في ظل ما تعيشه بلادنا - ولله الحمد - من نعمة الأمن والاستقرار، لم نعرف أبداً ما يُـسمى بحالة الطوارئ، وندعو الله تعالى أن يستمر جهلنا بتلك الحالة بأن يُـدِيمَ على وطننا الأمن والأمان. ولكن الأسبوع الماضي عاش الوسط الإعلامي، خاصة الرياضي منه ما يُـشبه حالة الطوارئ؛ أما السبب فمشاركة نادي الهلال في نهائي البطولة الآسيوية لأندية كرة القدم! فقد تمّ تَـجْـيـيش الكثير من وسائل الإعلام بقنواتها التلفزيونية والإذاعية والصحفية لهذا الغرض، إضافة لمواقع التواصل الاجتماعي، بل حتى الرؤى والأحلام وتفسيرها دخلت إلى تفاصيل اللعبة!! وليت الأمر توقف عند هذا الـحَــدّ، ولكن أُقْـحِـمَـتُ (الوطنية) الى تلك الساحة، وكذا الـدّعاء والــدّين؛ فهناك من لبس جلباب الفتوى ليدلي بدلوه في هذا الميدان، لِـتتوالى ردود الأفعال بعدها بين مؤيد ومعارض!! ياسادة ياكرام لا اعتراض على التشجيع الرياضي والتفاعل مع تلك البطولة ومناصرة هذا الفريق أو ذاك؛ بشرط أن يبقى ذلك في حدود العقل والمنطق بعيداً عن الجنون والتعصب؛ فالوطنية أسمى من أن تُـخْـتَـزل في كُـرة أو مناصرة فريق لها، وديننا أجلُّ وأعظم شأناً من أن نعرضه على تلك الأمور الهامشية! وهنا سيأتي مَـن يرفع صوته بأن الرياضة أصبحت صناعة وتجارة، وليست هامشية أو للترفيه، وأقول: (نعم)، ولكن عند أولئك القوم الذين يؤمنون بذلك ويمارسونه على أرض الواقع، ويكسبون من ورائه؛ أما عندنا فالرياضة وكرة القدم تحديداً أصبحت ميداناً لهدر الأموال التي يتنافس على ضَـخّـها رؤساء الأندية وأعضاء شرفها والشركات الراعية لها دون أدنى فائدة تعود على الوطن وشبابه!! فتلك المليارات لم تفتح مجالات العمل للشباب، ولم تجلب الاستثمارات للوطن، ولم تقدم برامج تؤكد ما تحمله لافتات تلك الأندية بأنها رياضية ثقافية اجتماعية! فالمنتفعون قلة قليلة من اللاعبين، وبعض الإعلاميين الذين ببرامجهم وكتاباتهم أوقدوا نيران التعصب الجماهيري، وزادوا من مساحات الفرقة بين أبناء الوطن! وأخيراً يا أولئك أنفقوا على الكرة ما شئتم وشجعوا واهتفوا كما تريدون، وحققوا ذواتكم من خلالها، ولكن أرجوكم أبعدوا عن الوطنية والـدّين! aaljamili@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain