبعها وسائل الإعلام التقليدية، مُضيفاً أنَّ قناة (212) تنتج اليوم أكثر من أربعة برامج منوعة، منها ما هو أسبوعي وشهري، كبرنامج "سبعة في سبعة" الذي يهتم بالتعليق على أبرز الأخبار التي يتم تداولها في وسائل الإعلام خلال أسبوع. كوادر وطنية وأضاف "النفيسة" أنَّ من بين تلك البرامج أيضاً، برنامج "منشن" الذي يقدم بعض القصص والحكايات الرمزية بهدف التأثير في حياة المتلقي بشكل إيجابي، إلى جانب برنامج "ومضة" الذي يُسلِّط الضوء على الجانب التنموي في المجتمع السعودي، فضلاً عن بعض المقاطع التي تأخذ جانب "الكوميديا" والترفيه، لافتاً إلى أنَّه الآن في طور إنتاج بعض الأعمال "الدرامية" و"الكوميدية"، حيث يتم العمل على سلسلة من المسلسلات والأفلام التي يثق بأنَّها ستجد القبول في المجتمع، لا سيَّما وهي تطرح مواضيع تهم الشارع السعودي وبكوادر وطنية شابة. ورأى أنَّ وسائل التواصل الاجتماعي أفرزت جيلاِ مبدعاً ومتميزاً من خلال تقديم أُطروحات بناءة بطابع غير تقليدي بعيد عما نشاهده في برامج وأُطروحات القنوات التلفزيونية التقليدية، مؤكداً على أنَّ هذا أمر مهم جعل برامج الإعلام الجديد محل استقطاب المشاهدين، كما أنَّها أفرزت جيلا ينافس كبار الفنانين والإعلاميين، موضحاً أنَّ عدد برامج "يوتيوب" المنتجة محلياً بلغ أكثر من (250) برنامجا، بنسب مشاهدة وصلت إلى مئات الألوف. خفَّة دم وأوضح "النفيسة" أنَّ آخر إحصائية صدرت من قِبل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية تشير إلى أنَّ السعوديين يشاهدون يومياً أكثر من (90) مليون مقطع على "يوتيوب"، وأنَّ أكثر من (60%) منهم يمتلكون أجهزة هواتف ذكية، لافتاً إلى أنَّ جانب الترفيه و"الكوميديا" موجود لدى السعوديين منذ زمن بعيد، مؤكداً على أنَّ وسائل الإعلام الجديد ساهمت بشكل كبير في انتشار هذه "العيارة" وخفة الدم بشكل واضح وجلي بين أفراد المجتمع المحليّ. وأكَّد على أنَّ "الكوميديا" السعودية خرجت من الحدود الداخلية إلى العالم الخارجي، موضحاً أنَّ هذا الأمر أصبح واضحاً جداً، خصوصاً على نطاق دول مجلس التعاون الخليجي، مُشيراً إلى أنَّها أصبحت تستقطب عددا كبيرا من مشاهير الإعلام الجديد وتضع لهم بعض البرامج والفعاليات في مناسباتها المختلفة بهدف استقطاب الجمهور، مُبيِّناً أنَّ الحكم ما يزال صعباً على المستوى الغربي، لا سيَّما أنَّ الاهتمامات مختلفة ومتغيرة، إلى جانب أنَّ بعض الموضوعات الكوميدية التي يتم طرحها في مجتمعنا قد لا تصل للغرب بسبب اختلاف الثقافات. ولفت إلى أنَّ مسألة إدخال السرور على الناس ليست بالأمر السهل، موضحاً أنَّه بإمكان أحدهم أن يدخل الحزن في نفوس النَّاس، أمَّا إضحاكهم فهو أمر صعب، مُبيِّناً أنَّ الأمر المهم هو أنَّ هناك شبابا سعوديا ظهر في الفترة الأخيرة قادرا على رسم الابتسامة، سواءً عبر الشاشات الصغيرة أو من خلال بعض الأنشطة والفعاليات المجتمعية، داعياً إلى منح منتجي البرامج الشباب في الإعلام الجديد الفرصة لتقديم إبداعاتهم ومواهبهم وأفكارهم في القنوات التلفزيونية، وتقديم الدعم والميزانيات لهم. مواهب مدفونة وبيَّن "محمد علي ماهر" -مدير نادي جدة للكوميديا- أنَّ الشعب السعودي شعب مُحب للكوميديا، كما أنَّه صانع لها، مُشيراً إلى أنَّ ذلك لم يبد عليه بشكلٍ جليّ حتى ظهرت وسائل التواصل الاجتماعي وانتشرت، موضحاً أنَّها يسّرت مشاركة المواقف والتعليق عليها وابتداع فنون وموضوعات تساير هذه الروح المفعمة بالكوميديا، مُضيفاً أنَّ نادي جدة للكوميديا بدأ نشاطه في نوفمبر من عام (2012م)، لافتاً إلى أنَّه أُنشئ على أساس أنَّ هناك كثيرا من المواهب المدفونة التي تحتاج لمن يكتشفها. وأضاف أنَّ العاملين بالنادي يعملون تجارب أداء لمن لديهم مواهب "كوميدية" ويعملون على تحكيم أدائهم من خلال لجنة من المُحكّمين المتميزين ممَّن يهدفون إلى تقديم أبرز المواهب للمعنيين بالكوميديا من العاملين في المجال الفني، موضحاً أنَّ لجنة التحكيم تضم لعضويتها عددا من النجوم في هذا المجال، ومنهم ياسر بكر وخالد عمر وتامر الحازمي وبدر صالح، مؤكداً على أنَّ تجارب الأداء مجانية، كما أنَّها لا تخضع لعدد محدد، وذلك بعكس العروض الرسمية التي يقدمها النادي بواقع (20) عرضاً مسرحياً "كوميدياً" في العام.