×
محافظة مكة المكرمة

الخدمة المدنية تعلن ترشيح 123 متقدمة للوظائف التعليمية و17 لمطابقة بياناتهن

صورة الخبر

لندن: محمد رُضا وُلد جايك جيلنهال سنة 1980 ولعله كان محظوظا منذ ولادته لأن والديه كانا في «بزنس» السينما منذ البداية. والدته ناوومي فونر كتبت وأنتجت أفلاما وفي هذا العام سنرى لها أول فيلم من إخراجها، وهو «فتيات جيدات جدا» Very Good Girls مع إليزابيث أولسن وداكوتا فانينغ وديمي مور في البطولة. والده هو ستيفن جيلنهال، الذي كتب وأخرج عددا من الأعمال خلال عقدين أشهرها «خسارة إيزايا» (2005)، وآخرها «جذور النبات» الذي عرض في العام الماضي. طبعا شقيقته هي ماجي جيلنهال التي تنتقل حاليا بين السينما والتلفزيون في نشاط دائم. يحمل جايك ملامح أمه اليهودية أكثر من ملامح أبيه المسيحي، لكنه نشأ في عالم واحد من الألفة ربما هي السبب في ذلك الهدوء المنساب إليه كلما ظهر على الشاشة حتى في فيلم حربي مثل «جارهيد»، أحد تلك الأفلام التي انتقدت الحرب الخليجية. انطلقت شهرته عندما قام، سنة 2005، بالمشاركة ببطولة فيلم «بروكباك ماونتن» الذي هتف له المثليون كونه، بالنسبة إليهم على الأقل، الفيلم الرئيس الأول الذي حفل بعواطفهم واختياراتهم. لكن البطولة وجايك جيلنهال اقترنا معا قبل ذلك؛ فهو قاد بطولة «مونلايت مايل» و«اليوم التالي لغد» قبل «بروكباك ماونتن»، وإن لم يحقق فيهما أي نقاط عالية. بعد ذلك الفيلم، الذي رشح عنه لأوسكار أفضل ممثل مساند، لكنه خسر الجائزة ولو أنه فاز في عام 2006 وعن الفيلم نفسه بجائزة «البافتا» البريطانية كأفضل ممثل مساند أيضا، شارك غوينيث بولترو وأنطوني هوبكنز بطولة «برهان» (2005) واستعان به سام مندس لبطولة «جارهيد» ثم غاب عاما، وحين عاد كان أحد أبطال «زودياك» (2007) الذي أخرجه ديفيد فينشر وشارك بطولته مارك روفالو وروبرت داوني جونيور وأنطوني إدواردز. مهنته منذ ذلك الحين هي أيضا هادئة. معظم اختياراته من النوع الذي لا يحدث عواصف إعلامية، وهو يبتعد عن لعب الأدوار المنسوجة من «البالب فيكشن» و«الكوميكس» ومن باب التنويع يخوض تجارب مسرحية صغيرة قبل أن يعود إلى الشاشة الكبيرة بنجاح. آخر ما شاهدناه له «نهاية مراقبة»، وحاليا هو في «سجناء» مع هيو جاكمان، وبعده سنراه في «عدو» و«زاحف الليل». * أنت مقلّ مسرحيا.. على الرغم من ذلك وجدناك قبل حين في مسرحية خارج برودواي. - نعم. هي مسرحية صغيرة لكاتب بريطاني جيد اسمه نك باين أتمنى له أن يكتب للسينما يوما ما. لديه مهارة رائعة في الحوار لكي تدركها وتقدرها عليك أن تحضر واحدا من مسرحياته. * أي دور لعبت في هذه المسرحية؟ - دور عمّ لفتاة تعاني من البدانة. المسرحية من أربعة فصول قصيرة، وهو يحضر لكي يساعد الفتاة في تجاوز محنتها، لكنها ليست محنة الفتاة فقط بل هي أزمة أمها أيضا، التي نقلتها من المدرسة، والتي كانت تتعرض فيها للسخرية إلى المدرسة التي تقوم الأم بالتدريس فيها، ولو أن هذا لا يضع حدا للمشكلة. * قريبا دور جد؟ - (يضحك) من يدري؟! نواصل الكبر.. ألا نفعل؟! * لكنك ما زلت شابا في مطلع الثلاثينات مما يجعلك مناسبا للأدوار التي تقوم بها على الشاشة، وقابلا للتصديق في فيلميك الجديدين. - إنها المرحلة التي عليك أن تختار فيها أدوارك بعناية. في البداية تقترح على الجمهور نفسك وتنتظر الرد. إذا ما جاء إيجابيا غمرته بالأدوار التي تدرك أنه ينتظرها منك وتبعا لنجاحك تستطيع الانتقال إلى مرحلة أخرى تكون فيها محط ثقة الجمهور في أنك تجيد اختيار أدوارك. ربما تخطئ الاختيار. المهم أن لا تقع. * هل صحيح أنك وعدت نفسك بأن تمثل للمسرح بعد كل ثلاثة أفلام تقوم بتمثيلها؟ - صحيح، لقد وعدت نفسي بذلك منذ حين، لكني لم أفِ بالوعد. أريد أن أعد نفسي بذلك مرة ثانية، لكني سأحاول هذه المرة أن أحافظ على الوعد. * حبا في المسرح؟ - طبعا، أدركت مؤخرا أنني مستمتع كثيرا بالتمثيل فوق الخشبة. لا أعتقد أنني كنت أدرك سابقا كم مقدار التفاني الذي يكنّه الممثل المسرحي للمسرح. إنه عالم مختلف جدا بالنسبة للممثل وللمخرج وللكاتب كما لجمهوره. على المسرح تشعر أنك محظوظ كونك وصلت إلى ممارسة التمثيل فيه، خصوصا إذا ما كانت المسرحية من الأعمال التي تجد فيها أكثر من طريقة لكي تغير النمط السينمائي الذي تقوم به عادة. * بعد «بروباك ماونتن» قبل سبع سنوات أين وجدت نفسك؟ - من الصعب أن تتبع ذلك الفيلم بآخر من صنفه؛ أولا لأن المشاريع الدرامية الجيدة وتلك التي تحتوي على مسائل إنسانية مهمة قليلة جدا. لا ترد على نحو متتابع، ولا تستطيع أن تنتظر حدوثها وإلا للزمت البيت. لذلك كان علي أن أستمر. ومع الاستمرار تتوالد القناعة بأنك في نهاية المطاف بصدد تكوين مكتبة أفلام خاصة بك تتمنى أن يشاركك تقديرها الآخر. * أي من أفلامك بعد «بروباك ماونتن» وجدته أقرب إلى ما تطمح إليه؟ - أعجبني العمل مع «المخرج» ديفيد فينشر في «زودياك»، وأعجبني موضوع فيلم «أداء» (حول التحقيق مع عربي قام باتصالات أثارت شكوك المخابرات الأميركية). أحب أيضا فيلميّ الأخيرين «نهاية مراقبة» و«سجناء». * هناك أيضا «عدو» الذي لم يعرض بعد، لكن أفلامك الحالية توحي بأنك تهتم بتمثيل أفلام تشويقية، وبعضها، مثل «سجناء»، داكن. - إنها صدفة. الأفلام الجيدة التي أحببت الأدوار التي عرضت علي فيها حدث أنها كذلك. لا يعني هذا أنها ستبقى في حدود هذا النوع. لا تنسَ أنها جزء من الأفلام السائدة أيضا. ربما خمسة من كل عشرة أفلام أو أكثر في هذه الأيام هي تشويقية وخيال علمية. الباقي متنوع. هناك دراميات مختلفة وكوميديا. أستطيع أن أقع في حب أي فيلم جيد، بصرف النظر عن نوعه. * في «نهاية مراقبة» (End of Watch) تؤدي شخصية رجل بوليس في سيارة تخوض شوارع لوس أنجليس. أنت مولود في لوس أنجليس؛ هل اكتشفت جديدا فيها عندما بدأت التصوير؟ - نعم، وُلدت وترعرعت في لوس أنجليس، واعتقدت أنني أعرف هذه المدينة ومنطقة «ساوث سنترال» تحديدا. عرفتها من الأفلام كما من مروري بها. جدي يعيش في ضاحية «أورانج كاونتي»، لذلك كلما قدت سيارتي إلى هناك مررت بتلك الشوارع، وأدركت أنني لا أعرف الكثير عنها. أحيانا كنت أتساءل؛ ما الذي يحدث هناك؟ هل تعرف ما أقصد؟ الفيلم كان الجواب. لكي أقوم به صعدت ورجال البوليس في السيارات الجوالة. راقبت واستمعت وازددت معرفة. وأدركت أن ما كنت أعرفه عن المنطقة وعن ثقافة سكانها (لاتينيين) وطبيعة الحياة هناك لم يكن الكثير مطلقا. أعتقد أنني وقعت في حب المدينة من جديدة. * شاركك في البطولة الممثل مايكل بينا، وفي الفيلم هناك تلك الصداقة الكبيرة.. كيف نمت صداقتكما في الفيلم؟ - هناك صداقات متعددة. الصداقة التي تربط بين شخصين في زي الشرطة تختلف عن سواها. تختلف عن الصداقة بين شخصين عاديين ربما تعود صداقتهما إلى سنوات كثيرة سابقة. أهم ما يميز الصداقة بين رجال البوليس حين يبلغ التعاضد أشده ويكون على كل واحد حماية الآخر من الموت. لقد تدربت على الدور لخمسة أشهر قضيتها مع رجال بوليس يجوبون الشوارع، وأدركت أنه لا شيء يمكن أن يربطك بالآخر أقوى من لحظات الخطر، حيث حياة كل واحد من مسؤولية الآخر. * هل اقتصر التدريب على مصاحبة رجال الشرطة؟ - صاحبت رجال الشرطة مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع لخمسة أشهر. كل مرة من الساعة الرابعة بعد الظهر لنحو الرابعة صباحا. بعد ذلك أخذنا تدريبا في القتال اليدوي، ثم شهرين من التدريب التقني. بعد خمسة أشهر أخرى أصبحنا جاهزين للقيام بالتصوير. - لا بد أن مثل هذا التدريب الشاق مرده أن للفيلم معالجة تسجيلية وواقعية. هل كان سيحدث ذلك لو أن الفيلم كان متحررا من هذا الأسلوب؟ - ملاحظتك صحيحة. المخرج (ديفيد آيَر) أراد لفيلمه أن يظهر كما لو كان توثيقا للقصة التي تحدث. بالتالي، أعتقد أن التدريبات كانت ستكون ذات تفاصيل أقل ومعايشة محدودة أكثر لو أن الفيلم كان مجرد سرد للحكاية. * أعتقد أن نهاية الفيلم الأصلية تغيرت. أنت ومايكل بينا تموتان في النسخة الأولى من السيناريو؟ - نعم. * هل تدري سبب التغيير؟ - أعتقد تحسبا للوقع أو التأثير الذي ستحمله تلك النهاية على المشاهدين. كنا توقعنا فئة كبيرة من المشاهدين الذين يعملون في سلك البوليس أو لديهم أقارب يعملون في سلك البوليس، وحسبنا أن موت أبطال الفيلم سوف يقود هؤلاء إلى قدر كبير من التأثر والشعور ربما بالإحباط أو اليأس. أعتقد أن واحدا من حسنات السيناريو أن شخصيتي في الفيلم لا تخبر شخصية مايكل بينا أنه سوف يعتني بعائلته إذا ما حدث وقُتل خلال العمل. هذا تركناه للمشاهد لكي يقدره، لكن شخصيتي ليست من النوع الذي سيفصح عن هذا على نحو مباشر. * هل هذا الكتمان داخل في شخصيتك الجديدة في الفيلم الآخر «سجناء»؟ - لا، هذا نوع مختلف من الأفلام. أؤدي شخصية تحريّ يحاول مساعدة رب عائلة الذي هو هيو جاكمان في إيجاد ابنته المخطوفة. شخصيتي عادية في مقابل الشخصية التي يؤديها جاكمان فهو فقد ولده ويحاول القبض على من أطلقنا سراحه لعدم توفر الأدلة، وحين ينجح يسجنه في منزله لكي يعترف. شخصيته مركبة. رمادية إذا أردت. * هل تلاحظ كيف أنك كثيرا ما تقدم على أداء طبيعي؟ هل هناك ما يمكن أن يُوصف بالأداء الطبيعي فعلا؟ - إذا كنت تقصد التمثيل من دون تمثيل، فهذا صعب، لكنه موجود. لا أستطيع أن أقول إنني أمارسه أو لا. هذا عائد إليك لتقديره، لكني أحب هذا النوع من الأداء؛ أشعر بأنه ليس من الضروري إظهار أني الشخص الآخر المختلف تماما عني. تقريب الصورة أعتقد يدفع على تبنيها لدى المشاهد أكثر من أي شيء آخر. * من كان ممثلوك المفضلون حين كنت صغيرا؟ - جميعا حين كنت في العاشرة مثلا. بعد ذلك وجدت نفسي أحب التمثيل من دون أن أنتمي إلى ممثل واحد. طبعا، هناك ممثلون جيدون كثيرون وأقدرهم، وكذلك يفعل الجمهور والوسط الفني. باتشينو، براندو، دي نيرو، مايكل كين.. كثيرون. لا تنسَ مع توالي مشاهدة هؤلاء يصبح الأمر إلى حد ما اعتياديا. كذلك إذا ما كان هناك معجب بتمثيلي.. بعد حين مع ظهور مواهب أخرى سيبدو هذا الإعجاب تقديرا عاما.